يواجه رئيس الوزراء الهولندي المنتهية ولايته، مارك روته، الذي يترقب تولي منصب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، عدة تحديات، في وقت يواجه فيه التحالف الغربي لحظات كبيرة محفوفة بالمخاطر على رأسها الصراع الروسي الأوكراني.
ويتطلب الفوز بمنصب أمين عام حلف شمال الأطلسي موافقة بالإجماع من أعضاء الناتو البالغ عددهم 32، وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، كان عليه الحصول على تأييد تركيا ثم التغلب على معارضة المجر لدعمه، وكانت العقبة الأخيرة أمامه هي منافسه الرئيس الروماني، الذي أعلن، في وقت سابق اليوم، انسحابه من السباق، ومن المنتظر أن يتولى منصبه في أكتوبر المقبل.
عودة ترامب
تعتبر عودة ترامب المحتملة إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، بمثابة تحدٍ كبيرة يواجهه روته، والذي يفصل بين تسلمه منصبه والانتخابات الأمريكية 4 أسابيع فقط، وبحسب صحيفة بوليتيكو الأمريكية، يعتبر دونالد ترامب من أكبر المشككين في أهمية حلف شمال الأطلسي، كما سبق وهدد بقطع المساعدات الأمريكية لأوكرانيا إذا عاد إلى البيت الأبيض.
ومن شأن فوز ترامب عرقلة حلف شمال الأطلسي في خطواته لعضوية أوكرانيا في المستقبل، كما يعد تنفيذه بقطع المساعدات ضربة قوية لمصداقية حلفاء الناتو في مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد الهجوم الروسي، كونها أكبر مانح للمساعدات العسكرية لكييف.
الهجوم الشتوي
وبمجرد أن يتولى روته منصبه، سيكون فصل الشتاء قد دخل رسميًا، وهو الوقت الذي ستكون فيه أوكرانيا بحاجة شديدة للمساعدة بحسب الصحيفة، بسبب الهجوم الروسي الشتوي المحتمل، والذي بدأ التمهيد له من خلال الضربات المستمرة المكثفة على مدار الأسابيع الماضية لمحطات الطاقة الحرارية والسدود في أوكرانيا.
ومن المنتظر أن يستغرق إصلاح تلك البنية التحتية عدة أشهر وربما تصل لسنوات وهو الأمر الذي تحتاج معه أوكرانيا لأنظمة دفاع جوي لحماية موردي الطاقة وموظفي الصيانة الذين يعملون على إصلاح المنشآت المتضررة، وهو الأمر الذي يعد تحديًا كبيرًا لرئيس الناتو الكبير بسبب عدم وجود الكثير منها لإرساله.
مزيد من الأموال
على الرغم من احتفال حلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع، وفقًا للصحيفة، بعدد قياسي من الأعضاء الذين وصلوا إلى هدف 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي فيما يتعلق بالإنفاق الدفاعي، بواقع 23 دولة منها هولندا التي تجاوزت هذه العتبة هذا العام بعد سنوات من التقصير، إلا أن التحدي يكمن في أن ثلث أعضاء الحلف ما زالوا غير قادرين على تحقيق الهدف، على الرغم من التعهد الذي قطعوه قبل 10 سنوات، حيث تعد دول جنوب أوروبا هي من بين أسوأ المخالفين، على رأسها إيطاليا التي أنفقت فقط 1.5%، بينما من المتوقع أن تنفق إسبانيا 1.28%، وفي الوقت نفسه التزمت البرتغال بنسبة 1.55% فقط.
الجهة الشرقية
تعتبر الدول الأعضاء في الناتو التي تعد متاخمة لروسيا، ليسوا من أكثر المعجبين برئاسة روته، وفقًا للصحيفة، وذلك يعود إلى انخفاض الإنفاق الدفاعي لهولندا خلال رئاسته بصورة كبيرة، وطالما كان الدور الأعلى دائمًا في الحلف لدول أوروبا الغربية بينما ظلت دول الجانب الشرقي في الخلف لمدة ربع قرن.
ويتمثل التحدي الكبير أمام روته هو التوازن في تعيين أشخاص داخل المناصب الشاغرة في الناتو بين الجهات الشرقية والغربية من أوروبا داخل الحلف.
محبو بوتين
سيتولى رئيس الوزراء الهولندي المنتهية ولايته رئاسة حلف شمال الأطلسي، في الوقت الذي تزدهر فيه الأحزاب اليمينية المتشككة في حلف شمال الأطلسي، والتي تعد محبة لبوتين، وبحسب الصحيفة لن يكون ترامب وحده هو الذي سيتعين على روته إقناعه بإبقاء الناتو على قيد الحياة واستمرار تدفق الدولار الأمريكي.
وتشهد الأحزاب اليمينية مكاسب كبيرة خلال الانتخابات الحالية في عدة بلدان أوروبية على رأسها فرنسا، كما يستعد يمين الوسط في هولندا لخسارة الانتخابات أمام أحزاب أقصى اليمين التي حققت أرقامًا كبيرة خلال الفترة الماضية، وهو ما يعد تحديًا كبيرًا أخر أمام روته الذي وفقا للصحيفة ستشهد رئاسته فترات صعبة وتخوفات على مستقبل الناتو.