بدأت حكومة حزب العمال الجديدة في المملكة المتحدة، العمل على تحقيق "التقارب مع الاتحاد الأوروبي" بعد سنوات من خروج بريطانيا من الكتلة.
وكانت ألمانيا أول محطة خارجية لوزير الخارجية في حكومة العمال البريطانية الجديدة ديفيد لامي.
وتعليقا على زيارة لامي، قال الحساب الرسمي لوزارة الخارجية الألمانية على "إكس": "المملكة المتحدة هي صديقنا وشريكنا المقرب.. معًا ندافع عن الديمقراطية والحرية في العالم".
وأضاف: "المملكة المتحدة جزء لا يتجزأ من أوروبا.. سواء في العلوم أو الثقافة أو الأمن.. ألمانيا وبريطانيا تعملان معًا بشكل وثيق.. نحن نعمل مع حكومة المملكة المتحدة الجديدة لنرى كيف يمكن لها أن تقترب من الاتحاد الأوروبي".
وقال لامي، الذي صوّت لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي، ودعا إلى إجراء استفتاء ثانٍ على خروج بريطانيا منه، قبل رحلته لألمانيا، إن الوقت حان "لترك سنوات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلفنا".
وفي حديثه في وزارة الخارجية البريطانية، قال "لامي" لصحيفة "الجارديان": "لن ننضم مرة أخرى إلى السوق الموحدة والاتحاد الجمركي، ولكن هناك الكثير الذي يمكننا القيام به معًا". وأضاف: "أريد أن أكون واضحًا تمامًا، الدول الأوروبية هي أصدقائنا".
ومن ألمانيا، ناقش وزير الخارجية البريطاني الجديد مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، الأمن في أوروبا، فضلًا عن دعم أوكرانيا.
ويتوجه لامي من ألمانيا إلى بولندا والسويد للقاء نظيريه، قبل أن تستضيف المملكة المتحدة قمة الجماعة السياسية الأوروبية بعد أسبوعين.
وقال لامي في أعقاب الاجتماع مع بيربوك، إن "الوقت حان لإعادة ضبط علاقتنا مع أصدقائنا وحلفائنا الأوروبيين".
وتعهد حزب العمال بتحسين الاتفاق التجاري بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، الذي وافقت عليه حكومة بوريس جونسون في عام 2020.
وعلى وجه الخصوص، قالت راشيل ريفز، وزيرة الخزانة الجديدة في بريطانيا، إن حزب العمال يتطلع إلى إبرام صفقات في القطاعين الكيميائي والبيطري.
وكان السير كير ستارمر (رئيس الحكومة البريطانية) دعا في السابق، إلى توثيق العلاقات مع الكتلة في مجالات التعليم والدفاع والأمن. وقال في مايو: "علينا أن نتعامل مع ذلك، من خلال علاقة أوثق، لا أعتقد ذلك في التجارة فحسب، بل في الدفاع أيضًا.. أعتقد أن هناك مجالًا كبيرًا للعمل الوثيق في مجال الدفاع والأمن.. أعتقد أنه يمكننا أيضًا القيام بمزيد من العمل في مجال التعليم".
وتشير صحيفة "تليجراف" إلى إمكانية أن يكون أحد مجالات الاتفاق المحتملة هو إعادة الانضمام إلى برنامج "إيراسموس" لتبادل الطلاب، والذي شهد قضاء ملايين الطلاب وقتًا في دول الاتحاد الأوروبي للدراسة الجامعية.
وبعد اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قال ميشيل بارنييه، مفاوض الاتحاد الأوروبي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد، "إن قرار بريطانيا بعدم المشاركة في برنامج إيراسموس كان أحد أهم الأمور التي ندم عليها فيما يتعلق بالتعاون الاجتماعي بين المملكة المتحدة وأوروبا".
وقال لامي وبيربوك، في بيان مشترك: "إننا نتصدى لتحديات اليوم جنبًا إلى جنب، تعزيز دفاعنا في حلف شمال الأطلسي، ودعم أوكرانيا، والعمل من أجل السلام في الشرق الأوسط.. معًا نوحد قوانا لدعم الديمقراطية والحرية في جميع أنحاء العالم".