الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"خنق الإعلام".. استراتيجية الاحتلال في غزة لتعمية الرأي العام العالمي

  • مشاركة :
post-title
الاحتلال استهدف وسائل الإعلام والصحفيين عمدا

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

أظهر تحقيق جديد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف مؤسسات إعلامية رئيسية في قطاع غزة، ضمن استراتيجية ثابتة تتمثل في الاستهداف المتعمد للكاميرات التي كانت تبثّ الهجوم العسكري بصورة مباشرة.

وتعرض الصحفيون في قطاع غزة على مدار 8 أشهر للاستهداف من قِبل قوات الاحتلال، سواءً بقتلهم أفرادًا أو ضمن مجموعات، ووفقًا للجنة حماية الصحفيين، فإن 103 صحفيين وعاملين في مجال الإعلام من بين أكثر من 37 ألف شهيد فلسطيني جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.

تدمير البنية التحتية

وفي تحقيق شمل تحالفًا من 50 صحفيًا من 13 مؤسسة إعلامية حول العالم، نشره موقع Forbidden Stories، حللوا خلاله نحو 100 حالة قتل بطلها صحفيون وإعلاميون في قطاع غزة، بالإضافة إلى التواصل عن بعد مع أكثر من 120 صحفيًا وشاهدًا على الأنشطة العسكرية في غزة والضفة الغربية المحتلة.

كما تم استشارة نحو 25 خبيرًا في المقذوفات والأسلحة، واستخدموا صور الأقمار الصناعية من Planet Labs وMaxar Technologies، وبعد أربعة أشهر من العمل التعاوني، تم إصدار التحقيق الشامل تحت عنوان "تدمير البنية التحتية للصحافة في غزة: استراتيجية لتعمية الرأي العام".

الصحفيون في منشأة فرانس برس قبل الحرب بيومين
استهداف متعمد

وكشف التحقيق أن البرج الذي يضم مكتب وكالة "فرانس برس" في غزة كان هدفًا لضربتين مباشرتين في 2 نوفمبر 2023، على الرغم من تأكيدات جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه صنف مباني الوكالة على أنها "غير قابلة للاستهداف"، وفي اليوم نفسه، استهدف أيضًا مقر المجموعة الإعلامية الفلسطينية، وهي شركة إنتاج تبثُّ صورًا حيّة من قطاع غزة.

كما حدد الخبراء مصدر الضربات في منطقة مهجورة على بعد حوالي 3 كيلومترات من البرج، ويخلص التحليل الإضافي لسرعة وخصائص الذخيرة إلى أنه على الأرجح تم إطلاقها بواسطة دبابة، مشيرين إلى أنه كما هو الحال مع العديد من المكاتب الإعلامية والمستشفيات والمواقع الإنسانية الأخرى في قطاع غزة، فقد تم نقل إحداثيات المبنى إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وفي 21 مايو، صادرت السلطات الإسرائيلية أيضًا معدات تابعة لفريق مقيم في إسرائيل من وكالة "أسوشيتد برس" بحجة أن الصحفيين انتهكوا قانون الإعلام الجديد من خلال تقديم صور حيّة لقناة الجزيرة، وقبل وقت قصير من الاستيلاء على المعدات، كان الصحفيون يصورون ويبثون منظرًا عامًا لشمال غزة من سديروت، وهي مدينة في إسرائيل تقع على بعد أقل من كيلومتر واحد من القطاع.

استراتيجية الخنق

وكشف التحقيق، بدعم من تحليلات خبراء المقذوفات والصوت، أن تدمير إسرائيل للبنية التحتية الصحفية في غزة يبدو أنه جزء من استراتيجية أوسع لخنق المعلومات القادمة من القطاع، إذ أظهرت صور حصرية التقطتها وكالة "فرانس برس"، حجم الدمار والحطام في مكتب الوكالة.

كما دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي بيت الصحافة، وهو ملاذ للصحفيين في غزة، في شهر فبراير الماضي، واستشهد مديره بشظية أثناء محاولته الفرار مع عائلته إلى جنوب القطاع.

ومنذ 7 أكتوبر، قصف جيش الاحتلال قطاع غزة بلا هوادة، ونتيجة لذلك، تم تدمير البنية التحتية الإعلامية بمعدل وحجم غير مسبوقين، وكانت التغطية الإخبارية من داخل الجيب المحاصر مقيدة للغاية.

روايات مباشرة

وقالت إيرين خان، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، أن وسائل الإعلام الدولية موجودة على الأرض في الصراعات بجميع أنحاء العالم، إلا أنه في قطاع غزة لم يُسمَح لأحد بالوصول، بخلاف الموجودين مع جيش الاحتلال.

التحقيق يكشف موقع قصف منشأة فرانس برس

ووفقًا للتحقيق، وفي ظل غياب مكاتب الأخبار والمراسلين الدوليين، قدم الصحفيون الغزيون وحدهم روايات مباشرة عمّا يحدث داخل القطاع، بينما يكافحون في الوقت نفسه من أجل البقاء على قيد الحياة في الحرب.

ووفقًا لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، تم تدمير نحو 70 منشأة صحفية، بما في ذلك محطات الإذاعة المحلية ووكالات الأنباء وأبراج البثّ ومعاهد تدريب الصحفيين، جزئيًا أو كليًا.

مبنى صحفي دمر عن بكرة أبيه