الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

استراتيجيات الصراع بين أوروبا وروسيا.. التكتل "بلا قائد" أمام بوتين

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

القاهرة الإخبارية - سيد خميس

في ظل آمال فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، في أن ينتهي الهجوم العسكري على أوكرانيا -الذي بدأ فبراير الماضي، بانتصار يسمح لروسيا بالاحتفاظ بأراضٍ، دون عقوبات غربية طويلة الأمد، تعيق روسيا اقتصاديًا وسياسيًا، ما يعطي موسكو مصلحة استراتيجية عميقة في تقسيم الغرب- يقف الاتحاد الأوروبي في وجه روسيا، وهو يفتقر إلى "نظرية النصر"، أي أن الاتحاد ليس لديه استراتيجية مشتركة حول كيفية انتهاء الصراع، ويظهر الاتحاد الأوروبي بلا قيادة، ليكون التكتل في مواجهة بوتين، شكلًا من أشكال القوة المشتتة.

أكدت قدري ليك، الباحثة المتخصصة في الشأن الروسي ومنطقة البلطيق، أنه على النقيض من الفترة التي أعقبت ضم موسكو لشبه جزيرة القرم في 2014، عندما كانت ألمانيا هي الزعيمة التي سعت إلى توحيد دول الاتحاد الأوروبي حول موقف مشترك ضد روسيا، فإن الوحدة الحالية للاتحاد الأوروبي تبدو "بلا قيادة".

قالت "ليك"، في بحث بعنوان: "مراجعة للقوة في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا"، إنه لم تظهر أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي، كدولة محورية منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير الماضي، وأوضحت أنه في حين أنه أفاد استطلاع لصناع القرار في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، البالغ عددها 27 دولة، بأن ألمانيا أو فرنسا أو بولندا تؤدي هذا الدور، إلا أنها تؤكد أنه لا يوجد دور مهيمن في قيادة سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه روسيا.

اللامركزية تشكل القرار في الاتحاد الأوروبي

أضافت، في البحث المنشور في المركز الأوروبي للعلاقات الخارجية، في ديسمبر الحالي، أن الواقع الذي يظهر أمام الجميع هو صورة اللامركزية لتشكيل القرار في الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن صانعي السياسات في دول الاتحاد الأوروبي يتشاورون بانتظام بين الدول ذات التفكير المماثل، مع التركيز الجغرافي.

عن التشاور بين دول الاتحاد ذات البُعد الجغرافي، ضربت أمثلة أن تظل دول الشمال الأوروبي ودول البلطيق على اتصال منتظم بشأن المسائل المتعلقة بروسيا. وبالمثل، فإن دول البحر الأبيض المتوسط على اتصال ويدونون الملاحظات معًا، مشيرة إلى أنه من المثير للاهتمام أن هناك أيضًا شبكات ناشئة تمتد خارج السياق الإقليمي، إذ يبدو أن جمهورية التشيك وسلوفاكيا كانتا جيدتين بشكل خاص في تعزيز الشراكات التي ليست واضحة للوهلة الأولى، وفي عدد من البلدان الأصغر البعيدة عن روسيا وأوكرانيا، مثل البرتغال وأيرلندا، يقول صانعو السياسة إنهم من المرجح أن ينسجموا مع التيار الرئيسي للاتحاد الأوروبي، بغض النظر عن كيفية ظهور مواقفه.

أوروبا تتبع واشنطن في الأمور الحاسمة

أكد البحث أنه يمكن لطبيعة وحدة الاتحاد الأوروبي بلا قيادة أن تعمل في اتجاهين، فمن ناحية، يُلزم عدم وجود مركز ثقل واضح جميع البلدان بالعمل بجدية أكبر لضمان اتخاذ مواقف مشتركة، ومن ناحية أخرى، يتبع الأوروبيون إلى حد كبير خُطى واشنطن في عدد من الأمور الحاسمة، مثل شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا أو التحدث مباشرةً إلى كبار الشخصيات الروسية.

شددت "ليك" على أنه حال وصول رئيس أمريكي أقل انخراطًا في أوكرانيا، أو حتى معادٍ لها، إلى السلطة في عام 2025، يمكن لأوروبا أن تكتشف بسرعة سلبيات انعدام القيادة.

أشار البحث إلى أن الدولة الوحيد في الاتحاد الأوروبي، التي تود حكومتها إسقاط العقوبات عن روسيا، ولا تتفق ما باقي دول التكتل، هي المجر، بينما لا تزال مسألة مدى فعالية العقوبات تظهر في بعض وسائل الإعلام، ويعبر عنها من سياسيين سابقين صديقين لروسيا، في بلدان مثل إيطاليا وفرنسا.