في قلب المعركة الانتخابية الأمريكية، تكتسب آراء وتوجهات الناخبين ذوي الأصول الإفريقية أهمية حاسمة، فبينما تتصارع الحملات الرئاسية للفوز بأصواتهم، تكشف استطلاعات الرأي الحديثة عن تحولات غير متوقعة في ولايتي "بنسلفانيا وميشيجان" المحوريتين، إذ تحسم هذه الأصوات مصير الانتخابات.
تآكل قاعدة بايدن الانتخابية الإفريقية
بحسب استطلاع يو إس إيه توداي/ سوفولك للرأي، تراجع دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن بشكل ملحوظ بين الناخبين ذوي الأصول الإفريقية في بنسلفانيا وميشيجان، مقارنة بانتخابات 2020.
وفي بنسلفانيا، قال 56.2% من المستطلعين إنهم سيصوتون لبايدن في هذه الانتخابات، بانخفاض 20 نقطة مئوية عن النسبة التي قالت إنها صوتت له في 2020.
وفي ميشيجان، أعرب 54.4% عن دعمهم لبايدن، متراجعين 22 نقطة عن معدلات التصويت له في الانتخابات السابقة 2020.
وفي ظل هذا التراجع للدعم الديمقراطي، برزت أسماء مرشحين مستقلين لاقت قبولًا متزايدًا لدى الناخبين ذوي الأصول الإفريقية.
وفي بنسلفانيا، نال المرشح المستقل كورنيل ويست 7.6% من الدعم، فيما حصد روبرت ف. كينيدي جونيور 7.4%. وفي ميشيجان، حظيت المرشحة جيل شتاين بـ1% من الأصوات، والمرشح تشايس أوليفر بـ0.2%.
دور حاسم في الولايات المتأرجحة
تكتسب أصوات الناخبين ذوي الأصول الإفريقية في بنسلفانيا وميشيجان أهمية قصوى في تحديد مصير الانتخابات الرئاسية لعام 2024، إذ تعتبران من الولايات المتأرجحة أو "البرتقالية" التي قد تميل لصالح أي من المرشحين، ما يجعل من أصوات الأفارقة الأمريكيين فيهما عاملًا حاسمًا.
معقلان انتخابيان استراتيجيان
تاريخيًا، شكلت بنسلفانيا وميشيجان معقلين انتخابيين استراتيجيين للديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، وفي انتخابات 2016، نجح ترامب في قلب الموازين لصالحه بالولايتين، قبل أن يخسرهما في 2020 لصالح بايدن.
وفي ظل هذا التأرجح، تصبح أصوات الأفارقة الأمريكيين، الذين يشكلون نسبة كبيرة من الناخبين حاسمة في ترجيح كفة المرشحين.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب بنسلفانيا وميشيجان دورًا محوريًا في توزيع المقاعد الانتخابية بالمجمع الانتخابي، إذ تمنح بنسلفانيا 20 مقعدًا انتخابيًا، وميشيجان 16.
وفي نظام الفائز الأخير، إذ يأخذ الرابح كل شيء، قد تكون هذه المقاعد كافية لقلب الموازين لصالح أي من المرشحين.
حالة عدم اليقين
علاوة على ذلك، أعرب 13.8% من الناخبين ذوي الأصول الإفريقية في الولايتين عن عدم تأكدهم من خياراتهم الانتخابية، ما يعكس حالة من عدم اليقين تجاه المرشحين الرئيسيين.
تقدم طفيف لترامب
على الرغم من تراجع دعم بايدن، شهد ترامب تقدمًا طفيفًا في دعمه بين الناخبين ذوي الأصول الإفريقية.
وفي بنسلفانيا، يؤيده 10.8% من المستطلعين، مرتفعًا من 8% في 2020، وفي ميشيجان، حصل على دعم 15.2%، بزيادة 6 نقاط مئوية عن انتخابات 2020.
جاذبية أكبر لترامب
لكن اللافت للنظر هو أن دعم ترامب بين الرجال ذوي الأصول الإفريقية يفوق ضعف دعمه بين النساء من نفس الخلفية.
وفي بنسلفانيا، يؤيده 16% من الرجال مقابل 6% من النساء فقط، وفي ميشيجان، تصل نسبة مؤيديه من الرجال 22% مقابل 9% من النساء.
جهود لاستعادة الدعم واستقطاب أصوات جديدة
في ظل هذه المعطيات، يواجه بايدن تحديًا كبيرًا يتمثل في استعادة الدعم الذي فقده من الناخبين ذوي الأصول الإفريقية، إضافة إلى استقطاب أصوات جديدة من هذه الشريحة المهمة.
وكما يقول ديفيد بالييولوجوس، مدير مركز سوفولك للبحوث السياسية، فإن معظم الناخبين يضعون بايدن إما خيارهم الأول أو الثاني، لكنه يحتاج إلى الحفاظ على مستويات دعم عالية كما كانت في 2020 مع وجود مساحة ضيقة لزيادة الدعم.
في المقابل، يبدو أن ترامب نجح في كسب بعض الأرضية الجديدة بين الأفارقة الأمريكيين، خصوصًا الرجال منهم، وهذا ما قد يحسم المعركة في الولايات المتأرجحة كبنسلفانيا وميشيجان.