الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قمة الناتو في واشنطن.. اختبار جديد لقدرات بايدن الصحية والإدراكية

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي جو بايدن يحضر حفل توزيع وسام الشرف في البيت الأبيض

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

من المتوقع أن يتحول اجتماع قادة حلف شمال الأطلسي" الناتو" في واشنطن، للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين للحلف العسكري الغربي، إلى اختبار عام لقدرات الرئيس الأمريكي جو بايدن الصحية والإدراكية، حيث تواجه حملة إعادة انتخابه لحظة وجودية، بعد أدائه الكارثي في ​​المناظرة أمام خصمه المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة، دونالد ترامب، وذلك وفق ما ذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.

وقالت الشبكة، إن قيادة بايدن للناتو، وشريان الحياة لأوكرانيا في الحرب ضد روسيا، تجعله أهم وصي رئاسي للحلف العسكري الغربي منذ الرئيس جورج بوش الأب. لكن إنجازاته، بما في ذلك انضمام السويد وفنلندا إلى المجموعة، سوف تطغى عليها في القمة معركته لإنقاذ مستقبله السياسي.

وأوضحت الشبكة أن كل خطوة يخطوها بايدن، وكل إيماءة يقوم بها، وكل كلمة ينطق بها ستكون تحت تدقيق شديد، خاصة في لحظات مرتجلة بعد أن ظلت صورة القائد الأعلى المسن وغير المتماسك في بعض الأحيان محفورة في أذهان 50 مليون شاهدوا مناظرته أمام ترامب في أتلانتا أواخر الشهر الماضي.

وتوقعت الشبكة أن يكون الرئيس الأكبر سنًا بين قادة الناتو(81عامًا) تحت ضغط هائل لإظهار النشاط والوضوح العقلي في مؤتمر صحفي منفرد، بعد غد الخميس، مشيرة إلى أن أي ارتباك أو ضعف يبدو على الرئيس الأمريكي، يمكن أن يثير جولة جديدة من الذعر بين الديمقراطيين، ويعرقل جهود بايدن لقمع الحديث عن تخليه عن مساعيه للولاية الثانية في البيت الأبيض.

ويمكن للرئيس الأمريكي أن يتوقع وابلًا من الأسئلة حول صحته وسجلاته الطبية. وسيكون المؤتمر الصحفي أيضًا حدثًا لا بد منه بالنسبة للديمقراطيين الذين يطالبون بايدن ببذل المزيد من الجهد؛ لإثبات أنه لائق لولاية ثانية تنتهي عندما يبلغ من العمر 86 عامًا.

ولفتت "سي. إن. إن" إلى أن التأثيرات المترتبة على تقدم عمر الرئيس الأمريكي ليست مجرد قضية تتعلق بمستقبله السياسي فحسب؛ بل أصبحت مشكلة للغرب، الذي يعتبره خط الدفاع الأخير ضد عودة ترامب، الذي قضى فترة ولايته الأولى في توبيخ حلفاء الناتو، والتقرب من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

وكان ترامب هدد سابقًا، بأنه سيسمح لموسكو "أن تفعل ما تشاء" ولن يحترم مبدأ الدفاع المشترك المقدس في المادة 5 من حلف شمال الأطلسي، إذا اعتبر أن إحدى الدول الأعضاء لم تلتزم بالمبادئ التوجيهية للإنفاق الدفاعي للحلف.

وخلقت كارثة بايدن تعقيدًا جديدًا لحلفاء الولايات المتحدة الذين يصوغون بالفعل خططًا لاحتمال يخشاه كثيرون منهم، وهو فوز ترامب في نوفمبر. ومن المؤكد أن قادة العالم الذين سيقضون ساعات مع بايدن هذا الأسبوع سيجرون تقييماتهم الخاصة للرئيس الأمريكي وآماله السياسية.

وقال كيرت فولكر، سفير الولايات المتحدة السابق لدى الناتو، إن شركاء بايدن سيصلون إلى واشنطن؛ بحثًا عن ضمانات سياسية واستراتيجية بشأن بايدن ودور الولايات المتحدة المستقبلي كزعيم لحلف شمال الأطلسي.

وقال فولكر: "هل سيكون الرئيس بايدن؟ فهل هو قادر على ذلك؟ هل سيترشح لإعادة انتخابه، هل سيُعاد انتخابه؟ إذا كان الأمر كذلك، كيف يبدو ذلك؟".

وأضاف فولكر، إن الحلفاء يشعرون بالقلق من عودة الرئيس السابق دونالد ترامب، فماذا يعني ذلك بالنسبة لدعم الولايات المتحدة لحلف شمال الأطلسي، ودعم الولايات المتحدة لأوكرانيا؟

وأكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن شعبية بايدن تتضاءل بشكل ملحوظ داخل الحزب الديمقراطي في أعقاب أدائه الهزيل خلال مناظرته مع ترامب الشهر الماضي، ما دفع بعض قيادات الحزب لمطالبته بعدم الاستمرار في السباق الرئاسي.

وأشار كاتب المقال روبرت تايت، إلى أن عضو لجنة الخدمات العسكرية بمجلس النواب في الكونجرس أدم سميث، وهو قيادي بارز في الحزب، قال "إن أداء الرئيس بايدن خلال مناظرته مع منافسه ترامب كان كاشفًا للحالة الصحية للرئيس بايدن على نحو يدعو للقلق"، وطالب سميث في نفس الوقت الرئيس بايدن بالتخلي عن فكرة الاستمرار في السباق الرئاسي في ظل ظروفه الصحية الحالية.

وأضاف المقال أن تلك التصريحات من جانب سميث تأتي في أعقاب إعلان بايدن عزمه الاستمرار في السباق الرئاسي ورفضه التام لأية محاولات لإقناعه بالعدول عن قراره.

وينسب المقال إلى سميث قوله "إن كل الدعوات التي تطالب الرئيس بايدن بعدم الاستمرار لم تفلح في إقناعه، غير أن الحقيقة التي لا تقبل الشك هي أن الناخب الأمريكي غير مقتنع بأن بايدن في تلك الظروف الصحية ومع تقدمه في السن سوف يكون قادرًا على الاستمرار في منصبه لفترة رئاسة قادمة".

وأضاف سميث -في بيان أصدره في هذا الصدد- أن أداء الرئيس بايدن خلال المناظرة كان يدعو للقلق؛ مما دفع الناخب الأمريكي، طبقًا لاستطلاعات الرأي، أن يحسم موقفه في هذا الشأن، معبرًا عن اعتقاده أن نائبة الرئيس كامالا هاريس قد تكون اختيارًا أفضل كبديل لبايدن.

وأشار المقال في الختام، إلى أن سميث ليس العضو الوحيد داخل الحزب الديمقراطي الذي يطالب بايدن بعدم الترشح، حيث سبقه أربعة أعضاء بارزين داخل الحزب في تبني ذلك الرأي، والذين طالبوا بايدن الأسبوع الماضي، بالتخلي عن فكرة الاستمرار في السباق الرئاسي.