من المتوقع أن يجتمع الرئيس الأمريكي جو بايدن، مع بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بواشنطن في غضون عدة أسابيع، عندما يزور نتنياهو واشنطن، لإلقاء كلمة أمام الكونجرس.
ومن المقرر أن يُلقي نتنياهو كلمة في جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ بالكونجرس، 24 يوليو الجاري.
ونقلت شبكة "سي. إن. إن" الأمريكية، عن مسؤول بالبيت الأبيض، إن "بايدن يعرف نتنياهو منذ عقود، ومن المرجح أن يلتقيا عندما يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي هنا لكن ليس لدينا ما نعلن عنه في الوقت الحالي".
وقال المسؤول، إن المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين ما زالوا بصدد تحديد تفاصيل الاجتماع المزمع بين بايدن ونتنياهو، الذي من المرجح أن يعقد في البيت الأبيض، إلا لو حدث تغيير مفاجئ في اللحظات الأخيرة.
ومن المقرر أن يأتي الاجتماع، في وقت لاحق من هذا الشهر، في ظل تصاعد التوترات بين بايدن ونتنياهو، خلال الأشهر الأخيرة.
في بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، 7 أكتوبر الماضي، قدم بايدن دعمه الكامل للإسرائيليين، إذ دفع بالأسلحة إلى جيش الاحتلال ووفر الغطاء الدبلوماسي والسياسي في المؤسسات الدولية.
ومع ذلك، تجاهل نتنياهو مرارا وتكرارًا مطالب الولايات المتحدة بحماية المدنيين في غزة، وتوصيل المساعدات للنازحين بالقطاع.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أبقت دعمها القوي لإسرائيل دبلوماسيًا وعبر تزويدها بالأسلحة خلال الحرب على قطاع غزة، أبدى بايدن في بعض المناسبات قلقه بشأن سلوك إسرائيل.
على سبيل المثال، وصف بايدن حملة القصف الإسرائيلية على القطاع في مرة من المرات بأنها "عشوائية"، كما وصف رد جيش الاحتلال في مناسبة أخرى بأنه "مبالغ فيه". وفي أبريل الماضي، حث بايدن نتنياهو، في اتصال هاتفي، بعد مقتل موظفي إغاثة على اتخاذ المزيد من الخطوات لحماية المدنيين في قطاع غزة ولوح بأن سياسة الولايات المتحدة قد تتغير إذا لم يتم ذلك.
ولم يخف بايدن تأييده لإسرائيل خلال مسيرته الطويلة، كما جمعته علاقة وثيقة بنتنياهو الذي يناديه باسم الدلع "بيبي"، لكن يبدو أن "صفحة الغرام" بينهما طويت، مع تلويح الرئيس الأمريكي، مايو الماضي، بتعليق بلاده بعض الدعم العسكري لإسرائيل، الذي يوازي 3 مليارات دولار سنويًا، لدفعها إلى الامتناع عن شن هجوم واسع على مدينة رفح الفلسطينية.
وتجاهل نتنياهو دعوة بايدن بعدم اجتياح مدينة رفح الفلسطينية، وأكد رئيس حكومة الاحتلال أن إسرائيل مستعدة "للوقوف وحدها" في حربها على غزة، قائلًا: "إذا اضطررنا للوقوف وحدنا، سنفعل ذلك".
واجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلي رفح الفلسطينية، مايو الماضي، واعتبرت إدارة بايدن الهجوم الإسرائيلي الواسع على المدينة المكدسة بالنازحين، "خطًا أحمر" للولايات المتحدة لم يتم تجاوزه بعد.
ويرفض نتنياهو الرؤية الأمريكية بشأن "اليوم التالي" في غزة بعد انتهاء الحرب، وخصوصًا فيما يتعلق بتولي السلطة الفلسطينية إدارة القطاع.
لكن صحيفة " تايمز أوف إسرائيل"، كشفت أمس الثلاثاء، أن نتنياهو يوافق سرًا على إمكان مشاركة أفراد على صلة بالسلطة الفلسطينية في إدارة غزة بعد انتهاء الحرب.
ويأتي الكشف عن اللقاء المرتقب بين بايدن ونتنياهو، في وقت يتعرض بايدن لانتقادات من داخل إدارته لدعمه المطلق لإسرائيل في عدوانها على غزة المتواصل، منذ 7 أكتوبر الماضي.
ووجه 12 مسؤولًا حكوميًا أمريكيًا سابقًا، استقالوا بسبب الدعم الأمريكي للحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، اتهامات لإدارة بايدن، "بالتواطؤ الذي لا يمكن إنكاره" في قتل الفلسطينيين بالقطاع.
وفي بيان مشترك، قال المسؤولون السابقون إن الإدارة تنتهك القوانين الأمريكية من خلال دعمها لإسرائيل وإيجاد ثغرات لمواصلة شحن الأسلحة إلى حليفتها.
وتزداد الانتقادات الدولية لنهج إسرائيل في غزة وللدعم العسكري والدبلوماسي الأمريكي لحليفتها في الحرب، التي أودت حتى الآن بحياة ما يقرب من 38 ألف شخص وتسببت في أزمة إنسانية.
وتعكس استقالة المسؤولين الأمريكيين بعض المعارضة داخل الحكومة بشأن دعمها لإسرائيل، في الوقت الذي تكتفي فيه واشنطن بالمطالبة بحماية المدنيين في غزة، ودعوة إسرائيل إلى تحسين وصول المساعدات.