ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن إيران تحاول الحصول على اليورانيوم من غرب إفريقيا، ما يشير إلى مزيد من التوسع في البرنامج النووي، الذي طالما أثار قلق الدول في الغرب.
ولفتت المجلة إلى أنه رغم التدقيق المستمر والجهود المتعددة لتقليصها، لا تزال إيران تستضيف أحد البرامج النووية الأكثر تقدمًا في العالم، وظهرت تقارير تفيد بأن برنامج الأسلحة في البلاد يكتسب زخمًا.
ونقلت المجلة عن أحد الخبراء، إنه على الرغم من أن إيران لم تبدأ بشكل نهائي في تسليح قدراتها النووية، فإن المحاولات المستمرة لتعزيز مخزونها المخصب يجب أن تثير القلق.
وحسب المجلة، كشفت الدكتورة أولاينكا أجالا، المحللة الجيوسياسية من غرب إفريقيا والأستاذة في جامعة ليدز بيكيت، أن إيران ربما تحاول الاستفادة من الاضطرابات السياسية في النيجر لزيادة إمداداتها من اليورانيوم.
وقالت أجالا: "هناك شائعات أن إيران تسعى بنشاط للحصول على تراخيص تعدين في النيجر، والوصول إلى الاحتياطيات الهائلة من اليورانيوم، لتخصيب منشآتها النووية".
وأشارت "نيوزويك" إلى أن النيجر ابتعدت عن تحالفها التاريخي مع الولايات المتحدة وحلفائها، وبدأت في تعزيز الشراكات مع روسيا وإيران، وفي 20 يونيو، ألغت النيجر رخصة التشغيل لشركة أورانو الفرنسية لإنتاج الوقود النووي في منجم "إيمورارين" شمال البلاد.
وذكرت المجلة، أن إيران تحاول حاليًا تعميق علاقاتها الاقتصادية والاستراتيجية مع دول أخرى غير النيجر، بما في ذلك السودان ومالي وبوركينا فاسو والعديد من دول الساحل الأخرى.
وفي وقت سابق من يونيو، أثارت إيران المخاوف في واشنطن، بعد أن كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن البلاد بدأت في تخصيب اليورانيوم في أجهزة طرد مركزي متقدمة جديدة في نطنز.
ونقلت " نيوزويك" عن داريا دولزيكوفا، الباحثة المتخصصة في انتشار الأسلحة النووية والسياسة النووية: "لقد كنا واضحين أنه يجب على إيران ألا تطور سلاحًا نوويًا أبدًا، ودعونا منذ فترة طويلة إيران إلى التراجع عن أنشطتها النووية المثيرة للقلق العميق".
وأضافت: "تمتلك إيران برنامجًا نوويًا متقدمًا للغاية، لكنني لم أر في المصادر العامة أي معلومات أو تقييمات تشير إلى أن إيران اتخذت قرارًا باستخدام هذا البرنامج كسلاح".
وتابعت: "مع ذلك، فإن الحالة المتقدمة للبرنامج - أي مستويات تخصيب اليورانيوم وزيادة مخزونات اليورانيوم المخصب - تثير القلق والتساؤلات حول النوايا الإيرانية".
وفي الأسبوع الماضي، أعلن أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، عن مجموعة جديدة من العقوبات ضد إيران، ردًا على المحاولات الإيرانية "لزيادة قدرتها على التخصيب، وفشلها المستمر في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وجاء في بيان بلينكن، أن إيران أعلنت خطوات لتوسيع برنامجها النووي بطرق ليس لها غرض سلمي موثوق.
ومع ذلك، قالت دولزيكوفا، إنها غير مقتنعة بأن المجموعة الحالية من العقوبات الغربية ستكون كافية لإجبار إيران على تغيير مسارها.
وأضافت: "في حين أعتقد أنه لا يزال من المهم مواصلة الضغط الاقتصادي على إيران، من خلال العقوبات المتعددة الأطراف والأحادية، إلا أنني لست مقتنعًا بأن العقوبات فعّالة كأداة للتأثير على التفكير الإيراني كما كانت قبل 10 أو 11 عامًا".
وتابعت: "الآن أصبح عدد متزايد من البلدان - خاصة في الجنوب العالمي - أقل استعدادًا للانضمام إلى الجهود الأمريكية الرامية إلى زيادة الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية على إيران، وهو ما يقوض إلى حد ما الجهود الرامية إلى الضغط على إيران اقتصاديًا لمحاولة تغيير السلوك الإيراني".