عقد وزراء خارجية دول جنوب شرق آسيا، اجتماعًا استثنائيًا، اليوم الخميس، في جاكرتا لمناقشة سبل التعامل مع الأزمة المتفاقمة بميانمار، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
وأدى الانقلاب العسكري هناك، العام الماضي، إلى اندلاع أعمال عنف تهدد بزعزعة استقرار المنطقة.
وأدت الأحداث التي شهدتها ميانمار مؤخرًا، ومن بينها غارة جوية عسكرية، الأحد، أسفرت عن مقتل ما يصل 80 شخصًا من عرق الكاشين، إلى زيادة المخاوف بين رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
وأصدرت كمبوديا، التي تتولى الرئاسة الدورية للرابطة، بيانًا، قالت فيه إن الرابطة تشعر بقلق بالغ إزاء تصعيد العنف في ميانمار مؤخرًا.
وأضافت ندعو بشكل عاجل جميع الأطراف المعنية، ولا سيما الطرف الذي يتمتع بقوة كبيرة على الأرض، إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لتمكين عملية حوار شامل وبناء، والسعي لحل سلمي، ومصالحة وطنية في ميانمار من أجل السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
يأتي اجتماع الخميس، قبل القمة السنوية للرابطة المقررة يومي 11 و13 نوفمبر المقبل، التي تركز بشكل رئيسي على الوضع في ميانمار، ويهدد وحدة الرابطة.
ويتجنب أعضاء "آسيان" تقليديًا انتقاد بعضهم البعض، وينظر للعنف الذي أطلقه جيش ميانمار أنه يكشف عجز الرابطة عن التعامل مع حالات الطوارئ الجيوسياسية والإنسانية التي قد تضر بجميع الدول الأعضاء.
وحاولت آسيان، التي تضم ميانمار، لعب دور في صنع السلام بعد استيلاء الجيش على السلطة في فبراير، وإطاحته بحكومة أونج سان سو تشي المنتخبة.
وتسعى الرابطة إلى تنفيذ توافق من خمس نقاط بشأن ميانمار، توصلت إليه في أبريل، دون نجاح يذكر، ويدعو الاتفاق إلى الوقف الفوري للعنف، والحوار بين الأطراف المعنية، والوساطة من قبل المبعوث الخاص للرابطة، وتقديم مساعدات إنسانية، وزيارة المبعوث الخاص إلى ميانمار للقاء جميع الأطراف المعنية.
ووافقت حكومة ميانمار، التي شكلها الجيش، على الاتفاق في البداية، لكنها لم تبذل سوى القليل من الجهد لتنفيذه إلا ما يخص السعي للحصول على مساعدات إنسانية والسماح لمبعوث "آسيان" بزيارات، كما رفضت السماح للمبعوث براك سوخون بمقابلة سو تشى، التي اعُتقلت وتُحاكم بتهم مختلفة يقول منتقدون إنها تهدف لإبعادها عن السياسة، ويقول الجيش إنه لن يسمح لأي غرباء بلقاء سو تشي في أثناء استمرار قضاياها أمام المحكمة.
ردًا على ذلك، لم تسمح آسيان لقادة ميانمار بالمشاركة في اجتماعاتها الرسمية، على الرغم من انضمام بعض المسؤولين على مستوى العمل، وحثت ماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة أعضاء آسيان على ممارسة المزيد من الضغط على جنرالات ميانمار لتنفيذ الاتفاق.