الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

إعادة بناء بريطانيا.. المهمة الشاقة لحكومة العمال الجديدة

  • مشاركة :
post-title
رئيس وزراء بريطانيا الجديد كير ستارمر

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تبدأ حكومة العمال الجديدة برئاسة كير ستارمر، اليوم السبت، المهمة الشاقة المتمثلة في العمل على "إعادة بناء بريطانيا"، بعد تحقيق الحزب فوزًا ساحقًا في الانتخابات، طوى به صفحة حكم المحافظين الذي استمر 14 عامًا.

واستعرضت صحيفة "التايمز" البريطانية، التحديات التي ستواجه الوزراء الجدد في حكومة العمال، وتركة حكومات المحافظين المتتالية منذ 14 عامًا. وتناولت الصحيفة في تقرير، كيف يواجه مرشحو حزب العمال كثيرًا من التحديات مع بدء العمل الشاق للحكومة.

وبدأت الصحيفة بوزيرة الاقتصاد راشيل ريفز (45 عامًا)، وقالت إنها حذرت راشيل قبل الانتخابات من أن حزب العمال على وشك أن يرث "أسوأ مجموعة من الظروف الاقتصادية منذ الحرب العالمية الثانية"، إلا أنها تتولى زمام الاقتصاد الذي شهد نموًا بنسبة 0.7% بعد أداء ضعيف وركود قصير في عام 2023.

وستكون الأولوية القصوى لـ"ريفز" التغلب على توقعات النمو المتشائمة، وإن لم يكن لديها مجال كبير للمناورة بشأن الديون التي تبلغ 100% من الناتج المحلي الإجمالي.

وبالنسبة لأنجيلا راينر (44 عامًا) وزيرة الإسكان، وهي النائبة الرسمية لرئيس الوزراء كير ستارمر، سيكون السكن على رأس قائمتها، بعد أن وعد حزب العمال بتمزيق قواعد التخطيط الحالية في الأشهر القليلة الأولى من الحكومة، في محاولة لبدء بناء المنازل وتعزيز النمو الاقتصادي.

أما وزير الصحة ويس ستريتنج (41 عامًا) فأمامه كثير من المعارك الصعبة، وقال إن هيئة الخدمات الصحية الوطنية "محطمة"، وعليه مواجهة النقابات والمديرين، والتوصل إلى صفقة أجور مع الأطباء المبتدئين المضربين، وحلّ الفوضى التي يعاني منها الأطباء العامون وأطباء الأسنان لرد ثقة الناخبين، وذلك دون الحصول على دفعة نقدية كبيرة.

وأشارت "التايمز" إلى مشكلات التعليم التي ستواجه الوزيرة بريدجيت فيليبسون، ومن بينها تمويل المدارس الحكومية واكتتاب المعلمين، كما تطرقت الصحيفة لأزمة الهجرة التي ستواجه وزيرة الداخلية إيفيت كوبر، بما فيها إلغاء "سياسة رواندا" (طرد المهاجرين)، والتركيز بدلًا منها على استهداف العصابات الإجرامية التي تقف خلف المعابر.

وسيكون بات ماكفادين مُكلفًا بدور حاسم في الحكومة المقبلة بصفته وزيرًا لمكتب مجلس الوزراء، وهو بمنزلة الوسيط الموثوق به لستارمر الذي يتفاوض في النزاعات بين الوزراء والإدارات ويضمن سريان أوامر رئيس الوزراء.

أما وزير الخارجية ديفيد لامي (51 عامًا) فعليه أن يتولى دورًا قياديًا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأوروبا، وخاصة في موضوع الحرب على أوكرانيا. وذلك مع احتمال تشكيل حكومة يمينية متشددة في فرنسا ورئاسة دونالد ترامب الثانية، علمًا أنه سبق أن وصف ترامب بأنه "معتل اجتماعيًا، متعاطف مع النازيين الجدد"، كما وصف رئيسة الحزب اليميني المتطرف في فرنسا مارين لوبان بأنها "سامة وحاقدة".

وسيكون على "لامي" أن يتعامل مع مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وخطر امتداد الحرب في الشرق الأوسط إلى لبنان، فضلًا عن مساعدة ستارمر على اتخاذ قرار بشأن موعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، الذي وعد به في حال انتخابه.

وكذلك سيكون على وزير الدفاع جون هيلي أن يقضي أسبوعه الأول في المنصب في قمة حلف شمال الأطلسي بواشنطن، لإقناع الحلفاء في أوروبا الشرقية بضرورة إنفاق ما لا يقل عن 3% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع.

وعلى رأس جدول أعمال "هيلي"، تقف مراجعة استراتيجية دفاعية كبرى وعد بها حزب العمال، ليقرر إذا كان سيتراجع عن تخفيض أعداد القوات.

وعلى وزيرة العدل شابانا محمود اتخاذ قرارات فورية بشأن التعامل مع أزمة الاكتظاظ في السجون، في حين أن وزيرة العمل والمعاشات التقاعدية ليز كيندال قد تواجه خيارات صارخة بشأن الحد من مستويات الفوائد أو أهليتها إذا أرادت رؤية تحسينات سريعة.

وبوعد حزب العمال بتحسين الخدمة على السكك الحديد بشكل كبير وتسوية الخلاف المستمر منذ عامين مع السائقين بشأن الأجور، سيكون على وزيرة النقل لويز هاي ضغط كبير للقيام بعدد من الإصلاحات.

أما وزير الطاقة إد ميليباند، فمن المتوقع أن يرفع الحظر المفروض على مزارع الرياح البرية بسرعة، إلا أن إنشاء شركة الطاقة العامة الجديدة التابعة للحكومة سيستغرق وقتًا أطول.

ومع استمرار معاناة المزارعين من شتاء ممطر لا يصدق، من غير المتوقع أن يقوم وزير البيئة ستيف ريد بتغيير نظام الدعم الزراعي السنوي الذي تبلغ قيمته 2.4 مليار جنيه إسترليني، إلا أن معالجة تلوث المياه سيكون تحديًا كبيرًا له.