الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

معركة الولاء والكفاءة.. سباق ثلاثي على منصب نائب ترامب

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في خضم الاستعدادات للانتخابات الرئاسية المقبلة، تشهد الساحة السياسية الأمريكية حالة من الترقب والإثارة غير المسبوقة، إذ كشف تقرير لصحيفة "ذا هيل" الأمريكية عن تفاصيل تتعلق بالمعركة الدائرة خلف الكواليس لاختيار نائب الرئيس في حملة دونالد ترامب، ما يسلّط الضوء على التحركات المعقدة والحسابات الدقيقة التي تحكم هذا الاختيار الحاسم، في وقت يواجه فيه ترامب تحديات قانونية وسياسية غير مسبوقة.

ساحة المعركة الجديدة

كشفت "ذا هيل" أن المناظرة الأولى بين ترامب والرئيس الحالي جو بايدن شكّلت منصة حاسمة للمرشحين الطامحين لمنصب نائب الرئيس، وبرز من بينهم ثلاثة أسماء رئيسية هم السيناتور ماركو روبيو من ولاية فلوريدا، وحاكم داكوتا الشمالية دوج بورجوم، والسيناتور جيه دي فانس من ولاية أوهايو.

هؤلاء الثلاثة سارعوا إلى أتلانتا لدعم الرئيس السابق والإشادة بأدائه على منصة المناظرة، في محاولة واضحة لإثبات ولائهم وجدارتهم بالمنصب الرفيع.

وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة تصريحات للخبير الاستراتيجي الجمهوري رون بونجين، الذي أكد أن هذه اللحظة تمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة المرشحين على الارتقاء إلى مستوى الحدث والدفاع عن ترامب والهجوم على خصومه، ما يعكس أهمية هذه المرحلة في تحديد مَن سيكون الأقرب لنيل ثقة ترامب واختياره كنائب له.

استراتيجية الولاء

أبرز التقرير حرص المرشحين المحتملين على إظهار ولائهم المطلق لترامب، مع تجنب الحديث المباشر عن طموحاتهم في منصب نائب الرئيس، إذ وصف "بورجوم" المناظرة بأنها "ضربة قاضية"، مشيدًا بأداء ترامب "القوي للغاية".

فيما قال فانس" أن ترامب هو "الشخص الذي نحتاجه لحكم هذا البلد بشكل أكثر فعالية".

أما "روبيو"، فتجنب الإجابة على الأسئلة المتعلقة بادعاءات ترامب الكاذبة خلال المناظرة، مؤكدًا أنه "ليس الاختيار لمنصب نائب الرئيس، ولا أحد كذلك الآن".

وأوضحت الصحيفة أن هذه التصريحات تعكس استراتيجية واضحة تهدف إلى إرضاء ترامب وإظهار الاستعداد للدفاع عنه في جميع الظروف، حتى في مواجهة الانتقادات والتحديات، وهي تشير إلى أن الولاء قد يكون العامل الأهم في حسم اختيار ترامب لنائبه المحتمل.

اختبار الولاء الأصعب

تشير "ذا هيل" إلى أن التحديات القانونية التي يواجهها ترامب تضيف بُعدًا جديدًا لاختبار الولاء، فمع اقتراب موعد النطق بالحكم في قضية شراء الصمت في مانهاتن يوم 11 يوليو؛ أي قبل المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الذي يُعقد يوم 15 يوليو، ما يدفع المرشح المحتمل لمنصب نائب الرئيس لإظهار استعداده للدفاع عن ترامب بقوة، حتى في مواجهة احتمال الحكم عليه بالسجن.

هذا الوضع الاستثنائي يجعل من اختيار نائب الرئيس قرارًا استراتيجيًا بالغ الأهمية، حيث سيحتاج ترامب إلى شخص قادر على الوقوف إلى جانبه في أحلك الظروف.

طموحات أوسع

كشف التقرير أيضًا أن الطموحات لا تقتصر على منصب نائب الرئيس فقط، إذ نقلت الصحيفة عن الخبير الاستراتيجي الجمهوري بريان سيتشيك قوله إن هناك فرصًا لشغل مناصب وزارية للوصيفين في سباق نائب الرئيس، ما يفتح الباب أمام احتمالات متعددة حول سعي بعض المرشحين إلى تأمين مكان لهم في إدارة ترامب المحتملة، حتى لو لم يفوزوا بمنصب نائب الرئيس.

وأوضحت الصحيفة أنه بالنظر للمشهد بصورة أسع تتضح تعقيد الحسابات السياسية في هذه المرحلة الحاسمة، خاصة أن كل طرف يسعى إلى تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الفرص المتاحة.

التأثير على الناخبين

رغم كل هذا الاهتمام بعملية اختيار نائب الرئيس، تثير "ذا هيل" تساؤلات مهمة حول مدى تأثير هذا الاختيار على الناخبين، إذ نقلت الصحيفة عن الاستراتيجي الجمهوري مات ماكوياك تحليلًا، يرى من خلاله أن ترامب قد يكون في موقف يسمح له باختيار شريك يساعده في الحكم، بدلًا من اختيار شخص لمجرد جذب فئات معينة من الناخبين.

وتشير الصحيفة إلى أن هذا التحليل يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول دور نائب الرئيس في الحملة الانتخابية وما بعدها، وما إذا كان هذا الاختيار سيكون له تأثير حاسم على نتيجة الانتخابات في النهاية؟..