كشفت التحقيقات التي تجريها السلطات الهندية تفاصيل وفاة العشرات في واحدة من أعنف حوادث التدافع خلال تجمع ديني هندوسي بشمال البلاد، وأعلنت الحكومة الهندية عن صرف تعويضات، وكان المتهم الرئيسي هو سوء التنظيم ومحاولة القائمين على الحفل إخفاء الأدلة.
وحدث التدافع، أمس الثلاثاء، في قرية فولراي موجال جارهي الواقعة بمنطقة هاتراس بولاية أوتار براديش على بعد نحو 200 كيلومتر شمال نيودلهي، إذ احتشد نحو 250 ألف شخص رغم التصريح بحضور نحو 80 ألفًا فقط، وبحسب شبكة إن بي أر الأمريكية فقد توفى 121 شخصًا أغلبهم من النساء والأطفال، بصورة وحشية.
حشود وحرارة
كانت البداية عندما طلب المنظمون الإذن من السلطات بحضور 80 ألف شخص لتجمع ديني بحضور الواعظ سوراجبال، المعروف باسم "بهول بابا" وممارسة بعض الشعائر الهندوسية، ولكن الحضور كان حاشدًا ووصل إلى ما يقرب من 250 ألفًا بحسب مفوض الإغاثة في المنطقة.
ومع هذا العدد الضخم قام منظموا الحفل، بحسب الشبكة الأمريكية، بمنع تلك الحشود الزائدة من المصلين أو الحجاج - كما يطلق عليهم- من الدخول، مما أحدث اضطرابا كبيرًا، وبسبب الحرارة والرطوبة العالية حاول هؤلاء الدخول عنوة إلى المناطق التي تم إقامة خيام مؤقتة فيها.
سحق وإخفاء
وبحلول المساء، كان الواعظ الديني قد غادر بسيارته، ووفقًا للتحقيقات، اندفع الآلاف خلف سيارته من أجل جمع الغبار المتصاعد من طريق السيارة، وهي ممارسة دينية معتادة في مثل تلك التجمعات بين الطوائف الهندوسية، وهو الأمر الذي معه حلت الكارثة على الحشود بسبب تدافعهم.
وفقًا للسلطات، كان هناك في نفس الوقت حشود أخرى تقوم بالخروج عند النقاط المؤدية للخروج إلى الطريق السريع، وهو ما أدى إلى تفاقم التدافع بصورة كبيرة، وكانت النساء والأطفال أكثر الضحايا الذين سقطوا على الأرض وسحقتهم الحشود التي كانت تحاول مغادرة المكان دون الشعور بهم.
تعويض واتهام
قالت الشرطة إن منظمي الحدث حاولوا تدمير أدلة التدافع من خلال إلقاء ملابس وأحذية الضحايا في الحقول المجاورة، كما انتشرت فيديوهات على السوشيال ميديا تظهر العشرات من الجثث وهي ملقاة على الطرق وأمام المستشفيات، ووجهت الشرطة لهم تهم متعلقة بالقتل غير المتعمد وتدمير الأدلة.
وأعلنت الحكومة عن تعويضات تعادل 2500 دولار لأسر الضحايا، وأعرب رئيس الوزراء ناريندرا مودي عن تعازيه للضحايا، وبحسب الشبكة الأمريكية، أكد زعماء المعارضة في البرلمان، أن المسؤولية عن مأساة التدافع تقع على عاتق الحكومة.
يذكر أن الهند لديها تاريخ من حوادث التدافع في التجمعات الدينية، حيث وقعت واحدة من أكبر الحوادث في السنوات الأخيرة وفي الفترة ما بين عامي 2005 و2015، شهدت الهند سلسلة من حوادث التدافع في الأماكن الدينية، أسفرت عن مقتل المئات، كان أكبرها في عام 2013 بعد أن تحطم سياج جسر خرساني يؤدي إلى بلدة الحجاج في وسط الهند، مما أسفر عن مقتل 115 شخصًا وإصابة أكثر من 100.