يبدو أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يقود حزب المحافظين إلى أسوأ نتيجة انتخابية في التاريخ البريطاني، حيث يشير استطلاع لصحيفة "الإندبندنت"، صدر عشية الانتخابات العامة، إلى أن الحزب سيحتفظ بـ 82 مقعدًا فقط، بينما حزب العمال في طريقه للحصول على أغلبية 272 مقعدًا، مع فوز كير ستارمر بـ 461 مقعدًا.
ويتوقع كثيرون أن يفوز المحافظون بأقل من مستوى مقاعدهم في عام 1906، في حين أن حزب العمال على وشك التغلب على أعلى مستوى حققه رئيس الوزراء الأسبق توني بلير في عام 1997.
كما شهدت عشية الانتخابات البريطانية نشر استطلاع أجرته مؤسسة "فوكال داتا" يشير إلى أن المحافظين سيحتفظون بـ 108 مقاعد فقط، مع وصول حزب العمال إلى السلطة بـ 444 مقعدًا.
وتوقع الاستطلاع الأخير الذي أجرته مؤسسة "يوجوف" للانتخابات العامة، أن يفوز حزب العمال بـ 431 مقعدًا، في حين يعاني حزب المحافظين من أسوأ نتيجة له على الإطلاق بحصوله على 102 مقعد فقط.
ورغم وجود مجموعة من النتائج، فإن النتيجة الأسوأ وضعت حزب المحافظين على مسار الهبوط إلى أقل من 100 مقعد، في حين أن السيناريو الأفضل جعلهم يفوزون بـ 126 مقعدًا فقط. وهذا من شأنه أن يتجاوز بكثير الهزيمة التي واجهها جون ميجور في عام 1997.
هزيمة فادحة
تمثل الهزيمة غير المسبوقة المتوقعة في انتخابات اليوم الخميس تراجعًا لا يصدق لحزب المحافظين، الذي فاز بـ 365 مقعدًا قبل خمس سنوات فقط في عهد بوريس جونسون. حتى أن أعضاء الدائرة الداخلية لسوناك حذروا من أنه قد يخسر في دائرته الانتخابية "ريتشموند ونورثالرتون"، وهي واحدة من أكثر مقاعد حزب المحافظين أمانًا في البلاد.
وتوقع الاستطلاع أن زعيم العمال كير ستارمر سيصبح رئيسًا للوزراء بحصوله على 461 مقعدًا، وسيأتي المحافظون في المركز الثاني بحصولهم على 82 مقعدًا، والديمقراطيون الليبراليون في المركز الثالث بحصولهم على 55 مقعدًا.
وفي الوقت نفسه، أشار الاستطلاع إلى أن حزب الإصلاح في المملكة المتحدة بقيادة نايجل فاراج سيفوز بسبعة مقاعد، بما في ذلك كلاكتون في إسيكس.
وجاء الاستطلاع المفاجئ في الوقت الذي اضطر فيه رئيس الوزراء إلى الإصرار على أنه لا يزال "يناضل بشدة من أجل كل صوت"، بعد أن قال وزير العمل والمعاشات ميل سترايد إن بريطانيا تتجه نحو "أكبر فوز ساحق لحزب العمال تشهده هذه البلاد على الإطلاق".
وفي الوقت نفسه، أعلنت وزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان انتهاء السباق، وحثت المحافظين على "الاستعداد لواقع المعارضة وإحباطها".
وبعد أسابيع من تقدم حزب العمال بفارق 20 نقطة أو أكثر على المحافظين في استطلاعات الرأي، أشارت مجموعة كبيرة من الاستطلاعات إلى أن سوناك سيقود حزبه إلى هزيمة ساحقة.
الناخبون تركوهم
توقع استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "مور إن كومون" أن يفوز الحزب بـ 126 مقعدًا فقط، مقابل حصول حزب العمال على 430 مقعدًا.
كما أشار الاستطلاع إلى أن وزير الخزانة جيريمي هانت، ووزير الدفاع جرانت شابس، والوزير المخضرم جوني ميرسر "طردهم ناخبوهم".
وفي حديثه لـ "راديو تايمز" أمس الأربعاء، قدم وزير العمل والمعاشات "تنازلاً استثنائيًا"، وقال: "أنا أتقبل تمامًا أن استطلاعات الرأي في الوقت الحالي تعني أنه من المرجح أن يشهد غدًا أكبر أغلبية ساحقة لحزب العمال لم تشهدها هذه البلاد على الإطلاق، وأكبر بكثير من عام 1997".
لكن على العكس، قال سوناك لقناة ITV: "لقد رأينا بعض التحليلات التي أظهرت أن 130 ألف شخص فقط يمكنهم إحداث الفارق في هذه الانتخابات. لذلك، فإن كل من يراقب يقول: أوه، كل هذا هو نتيجة مفروغ منها. إنه ليس كذلك".