الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المرحلة الثالثة للحرب.. الاحتلال يلجأ للاغتيالات من الجو بعد تزايد خسائره على الأرض

  • مشاركة :
post-title
جنود الاحتلال في غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

من المتوقع أن يتجه جيش الاحتلال قريبًا، إلى المرحلة الثالثة في الحرب على غزة، والتي تشهد غارات جوية محددة الأهداف، وذلك مع تزايد الخسائر البشرية بين قواته على الأرض في القطاع الفلسطيني المدمر؛ جراء العدوان الإسرائيلي الشامل، جوًا وبرًا وبحرًا، منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وأحدث خسائر تكبدها جيش الاحتلال بين قواته، أمس الاثنين، بمقتل 5 جنود وإصابة 14 آخرين 8 منهم إصاباتهم خطيرة، خلال مواجهات مع الفصائل الفلسطينية في محور نتساريم وسط قطاع غزة.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أعلن في وقت سابق الاثنين، مقتل جندي وإصابة 9 في معارك برفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، وقال إن الجنود كانوا داخل مبنى مفخخ، وإن إصابة أحدهم خطيرة.

وأعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت الماضي، مقتل رقيب وعقيد احتياط وإصابة جنديين آخرين بجروح خطرة خلال المعارك الدائرة شمال قطاع غزة.

كما أعلن جيش الاحتلال إصابة 22 جنديًا إسرائيليًا بجروح متفاوتة، خلال 24 ساعة، وبهذا يرتفع عدد قتلى الاحتلال الإسرائيلي المعترف بهم إلى 676، منذ السابع من أكتوبر 2023.

ووسط تلك الخسائر البشرية المتزايدة في صفوف جيش الاحتلال، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد، أمس الأول الأحد، اجتماعًا أمنيًا مع وزير دفاعه، يوآف جالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، ناقشوا خلاله الانتقال إلى المرحلة الثالثة من عدوان جيش الاحتلال في مدينة رفح الفلسطينية.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11"، مساء أمس الاثنين، أن القيادة السياسية في إسرائيل أعطت القيادة العسكرية "ضوءًا أخضر" لإنهاء المرحلة الحالية من الحرب على قطاع غزة، وذلك بشكل تدريجي خلال الشهر الجاري، والانتقال للمرحلة الثالثة للحرب.

وذكرت القناة أن جيش الاحتلال يعتزم الإبقاء على قواته منتشرة في "ممر نتساريم" الذي يفصل الاحتلال من خلاله المناطق الشمالية من قطاع غزة عن المناطق الجنوبية.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، حذّرت من "مستنقع" وحرب استنزاف طويلة في قطاع غزة، إثر بدء جيش الاحتلال قبل أيام قليلة معركة جديدة في حي الشجاعية شرق القطاع، في وقت يواصل فيه عملياته في مدينة رفح الفلسطينية جنوبي غزة. ونقلت عن محللين أمنيين أن إسرائيل مُعرضة لخطر الانزلاق إلى صراع طويل الأمد مع حركة حماس.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، جوست هيلترمان، عن مجريات الحرب في غزة: "إنها مستنقع، وسوف يكون صراعًا منخفض الشدّة لفترة طويلة".

وأضاف أنه "يمكنك استخدام العمليات العسكرية لدفع حماس إلى جيوب مختلفة في غزة، ولكن في نهاية المطاف، يتمكن عناصرها من العودة عبر شبكة الأنفاق أو عبر البرّ، إنهم يكتسبون مجندين جددًا كل يوم، والشباب الذين فقدوا عائلاتهم سوف ينضمون إلى صفوفهم".

وأشارت إلى أن قوات الاحتلال عادت إلى عدة مناطق في غزة، كانت قد أعلنت سابقًا السيطرة العملياتية عليها، بما في ذلك الشجاعية وجباليا شمال القطاع، وكذلك مستشفى الشفاء، أكبر مستشفيات القطاع، والذي وصفه جيش الاحتلال بأنه مركز قيادة وسيطرة لحماس.

وفى المرحلة الثالثة من العدوان على غزة، من المتوقع أن يخفض جيش الاحتلال عدد قواته على الأرض، ويركز على سلاح الجو لتنفيذ "اغتيالات محددة" لمقاتلي الفصائل الفاعلين، وكذلك الشخصيات المؤثرة في القطاع الخدماتي والإداري في "حماس".

ومن المتوقع كذلك أن يترك جيش الاحتلال لمقاتلي الفصائل في غزة، محورين للاستنزاف والمشاغلة، وهما الشريط الأوسط للقطاع الممتد من موقع "ناحل عوز" شرق المحافظة الوسطى، وحتى شاطئ بحر منطقة النصيرات، ومدينة الزهراء، إذ بنى جيش الاحتلال هناك عددًا من المواقع المستحدثة، ثم بدأ منذ أشهر يزيد قطر المساحات الفارغة المحيطة بها، لحرمان المقاومة من القدرة على تنفيذ عمليات إطلاق الصواريخ الموجّهة، ولا سيما مقذوف "الياسين 105" و"آر بي جي"، فضلًا عن "الكورنيت"، الذي لم يلعب حتى هذه المرحلة من عمر الحرب، دورًا محوريًا في محاور القتال، بالنظر إلى ثقل وزنه وصعوبة نقله، والخشية من خسارته في حال استخدامه، وهو سلاح غالي الثمن، يبدو أن مقاتلي الفصائل قد ادّخروه لذلك الوقت المرتقب.

ووفقًا لهذا السيناريو، من المُتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة في الحرب الإسرائيلية على غزة، كثافة في عمليات الاغتيال من الجو، ما يعني أن البنية البشرية لمقاتلي الفصائل ستكون عُرضة لاستنزاف حادّ على صعيد الكوادر، لكنها في نهاية الأمر، ستكون نموذجًا لحروب الاستنزاف، التي لا خاسر فيها إلا الجيوش النظامية، إن كان خصمها عصابات تقاتل عناصرها في مجموعات تعدادها أقل من أصابع اليد الواحدة.