قبل وقت قصير من الانتخابات العامة البريطانية، يبذل رئيس الوزراء ريشي سوناك كل ما في وسعه مرة أخرى لحسم الانتخابات لحزبه، وعلى الرغم من الجهود المبذولة، فإن حزب المحافظين قد يواجه هزيمة تاريخية، وسط انتقادات للحملة الانتخابية التي يصفها بالبعض بأسوأ حملة انتخابية في حياتهم.
ويشعر عدد من مرشحي حزب المحافظين والمستشارين والمسؤولين بالإحباط الشديد من الطريقة التي أدار بها سوناك الحملة الانتخابية، حسبما ذكرت صحيفة "الجارديان".
وصف أحد كبار ممثلي حزب المحافظين الأسابيع القليلة الماضية بأنها "أسوأ حملة انتخابية في حياتي" وانتقد الحزب فشل مواجهة التهديد الذي يشكّله حزب الإصلاح في المملكة المتحدة بقيادة نايجل فاراج.
ووفقًا لصحيفة "الجارديان"، اشتكى المرشحون في المناطق الهامشية الضيقة من أنهم لم يتلقوا أي دعم مالي أو عملي، ولا حتى على وسائل التواصل الاجتماعي، ووفقًا لأحد المطلعين على الحزب، فإن المزاج السائد بين مرشحي حزب المحافظين "صعب".
وهناك أيضًا شعور بالإحباط لأن زعماء المحافظين إما أنفقوا الكثير من الأموال في الفترة التي سبقت الانتخابات أو اعتقدوا خطأً أنهم سيحصلون على طوفان من الأموال في اللحظة الأخيرة.
وظهر "سوناك" اليوم قبل تصويت الخميس المقبل في مستودع ضخم تملكه شركة أفوكادو للبيع بالتجزئة في لوتون شمال لندن، حيث شاهد الروبوتات تقوم بتجميع العناصر لتسليمها.
ثم ارتدى سترة عالية الوضوح باللون الأصفر النيون لمساعدة الموظفين على إعداد الأفوكادو والسلطات، وفي وقت لاحق، فاجأ رئيس الوزراء الناس في محطة خدمة على الطريق السريع عندما انضم إلى طابور في مطعم ماكدونالدز لشراء وجبة الإفطار للصحفيين بعد حملته الانتخابية.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة، فإن استطلاعات الرأي لم تتغير إلا بالكاد، ويتقدم حزب العمال المعارض بزعامة كير ستارمر بنحو 20 نقطة، إذ يريد العديد من الناخبين التغيير بعد 14 عامًا من حكومة المحافظين.
وشهدت بريطانيا، مناظرة تلفزيونية حاسمة بين رئيس الوزراء ريشي سوناك، وزعيم حزب العمال كير ستارمر، وجرت المناظرة في نوتنجهام بوسط البلاد، وكانت الأخيرة في سلسلة من المناظرات التي تهدف إلى تحديد هوية الفائز في الانتخابات المرتقبة.
مع تقدم حزب العمال بقيادة ستارمر في استطلاعات الرأي، كانت هذه المناظرة آخر فرصة لسوناك لتعزيز موقف حزبه المحافظ، قبل انتخابات الرابع من يوليو.
وشهدت المناظرة توترًا كبيرًا وتحولات إلى هجمات شخصية، إذ اتهم سوناك الزعيم العمالي باستغلال الناس وخداعهم بشأن خططه للحد من الهجرة، بينما وصفه ستارمر بأنه "بعيد عن الواقع"، حسبما أفادت وكالة "فرانس برس".
وحثّ "سوناك" الناخبين على عدم "الاستسلام" لحزب العمال في القضايا الرئيسية من الحدود إلى الضرائب، بينما أكد ستارمر أنَّ الانتخابات تمثل فرصة "لطي صفحة" بعد 14 عامًا من حكم حزب المحافظين، وتعهد "بإعادة ضبط السياسة لتعود كخدمة عامة"، متهمًا سوناك بالافتقار إلى القيادة.
تلاسن الزعيمان أيضًا بشأن فضيحة مراهنات على موعد الانتخابات طالت بعض كبار أعضاء حزب المحافظين ومرشحًا من حزب العمال، إذ كان لهذا الموضوع أثر كبير في الأيام الأخيرة من الحملات الانتخابية.
قال سوناك، الذي وعد باستعادة "النزاهة والكفاءة المهنية والمساءلة" عندما تمَّ تعيينه زعيمًا لحزب المحافظين ورئيسًا للوزراء في 2022، إنه شعر "بالغضب" تجاه المزاعم المتعلقة بالمراهنات، مؤكدًا أنه سيتخذ إجراءات صارمة ضد كل من خالف القواعد.