الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سبع جبهات.. خطوط المواجهة المحتملة بين إسرائيل وإيران

  • مشاركة :
post-title
آثار الهجوم الإسرائيلي على مجمع السفارة الإيرانية بدمشق – وكالات

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

بينما لا تزال إسرائيل غارقة في عدوانها على قطاع غزة، وتفكر -علنًا- في شن هجوم جديد على جنوب لبنان، تتزايد المخاوف في جميع أنحاء المنطقة بشأن احتمال اندلاع صراع أكبر، قد يفتح مسارات أخرى للقتال ربما يزكيها التعنت الإسرائيلي في المفاوضات مع حركة حماس.

وفي الأسبوع الماضي، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن انخراط بلاده في "حرب على سبع جبهات" مع إيران، قائلًا إنها تدعم تحالفًا غير رسمي من الفصائل على مستوى المنطقة، والذي يعرف باسم "محور المقاومة".

وفي اليوم التالي، قدمت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة لمجلة "نيوزويك" الأمريكية، تحذيرًا صارخًا ضد أي "عدوان عسكري إسرائيلي واسع النطاق" في لبنان، محذرة من أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى حرب تستلزم "إشراك جميع جبهات المقاومة".

ردًا على ذلك، قال الجيش الإسرائيلي للمجلة إنه "مستعد لمجموعة متنوعة من السيناريوهات الأمنية في جميع المجالات، وسيواصل حماية دولة إسرائيل من التهديدات المختلفة".

الآن، مع تصاعد التهديدات، وعدم وجود علامات وشيكة على وقف إطلاق النار في غزة أو الحدود الإسرائيلية اللبنانية، يمكن أن يظهر المزيد من التصعيد في حالة اندلاع صراع واسع النطاق.

ومثل الولايات المتحدة، ذكرت إيران أنها لا تسعى إلى حرب إقليمية، وقال مسؤولون إيرانيون إنهم، حتى في حالة نشوب حرب إسرائيلية مع لبنان، يعتقدون أن "حزب الله" اللبناني لديه القوة الكافية لهزيمة عدوهم المشترك.

كما تمتلك إيران الترسانة الصاروخية الأكبر والأكثر تقدمًا في الشرق الأوسط، والتي لم يتم عرض سوى جزء صغير منها خلال وابل الصواريخ ضد إسرائيل في إبريل.

وبينما أظهرت إسرائيل منذ فترة طويلة قدرتها على ضرب الجمهورية الإسلامية من الداخل، فإن الحرب المفتوحة يمكن أن تضع إسرائيل والولايات المتحدة في اختبار لم يسبق له مثيل.

غزة والضفة الغربية

في حين ادعى المسؤولون الإسرائيليون تحقيق مكاسب كبيرة خلال العدوان وعمليات الإبادة التي يمارسها بحق الفلسطينيين في القطاع، فقد اعترفوا أيضًا بأن تحقيق أهدافهم المعلنة، المتمثلة في هزيمة حماس ككيان عسكري وسياسي فاعل، وضمان ألا تشكل غزة تهديدًا في المستقبل، وإعادة المحتجزين، يمكن أن يكون أمرًا صعبًا.

وفي الوقت نفسه، تمكنت حماس من الاستمرار في القيام بعمليات شبه يومية ضد قوات الاحتلال التي تتوغل في أراضي القطاع.

وبينما تحتفظ السلطة الوطنية الفلسطينية بالسيطرة على أجزاء من الضفة الغربية، يواجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أزمة كبيرة، بسبب تزايد النشاط العسكري والاستيطاني الإسرائيلي.

وتمارس إسرائيل بالفعل سيطرة فعلية على جزء كبير من أراضي الضفة المحتلة، لكن الهجوم المنسق من قبل فصائل المقاومة المختلفة، وليس حركة حماس فقط، يمكن أن يزيد من تحويل الموارد الأمنية الإسرائيلية اللازمة للرد على جبهات أخرى.

كتائب "حزب الله" العراقية - أرشيفية
لبنان

بدأت إسرائيل بالفعل في مضاعفة الموارد المخصصة للجبهة الشمالية نتيجة لتصاعد الاشتباكات مع حزب الله، الذي شارك في حربين ضد قوات الاحتلال. لكن المراقبين حذروا من أن صراعًا شاملاً جديدًا قد يكون الأكثر تدميرًا حتى الآن لكلا الجانبين.

وقال مسؤولون إسرائيليون لمجلة "نيوزويك" إنهم يقدرون أن حزب الله لديه ترسانة تبلغ نحو 200 ألف صاروخ، بالإضافة إلى قذائف هاون وطائرات بدون طيار وصواريخ أرض جو وصواريخ مضادة للدبابات وذخائر دقيقة التوجيه، من بين أسلحة أخرى تعتبر على نطاق واسع أنها أكبر وأقوى بكثير من حماس.

ووفق تحليل المجلة الأمريكية، يمكن أن تشهد المعركة مع حزب الله استهداف مدن إسرائيلية كبرى، مثل تل أبيب وحيفا، بوابل من الأسلحة في محاولة للتغلب على أنظمة الدفاع الإسرائيلية، مثل القبة الحديدية، بالإضافة مواجهة القوات الإسرائيلية نيرانًا متواصلة على الحدود.

سوريا

تشترك إسرائيل في حدود فعلية شمالية مع سوريا عبر مرتفعات الجولان، التي احتلت إسرائيل معظمها وضمتها دون اعتراف دولي، في مقابل أن وسعت إيران نفوذها في جميع أنحاء البلاد منذ عام 2011.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة، قال مسؤولون إسرائيليون إن تحالفًا قويًا من هذه الجماعات التي لها علاقات وثيقة مع إيران وحزب الله يُعرف باسم "فرقة الإمام الحسين" يعمل في كل من سوريا ولبنان المجاور.

وقد حدثت عمليات إطلاق نار ضد إسرائيل من حين لآخر، لكن الغارة الجوية التي شنها جيش الدفاع الإسرائيلي والتي أسفرت عن مقتل مسؤولين عسكريين إيرانيين في المبنى القنصلي لطهران في دمشق أثارت أول تبادل مباشر للهجمات على الإطلاق بين إيران وإسرائيل، مما أدى إلى تفاقم المخاوف من أن الأزمة المستمرة في الشرق الأوسط يمكن أن تؤدي إلى صراع. معركة شاملة بين الخصمين منذ فترة طويلة.

تظاهرة لمؤيدي جماعة الحوثي في اليمن - أرشيفية
العراق

والذي ضم عددًا من الفصائل التي برزت كجبهة نشطة بشكل خاص منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وعلى الرغم من أن العراق لا يقع على حدود مباشرة مع إسرائيل، إلا أنه كان مصدرًا لهجمات متكررة بطائرات بدون طيار وصواريخ أعلن مسؤوليتها عنها تحالف من الفصائل المعروفة باسم "المقاومة الإسلامية في العراق"، والتي تضم جماعات بارزة مثل "حركة النجباء"، و"كتائب حزب الله" العراقي، و"أصحاب الكهف"، وغيرها.

وحتى فبراير الماضي، أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق أيضًا مسؤوليتها عن هجمات متكررة على القوات الأمريكية في العراق وسوريا؛ لكن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين على الحدود الأردنية السورية شهد مجموعة شاملة من الضربات الأمريكية ضد مواقع الميليشيات في العراق وسوريا.

ومع ذلك، فقد حذرت هذه الجماعات من أن توقفها كان مرتبطًا بوعود الانسحاب الأمريكي من العراق، وهو الأمر الذي أشار البنتاجون إلى عدم وجود خطط لتنفيذه، وهدد قادة الميليشيات العراقية، مرارًا وتكرارًا، ليس فقط باستئناف حملتهم ضد القوات الأمريكية، بل بتوسيعها، مع استمرار الضربات ضد إسرائيل.

اليمن

بفضل موقعها البعيد عن إسرائيل، رسخت "جماعة أنصار الله"، أو "حركة الحوثي"، نفسها كواحدة من فصائل "محور المقاومة" الأكثر تدميرًا في الحرب المحتملة ضد دولة الاحتلال.

وأطلقت الجماعة، التي تسيطر على العاصمة صنعاء منذ عام 2015، صواريخ وطائرات بدون طيار ضد إسرائيل، وأحيانًا في عمليات مشتركة مع الفصائل العراقية، وكذلك ضد السفن المتهمة بانتهاك الحصار التجاري الذي تفرضه على إسرائيل.

كما واجهت الجماعة ضربات متكررة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة نتيجة لهجومها البحري. لكن، وفق "نيوزويك"، فإن الجماعة سعت إلى تحصين بنيتها التحتية العسكرية بنظام من المجمعات تحت الأرض، وتعهدت بالدخول في حرب مباشرة مع كل من إسرائيل والولايات المتحدة إذا لزم الأمر.