الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تشريد مليوني شخص.. أوامر التهجير الإسرائيلية حولت سكان غزة إلى نازحين

  • مشاركة :
post-title
نزوح فلسطينيي غزة لا يتوقف مع استمرار العدوان الإسرائيلي

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

مع استمرار العدوان الإسرائيلي على مناطق مختلفة في غزة لليوم 275 تواليًا، تحول سكان القطاع إلى نازحين يعانون من ظروف إنسانية كارثية، وأظهرت أحدث أرقام الأمم المتحدة أن نحو مليوني شخص –جميع سكان القطاع تقريبًا- نزحوا، بعد أن أمر جيش الاحتلال، الأسبوع الماضي، 80 ألف شخص آخرين بإخلاء أجزاء من مدينة غزة، التي تتعرض لاجتياح بري جديد، وفق شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.

وواصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة مخلفة أعدادًا كبيرة من الشهداء والجرحى، وارتكبت قوات الاحتلال، في اليوم 275 من العدوان، ثلاث مجازر بحق العائلات الفلسطينية، وصل منها للمستشفيات 29 شهيدًا و100 جريح لترتفع حصيلة العدوان منذ السابع من أكتوبر إلى 38 ألفًا و98 شهيدًا و87 ألفًا و705 مصابين.

وسط القطاع

ارتكب الاحتلال مجزرة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة راح ضحيتها 16 شهيدًا و75 جريحًا، إذ استهدف مدرسة الجاعوني التابعة للأونروا بعدة صواريخ، ما أسفر عن هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى.

وكان الاحتلال استهدف عدة منازل في مخيم النصيرات خلال 24 ساعة ما أدى لاستشهاد عشرة فلسطينيين، وأصيب أربعة آخرين جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا بمخيم النصيرات وسط القطاع.

مدينة غزة والشمال

ودخل اجتياح حي الشجاعية يومه العاشر مع استمرار الاحتلال بنسف المنازل شرق الحي، فيما استمرت الغارات على أحياء غزة المختلفة.

وانتشل مسعفون ثلاثة شهداء وعددًا من الجرحى جراء استهداف الاحتلال منزلًا في منطقة الميناء غرب مدينة غزة، وسقط ستة شهداء في غارة استهدفت منزلًا في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة.

ودمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية مسجد المقامة قرب ديوان أبو شريعة في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة، ومنزلا في حي الرمال، وقصفت المدفعية محيط مسجد الأبرار بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.

رفح وخان يونس

وفي رفح الفلسطينية، يتواصل اجتياح المدينة للشهر الثالث مع استمرار عمليات نسف المنازل.

واستُشهد أربعة في قصف استهدف الحي السعودي غربي رفح، فيما انتشل المسعفون جثامين عشرة شهداء من مناطق متفرقة من المدينة.

وفي خان يونس، قصفت طائرات الاحتلال مبنيي البريد والداخلية، وأصيب ثلاثة مواطنين من النازحين المجاورين لمكان القصف.

نزوح 90% من السكان

وتشير تقديرات وكالة الأمم المتحدة الرئيسية لشؤون اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إلى أن ما يصل إلى 1.9 مليون شخص في غزة قد نزحوا داخليًا، حوالي 90٪ من سكان القطاع، البالغ عدد سكانه 2.1 مليون شخص.

وارتفع عدد النازحين من 1.7 مليون شخص منذ بدء الاجتياح الإسرائيلي لرفح الفلسطينية في 7 مايو الماضي.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أمس السبت، إن 80 ألف شخص نزحوا هذا الأسبوع، بعد أن أصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء في المناطق الشرقية من مدينة غزة.

وفي الشجاعية، قال جيش الاحتلال، أمس السبت، إن جنوده اشتبكت مع مقاتلين من حماس خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وقال الدفاع المدني في غزة لـ"سي. إن. إن"، إن القصف الإسرائيلي على المنطقة مستمر "دون توقف". وأضاف أن الوضع في الشجاعية ظل على حاله منذ عشرة أيام، ولا تستطيع طواقمنا الدخول لإنقاذ الأرواح هناك.

وفي هذه الأثناء، استمر العدوان الإسرائيلي على رفح الفلسطينية، حيث تم تهجير الجزء الأكبر من المدنيين الفلسطينيين في البداية.

ولا يزال العدوان يلحق خسائر فادحة بالمدنيين، الذين نزح العديد منهم تسع أو عشر مرات حتى الآن.

وقال أحد النازحين في خان يونس، لـ"سي. إن. إن"، إن "الحياة في الخيام صعبة للغاية.. نحن نعيش على الرمال.. الملابس تتسخ.. الأيدي تتسخ. يحتاج الجسم إلى التنظيف.. أواني الطعام بحاجة إلى التنظيف".

وأضاف أن أطفاله يضطرون في كثير من الأحيان إلى جلب الماء للأسرة، ويعيشون معاناة لم يتعرضوا لها من قبل.

ونشرت "الأونروا"، الجمعة الماضي، مقطع فيديو لأشخاص في خيام مؤقتة على شاطئ مدينة النصيرات وسط البلاد، قائلين إنهم "يبنون جدرانًا رملية لحماية أنفسهم من المدّ القادم".

ولم يتبق سوى عدد قليل من الأماكن الآمنة التي يمكن للعائلات الانتقال إليها. وفي مختلف أنحاء القطاع، يهدد نقص الوقود العمل في المستشفيات، وفي توزيع المساعدات القليلة التي تمر إلى غزة.

وحذرت السلطات الصحية في غزة، أمس السبت، من "استمرار أزمة الوقود اللازمة لتشغيل مولدات المستشفيات ومحطات الأُكسجين وثلاجات تخزين الأدوية في جميع المرافق الصحية".