الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد تعهد بوتين باستمرار المواجهة.. ما هي قدرات "الثالوث الروسي"؟

  • مشاركة :
post-title
بوتين أمام الأسطول البحري الروسي في ميناء سان بطرسبرج - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مروة الوجيه

أكد فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، أن بلاده ستحافظ على استعدادها القتالي، وستعمل على تحسين "الثالوث النووي"، بوصفه الضمان الرئيسي لسيادة روسيا.

أعلن الرئيس الروسي، خلال اجتماع موسع لقيادات وزارة الدفاع، الأربعاء الماضي، "تحسين الاستعداد القتالي للثالوث النووي"، مؤكدًا أنه يقع ضمن "أسس الحفاظ على سيادة روسيا ووحدة أراضيها".

ينذر إعلان بوتين أهداف الجيش في الفترة المقبلة مع اقتراب دخول العملية العسكرية بأوكرانيا عامها الأول، بانتقال الصراع إلى مربع أكثر تصعيدًا في 2023، خاصة أن موسكو تأتي بالمرتبة الأولى في العالم بما تمتلكه من رؤوس نووية، نحو 5977 ألف رأس نووي، أي نصف ما تمتلكه كل جيوش العالم مجتمعة، إضافة إلى امتلاكها وسائل الإطلاق النووية من البر والبحر والجو، فيما يعرف بـ"الثالوث النووي" الروسي.

الثالوث النووي الروسي

من وجهة نظر العقيدة العسكرية الروسية، فإن "ثالوث الردع النووي" الروسي يضم القوات النووية "البرية والجوية والبحرية"، وهي القوات الاستراتيجية من الصواريخ بعيدة المدى وعالية الدقة، التي تستطيع حمل رؤوس نووية، والقادرة على تنفيذ مهمات الردع الاستراتيجي الشامل.

وفق خبراء، فإن حصة الأسلحة الحديثة في "الثالوث النووي" وصلت إلى 82% عام 2018، والآن وصلت إلى حدود 91.3%، رغم استمرار العملية العسكرية، بخلاف زيادة قوام القوات المسلحة الروسية إلى 1.5 مليون جندي، بما في ذلك 695 ألف جندي متعاقد، لضمان تنفيذ جميع المهام العسكرية، وذلك حسبما ذكر الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف في تصريحات صحفية.

يتكون "ثالوث الردع النووي" الروسي من 3 أنواع من الوسائل الهجومية:

النوع الأول

صواريخ (أرض – أرض) أُطلقت من قواعد أرضية لضرب أهداف على بُعد آلاف الكيلومترات، باستخدام أنواع مختلفة من الوسائل الثابتة والمتحركة.

النوع الثاني

القصف الجوي، يشمل إطلاق الصواريخ والقنابل من القاذفات الاستراتيجية نحو أهداف برية، فضلًا عن الصواريخ المجنحة والقنابل الموجهة، والصواريخ الباليستية التي أسهم الحليف الصيني في تطويرها لإطلاقها من الجو.

النوع الثالث

الصواريخ النووية التي تُطلق من البحر في اتجاه أهداف برية باستخدام أنواع محددة من الغواصات الاستراتيجية.

يُمثل هذا النوع أخطر أسلحة "ثالوث الردع النووي"، لأن الغواصات التي تحمله يمكنها التخفي في أعماق البحار لأشهر قبل أن تطلق صواريخها في اتجاه هدف ما في أي مكان في العالم، دون أن تتمكن وسائل التتبع الخاصة بالعدو من رصدها.

ووفق خبراء، فإن موسكو بصدد إطلاق صاروخ جديد "فرط صوتي"، ليضاف إلى الترسانة البحرية النووية، مؤكدين أن جميع الأسلحة الروسية الحديثة في ميدان معارك أوكرانيا أثبتت موثوقية وفعالية استثنائية.

القوة الخفية

تُعد الغواصات ذات أهمية كبيرة في "ثالوث الردع النووي"، إذ يمكن الاعتماد عليها في الرد بضربات انتقامية ضد العدو حال تنفيذ هجوم نووي مباغت ضد أي هدف تابع للدولة.

بالنسبة لروسيا، فإنها تستخدم غواصات تعمل بالطاقة النووية في "الثالوث الردع النووي" وهي مزودة بصواريخ باليستية عابرة للقارات مصممة للانطلاق من البحر.

على خلاف غواصات الديزل ذات المدى المحدود، فإن الغواصات النووية يمكنها البقاء تحت سطح الماء لفترات غير محدودة، تمكنها من التخفي عن وسائل الرصد التابعة للعدو، وتوفر لها فرصة تنفيذ هجمات مباغتة أو انتقامية من مواقع آمنة تحت سطح البحر.

بالرغم من أن عدد الدول النووية في العالم هو 9 دول، لكن عدد الدول التي تمتلك الغواصات النووية حتى الآن هو 6 دول فقط، هي روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والصين وبريطانيا وفرنسا والهند.

الخطر الأكبر

يتميز كل نوع من ترسانة "الثالوث النووي" الروسي بعدد من الخصائص التي تقلب مسار الحرب رأس على عقب، أهمها:

صوامع الصواريخ

وهي صوامع ثابته تحت الأرض تحمي الصواريخ النووية الموجودة بداخلها، إضافة إلى إمكانياتها كمنصة إطلاق للصاروخ، لكن من أبرز عيوبها الموقع الثابت، الذي يمكن رصده واستهدافه في ضربات استباقية ينفّذها العدو.

المنصات البرية

تشمل الصواريخ المحمولة على المركبات والقطارات، وتتميز بأنها أفضل من الصوامع بقدرتها الكبيرة على التخفي والمناورة بوصفها منصات متحركة.

الطائرات الحربية

تمثل الطائرات منصات جيدة لإطلاق الصواريخ النووية من الجو، بصورة تقلل احتمالات قدرته على التصدي لها، لكن وجودها في قواعد برية وتحليقها في الجو قبل الإطلاق يجعل احتمالات استهدافها أكبر.

أما فيما يتعلق بالغواصات الحربية الروسية، فإن الأسطول البحري الروسي يُعدُّ أخطر سلاح نووي في العالم، ويعرف باسم "طوربيد يوم القيامة" المعروف باسم "ستاتس-6".

تمتلك موسكو غواصات عابرة للقارات يمكنها أن تحمل رؤوس نووية وتتمتع بقدرات تدميرية هائلة، بالإضافة إلى تطوير طوربيدات جديدة للقوات الروسية يمكنها أن تلحق دمارًا هائلًا بشواطئ العدو ومنشآته الساحلية.

كما تمتلك روسيا أنواعًا من السفن الحربية المزودة بصواريخ نووية، مثل الطراد الثقيل "بطرس الأكبر"، إضافة إلى تطويرها صواريخ فرط صوتية يمكن تزويدها برؤوس نووية.