الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رسالة ترهيب لحزب الله.. واشنطن تقر بفشلها في كبح جماح الاحتلال

  • مشاركة :
post-title
الدخان يتصاعد من موقع في جنوب لبنان تعرض للقصف الإسرائيلي

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

بينما تسعى الولايات المتحدة إلى منع اندلاع مواجهة عسكرية واسعة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، بعثت واشنطن رسالة ترهيب للحزب، أقرت فيها بفشلها في كبح جماح جيش الاحتلال، ومنعه من شن هجوم على لبنان.

وحذّرت واشنطن حزب الله، أنها لن تكون قادرة على احتواء جيش الاحتلال حال استمر التصعيد بين الجانبين، وذلك وفق ما ذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي، نقلًا عن مصادر مطلعة لم يكشف عن هويتها، اليوم الثلاثاء.

ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي وآخر إسرائيلي ودبلوماسي غربي، أن المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكستين، أبلغ مسؤولين لبنانيين أن "حزب الله سيكون مخطئًا لو اعتقد أن الولايات المتحدة ستكون قادرة على منع إسرائيل من غزو لبنان إذا ما واصلت الجماعة هجماتها على المتسوطنات".

وخلال زيارته بيروت، الأسبوع الماضي: قال هوكستين إن "الوضع خطير. وما يريد الرئيس بايدن فعله هو تجنب المزيد من التصعيد والتوجه نحو حرب أكبر". وأضاف: "سيكون من مصلحة الجميع إنهاء هذا الصراع الآن. ونعتقد أن هناك طريقًا دبلوماسيًا للقيام بذلك، إذا وافق الطرفان على ذلك".

وقالت المصادر إن المبعوث الأمريكي طلب خلال لقائه مع رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، نقل رسالة إلى زعيم حزب الله حسن نصر الله، مفادها أن افتراضه أن الولايات المتحدة يمكنها السيطرة على إسرائيل هو أمر خاطئ.

وأضافت المصادر لـ"أكسيوس" أن هوكستين أكد أن واشنطن لن تكون قادرة على كبح جماع إسرائيل لو استمر الوضع على الحدود في التصاعد، وأن على حزب الله التفاوض بشكل غير مباشر مع إسرائيل بدلًا من تصعيد التوترات.

وقال الدبلوماسي الغربي، إن حزب الله وجه رسائل إلى الولايات المتحدة بعد زيارة هوكستين عبر أطراف ثالثة، قال فيها إنه على الرغم من عدم رغبته في الحرب، فإن الجماعة واثقة من قدرتها على توجيه ضربات قوية لإسرائيل حال قررت الأخيرة اجتياح لبنان.

ويسعى المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون، إلى العثور على طريقة لا تصل إلى حد وقف إطلاق النار في غزة، من شأنها أن تقود إلى تهدئة الوضع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وفق الموقع الأمريكي.

ومن بين تلك الخيارات محاولة استغلال انتهاء العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح الفلسطينية، والتي قد تستغرق أسبوعين، وإنهاء المرحلة المكثفة من الحرب على غزة، كبداية لتهدئة التصعيد.

وقال مسؤولون إسرائيليون، إن إنهاء العمليات المكثفة في غزة سيسمح لجيش الاحتلال بتحريك قواته إلى الحدود الشمالية لإسرائيل في حالة فشل الدبلوماسية، وفق "أكسيوس".

ولفت الموقع إلى ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في مقابلة، أمس الأول الأحد، مع القناة 14 الإسرائيلية، إن "المرحلة العنيفة من المعارك ضد حماس على وشك الانتهاء. وهذا لا يعني أن الحرب على وشك النهاية، لكن الحرب في مرحلتها العنيفة على وشك الانتهاء في رفح الفلسطينية". وأضاف: "بعد انتهاء المرحلة العنيفة، سنعيد نشر بعض قواتنا نحو الشمال ".

وترغب إدارة بايدن في إنهاء القتال مع حزب الله، وضغطت على نتنياهو لأشهر لتمكين السلطة الفلسطينية من تولي زمام الأمور في غزة، لكن نتنياهو مستمر في إبقاء مستقبل غزة "غامضًا"، وسط ضغوط من ائتلافه اليميني المتشدد لاحتلال القطاع وإعادة الاستيطان.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، لوزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، أمس الاثنين، ضرورة أن تضع إسرائيل بسرعة خطة قوية لما بعد الحرب في غزة، وأن تتأكد من عدم تفاقم التوتر مع حزب الله.

ويتبادل حزب الله وجيش الاحتلال إطلاق النار بشكل يومي، منذ اندلعت الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر. وأسفر التصعيد عبر الحدود بين لبنان والمستوطنات الشمالية عن مقتل 479 شخصًا على الأقل في لبنان بينهم 313 مقاتلًا على الأقل من حزب الله و93 مدنيًا، وفق تعداد لوكالة "فرانس برس" يستند إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية. وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكريًا و11 مدنيًا.

وتكثف القصف المتبادل في الأسابيع الأخيرة مع تهديدات متبادلة من الطرفين تثير مخاوف من توسع الصراع إلى حرب إقليمية.

وكان "نصر الله"، حذّر، الأربعاء، من أن أي مكان في إسرائيل "لن يكون بمنأى" من صواريخ مقاتليه في حال توسع الحرب. وقال "يعرف العدو جيدًا أننا حضّرنا أنفسنا لأسوأ الأيام"، مضيفًا "عليه أن ينتظرنا برًا وجوًا وبحرًا".

وجاءت تصريحات نصر الله بعد إعلان جيش الاحتلال "المصادقة" على خطط عملياتية للهجوم على لبنان. وهدد وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأسبوع الماضي، قبل خطاب نصر الله، حزب الله بالقضاء عليه في حال اندلاع "حرب شاملة".