تكاثفت الجهود العالمية المتنامية لمساعدة آلاف الأشخاص في منطقة البحر الكاريبي بعد ما أصبحوا بلا مأوى في أعقاب إعصار "بيريل"، الذي أدى إلى انهيار جميع المباني واقتلاع النباتات في جزر جرينادا كارياكو وبيتيت مارتينيك، وخلّف دمارًا واسع النطاق في جزيرة سانت فنسنت وهدم معظم المباني في جزر جرينادين.
مساعدات دولية
وفي المملكة المتحدة، قال وزير الخارجية المعين حديثًا، ديفيد لامي، إنه سيُزيد الدعم لدول الكاريبي المتضررة من "بيريل" إلى 500 ألف جنيه إسترليني، ويشمل ذلك 800 مجموعة من أدوات المأوى الطارئة، القادرة على دعم ما يصل إلى 4000 شخص، وفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
وأضاف: "تظل قلوبنا مع أولئك الذين فقدوا أحباءهم أو منازلهم أو تُرِكوا بدون كهرباء.. وكجزء من استجابة سريعة ومنسقة في المنطقة، سيساعد هذا التمويل في دعم جهود التعافي من الكوارث"، مضيفًا أن "تطور مثل هذه العاصفة في وقت مبكر جدًا من الموسم يُظهر أننا نواجه حالة طوارئ مناخية ويجب أن نتحرك الآن".
وفي لندن، تحدث مواطنان لـ"بي بي سي" عن مبادرتهما الطارئة، مشيرين إلى أنهما يجمعان المواد الغذائية غير القابلة للتلف وأدوات النظافة والإمدادات الطبية لشحنها إلى جرينادا.
وشدّد المفوّض السامي لحكومة سان فيرجينيا في لندن على الحاجة إلى "انتعاش سريع"، مضيفًا أن هذا "شرط أساسي" لاستمرار التنمية المستدامة في دول الكاريبي.
وتطلب الحكومات أيضًا التبرعات لصناديق الإغاثة الخاصة بها، إذ أنشأت سانت فنسنت وجزر جرينادين، موقعًا يحتوي على تفاصيل الحساب المصرفي وقائمة بمواد الإغاثة ذات الأولوية.
ونشرت جرينادا نداءات مماثلة للمتطوعين والمساهمات المالية على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الخاصة بالوكالة الوطنية لإدارة الكوارث.
إعادة بناء كاملة
أعرب ديكون ميتشل، رئيس وزراء جرينادا، ونظيره من سانت فنسنت وجزر جرينادين، رالف جونسالفيس، اللذين يواجهان وضعًا إنسانيًا رهيبًا واحتمال إعادة بناء الجزر من جديد، عن قلقهما البالغ بشأن التكاليف الكبيرة المرتبطة بجهود الإغاثة والإنعاش الهائلة.
وسلّط المسؤولون الضوء على الحاجة الملحة لاستعادة الخدمات الأساسية مثل الرعاية الطبية والأمن، مع قلق الشرطة من انهيار القانون والنظام بسبب انقطاع التيار الكهربائي والممتلكات غير المؤمنة.
وفي جزيرة يونيون، سارعت إحدى منظمات الاستجابة لإنشاء خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، بعد أن تسبب "بيريل" في انقطاع الاتصالات ما أعاق جهود الإنقاذ والإغاثة.
ووصف أحد سكان جزيرة يونيون باكيًا، الإعصار بأنه "أسوأ من الشيطان"، وقال إنه فقد كل شيء، مضيفًا أن الكلمات ليست كافية لوصف رعب العاصفة.