أثارت الزيارات المُتكررة لطبيب مُتخصص في أمراض الأعصاب إلى البيت الأبيض، موجة من التكهنات حول الحالة الصحية للرئيس الأمريكي، جو بايدن، إذ إنه وسط تصاعد الشائعات حول احتمالية إصابته بمرض شلل الرعاش، خرج الطبيب الشخصي للرئيس بتصريحات توضيحية لوضع حد للتكهنات المتزايدة.
زيارات مثيرة للجدل
كشفت صحيفة نيوزويك الأمريكية، أن سجلات الزوار في البيت الأبيض أظهرت قيام الدكتور كيفن كانارد، وهو خبير في مرض شلل الرعاش، بثماني زيارات إلى المقر الرئاسي على مدى الأشهر الثمانية الماضية.
أشارت الصحيفة إلى أن كانارد التقى بطبيب بايدن الشخصي، الدكتور كيفن أوكونور، في واحدة على الأقل من هذه الزيارات؛ ما أثار تساؤلات عديدة حول طبيعة هذه الزيارات وسبب تكرارها، مما دفع وسائل الإعلام للتكهن حول الحالة الصحية للرئيس.
مواجهة ساخنة في المؤتمر الصحفي
وفقًا لما ذكرته نيوزويك، شهد المؤتمر الصحفي للبيت الأبيض يوم الاثنين، مواجهة حادة بين مراسل شبكة "سي بي إس نيوز"، إد أوكيف، والمتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان-بيير.
طالب أوكيف بمزيد من التفاصيل حول طبيعة زيارات الدكتور كانارد، مما وضع إدارة بايدن تحت ضغط للرد على التكهنات المتزايدة.
توضيحات رسمية من طبيب الرئيس
في محاولة لتهدئة الأجواء المشحونة، أصدر الدكتور أوكونور مذكرة توضيحية مساء الاثنين.
وأوضحت نيوزويك أن المذكرة أكدت أن الدكتور كانارد يعمل كمستشار للأمراض العصبية في البيت الأبيض منذ عام 2012، وأنه يرى عددًا كبيرًا من المرضى في مجمع البيت الأبيض، وليس الرئيس فقط.
وأضاف أوكونور أن تفاعلات كانارد الوحيدة مع بايدن كانت لإجراء "فحوصات عصبية مفصلة" خلال الفحوصات السنوية الثلاثة للرئيس، والتي لم يتم الكشف فيها عن أي مشاكل كبيرة.
خلفية الشائعات وأداء بايدن المثير للجدل
أشارت صحيفة نيوزويك إلى أن التكهنات حول الحالة العقلية لبايدن ازدادت، بعد أدائه المثير للقلق في مناظرة الشهر الماضي مع الرئيس السابق دونالد ترامب.
خلال المناظرة، بدا الرئيس الحالي في بعض الأحيان وكأنه يفقد تركيزه ويواجه صعوبة في التحدث بوضوح، وهذا الأداء غذى الشائعات حول احتمالية إصابته بمرض شلل الرعاش، رغم عدم وجود أي دليل طبي يدعم هذه الادعاءات.
نفي قاطع لعلاج شلل الرعاش
نقلت نيوزويك عن المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان-بيير، تأكيدها الصريح خلال المؤتمر الصحفي يوم الاثنين، أن بايدن لا يعالج حاليًا ولم يعالج من قبل من مرض شلل الرعاش.
هذا النفي القاطع جاء في محاولة لوضع حد للتكهنات المتزايدة، رغم استمرار الجدل في وسائل الإعلام.
ردود الفعل الإعلامية
وفقًا لنيوزويك، تباينت ردود الفعل الإعلامية على هذه التطورات، ففي برنامج "لورا كواتس لايف" على شبكة "سي إن إن"، اقترحت المضيفة لورا كواتس أن مذكرة الدكتور أوكونور قد تشير إلى أن التكهنات حول الحالة العصبية لبايدن "مجرد ضجة لا طائل منها".
كما جادل المحلل السياسي في "سي إن إن"، باكاري سيلرز، بأنه من "السخف تمامًا أن نجري هذا النقاش" حول الصحة العصبية لبايدن، مؤكدًا أنه من "الواضح للغاية" أن الدكتور كانارد لا يعالج الرئيس.
الخطوات القادمة
ختمت نيوزويك تقريرها بالإشارة إلى أن بايدن من المرجح أن يجيب عن أسئلة وسائل الإعلام حول صحته العقلية والعصبية هذا الأسبوع.
وأعلن المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، يوم الاثنين، أن الرئيس سيشارك في "مؤتمر صحفي كبير" يوم الخميس.
هذا المؤتمر قد يكون فرصة لبايدن لتوضيح موقفه والرد مباشرة على الشائعات المتداولة حول صحته.