حذرت الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل، من انضمام إيران إلى القتال في حال مواجهة "حزب الله" اللبناني، متوقعة تداعيات بعيدة المدى في حالة نشوب صراع شامل بين الجانبين.
وتتزايد التوترات على الحدود شمال إسرائيل، الذي أصبح في مرمى هجمات حزب الله اللبناني، وجنوب لبنان الذي يعاني من قصفًا متكررًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بالتزامن من الحرب الوحشية على غزة قبل 262 يومًا.
رد إيراني سريع
وحذر تشارلز براون، رئيس هيئة الأركان المشتركة للولايات المتحدة، من أن أي هجوم عسكري إسرائيلي على لبنان سيواجه برد إيراني دفاعًا عن حزب الله اللبناني، وأن القوات الأمريكية ستواجه تحديًا يتمثل في تعزيز مظلة الدفاع الجوي الإسرائيلي، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".
وقال الجنرال في القوات الجوية تشارلز براون، إن إيران ستكون أكثر ميلًا إلى دعم حزب الله اللبناني، ما تفعله مع حركة حماس في غزة، خاصة إذا شعرت أن حزب الله يتراجع بشكل كبير.
تهديد إسرائيلي
وهدد المسؤولون الإسرائيليون بشن هجوم عسكري في لبنان إذا لم يتم التوصل إلى تحرك تفاوضي لإبعاد حزب الله عن الحدود، بعد أكثر من 8 أشهر من الهجوم المكثف على البلدات والمواقع العسكرية في شمال إسرائيل.
قبل بضعة أيام فقط، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه "صدّق" على خطط الهجوم في لبنان، حتى في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة على منع القتال من التصاعد إلى حرب شاملة.
وقالت إسرائيل إنه إذا لم يتم التوصل إلى حل دبلوماسي، فستلجأ إلى العمل العسكري لدفع حزب الله شمالًا، خاصةً وأنه تم إعلان الموافقة على الخطط العملياتية للهجوم، واتخاذ قرارات لزيادة جاهزية القوات في الميدان.
وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة أهداف لحزب الله في جنوب لبنان، بما في ذلك البنية التحتية في الطيبة والعديسة والجبين ومبنى في عيتا الشعب.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الأحد، إنه يأمل في التوصل إلى حل دبلوماسي، لكنه سيحل المشكلة "بطريقة مختلفة" إذا لزم الأمر.
حرب بلا حدود
وبدوره؛ حذّر حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، في مناسبات عدة، من أنه إذا شنت إسرائيل حربًا على لبنان فإن الرد سيكون "بلا حدود وضوابط، وأنهم ليسوا خائفين من الحرب".
وهدد نصر الله إسرائيل في كلمته، قائلًا: "الحرب معنا ستكون مكلفة للغاية، فإذا شُنّت الحرب على لبنان فإن مقتضى المصالح اللبنانية الوطنية أن نذهب بالحرب إلى أبعد ما يمكن ومن دون ضوابط".
نزوح كبير
أسفرت الحرب عن نزوح نحو 120 ألف شخص داخليًا في إسرائيل، وينقسمون بالتساوي تقريبًا بين الجنوبيين الذين تركوا مجتمعاتهم تحت هجوم حماس وغيرها، والنازحين الذين تم إجلاؤهم من المناطق الشمالية التي استهدفها حزب الله.
ومن المتوقع أن تطرح هذه القضية، هذا الأسبوع، عندما يزور وزير الدفاع يوآف جالانت، واشنطن لعقد اجتماعات مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومسؤولين أمريكيين كبار آخرين.
دعوة لإشعال الحرب
ودائمًا ما يدعو "بن جفير" إلى إشعال الحرب في لبنان، بعد ما قال على منصة "إكس": "يجب حرق وتدمير جميع معاقل حزب الله، لا يمكن أن يتم مهاجمة أجزاء من إسرائيل وإجلاء الناس بينما يعم السلام في لبنان".
ومع تصاعد وتيرة الأحداث بين الجانبين، شهدت السفارة الأمريكية في لبنان حادث إطلاق نار، وأصيب مطلق النار المشتبه به في أثناء الاعتقال ونقل إلى المستشفى، وأكدت السفارة أن فرقها الأمنية ومنشآتها وموظفيها لم يصبوا بأذى.
إبعاد حزب الله
تسعى الحكومة الإسرائيلية لإبعاد حزب الله عن الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الصادر في عام 2006، وتعهدوا بأنه إذا لم يتم تحقيق ذلك عبر الدبلوماسية، فسيتم تحقيقه عسكريًا.
وفي وقت سابق؛ وصفت قوة حفظ السلام الأممية "يونيفيل" الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بالخطير للغاية، على خلفية الأحداث المتسارعة، خلال عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في أكتوبر الماضي.
وتراقب "اليونيفيل"، قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان التي تشكلت عام 1978، الحدود الجنوبية مع إسرائيل ويجري تمديد مهمتها سنويًا، واعتمد مجلس الأمن النص الذي صاغته فرنسا بتصويت من 13 دولة لصالحه وامتناع روسيا والصين عن التصويت.
حرب أسوأ من 2006
ويتزايد القلق الدولي من أن التصعيد في لبنان قد يؤدي إلى حرب أسوأ من تلك التي اندلعت بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006.
ويعد منع حدوث تصعيد كبير في شمال إسرائيل، أولوية قصوى لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تعتقد أن الصراع سيمتد إلى إيران وسيجلب الولايات المتحدة أيضًا في النهاية، وقد يواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي صعوبات في محاربة حزب الله في أثناء قتاله مع حماس بقطاع غزة.