الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صراع الصلاحيات.. ماكرون يواجه تحدي اليمين المتطرف قبل الانتخابات

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تشهد الساحة السياسية الفرنسية توترات متزايدة بين الرئيس إيمانويل ماكرون وخصومه من اليمين المتطرف، في خضم الاستعدادات للانتخابات البرلمانية الفرنسية المفاجئة، وفي تطور لافت، وجه ماكرون، الذي يسعى للحفاظ على السيطرة البرلمانية في مواجهة تحديات اليمين واليسار على السواء، انتقادات حادة لمنافسيه، متهمًا إياهم بالتصرف وكأنهم فازوا بالفعل في الانتخابات.

توترات قبل الانتخابات

ظهر ماكرون منفعلًا بشكل واضح، خلال تصريحاته للصحفيين في بروكسل، بعد اجتماع لقادة الاتحاد الأوروبي، وفقًا لما نقلته صحيفة بوليتيكو الأمريكية.

وقال: "ما هذه الغطرسة! كل النقاش اليوم يدور كما لو أنهم كانوا بالفعل في السلطة".

تصريح الرئيس الفرنسي جاء ردًا على تصرفات حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، الذي بدأ بالفعل في التشكيك في صلاحيات الرئيس في حال فوزهم بالانتخابات البرلمانية.

جدل الصلاحيات الرئاسية

وأثار حزب التجمع الوطني تساؤلات حول نطاق سلطات ماكرون في حالة حدوث ما يسمى بفترة "التعايش"، وهي الفترة التي يكون فيها الرئيس ورئيس الوزراء من معسكرين سياسيين متعارضين.

وفي هذا السياق، صرّح جوردان بارديلا، رئيس التجمع الوطني، بأن الحكومة الفرنسية المستقبلية (التي يأمل في قيادتها) ينبغي أن تختار مرشح فرنسا لمنصب المفوض الأوروبي، بدلًا من ماكرون.

في رده على هذه التصريحات، قال ماكرون بحدة: "الفرنسيون لم يختاروا بعد، من هم "التجمع الوطني" ليشرحوا كيف يجب أن يعمل الدستور؟ مَن هم؟ عن أي ثقافة سياسية نتحدث؟ هيا! علينا احترام الفرنسيين".

وأضاف الرئيس الفرنسي منتقدًا ما وصفه بـ"العنصرية ومعاداة السامية غير المكبوحة" لدى خصومه.

مخاوف صعود اليمين المتطرف

لفتت "بوليتيكو" الانتباه إلى أن ماكرون بدا وكأنه يلمح إلى أن معسكر اليمين المتطرف يُشكل خطرًا أكبر من معسكر اليسار، فعندما سُئل عما إذا كان يساوي بين اليسار المتطرف واليمين المتطرف، أجاب: "أنا لا أخلط بين كل التشكيلات السياسية الأخرى". هذا التصريح يعكس مخاوف متزايدة من تنامي نفوذ اليمين المتطرف في المشهد السياسي الفرنسي.

وتجرى الانتخابات البرلمانية الفرنسية على جولتين، الأولى الأحد المقبل، تليها جولة إعادة، 7 يوليو.

ومن المرجح أن يضطر الناخبون للاختيار بين التجمع الوطني والجبهة الشعبية الجديدة اليسارية. و دعا ماكرون لهذه الانتخابات المفاجئة بعد الخسائر الفادحة، التي مُني بها حزبه في انتخابات الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من هذا الشهر.

تداعيات على العلاقات الأوروبية

وفي سياق متصل، أشارت "بوليتيكو" إلى أن الجدل حول من يملك صلاحية ترشيح مفوض فرنسا لدى الاتحاد الأوروبي يلقي بظلاله على العلاقات الفرنسية-الأوروبية.

ورفض ماكرون التعليق مباشرة على هذه المسألة، مكتفيًا بالقول: "ستقترح فرنسا رسميًا اسم مفوض لرئيس المفوضية في الوقت المناسب"، لكنه أشار إلى رغبته في ترشيح تييري بريتون لفترة ثانية، مؤكدًا أنه يمتلك "الخبرة والصفات اللازمة للوظيفة".