تنتظر الولايات المتحدة الأمريكية موجة حر قاسية تصل فيها درجات حرارة الهواء إلى 90 درجة فهرنهايت (32 مئوية) أو تتجاوزها، وذلك في المدن الكبرى التي ستتأثر بهذا الحدث، وتشمل شيكاجو وواشنطن العاصمة ومدينة نيويورك وهارتفورد وبوسطن.
ارتفاع درجات الحرارة
ومن المتوقع أن تؤدي موجة الحر في شهر يونيو إلى ارتفاع درجات الحرارة من الغرب الأوسط ووادي أوهايو إلى وسط المحيط الأطلسي والشمال الشرقي، بدءًا من يوم الأحد وتستمر في الأسابيع المقبلة، وفق موقع "أكسيوس".
ويعد ارتفاع درجات الحرارة الشديدة هي السبب الرئيسي للوفاة المرتبطة بالطقس في الولايات المتحدة، بالنسبة لملايين الأشخاص، ستكون هذه أول موجة حارة في هذا الموسم، ما يزيد من المخاطر الصحية.
وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية (NWS) أن تظل درجات الحرارة ثابتة عند 90 درجة فهرنهايت (32 درجة مئوية) أو أعلى خلال الأسبوع المقبل على الأقل في معظم أنحاء الولايات المتحدة، وتُعرّف موجة الحر بأنها فترة تتجاوز فيها درجات الحرارة 90 درجة فهرنهايت لمدة يومين أو أكثر، ويمكن أن تستمر هذه الموجة حتى 26 يونيو.
موجة الحر الحارقة
وبحلول يوم الجمعة المقبل، ستنتشر موجة الحر الحارقة التي اجتاحت جنوب شرق الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة إلى مناطق الغرب الأوسط وشمال شرق البلاد، ما يؤثر على ما يقرب من 250 مليون أمريكي، حيث تصل درجات حرارة الهواء إلى 100 درجة فهرنهايت (37.7 مئوية) أو أكثر، وفق "ذا جارديان".
وقالت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية : "تبدأ الموجة الحارة الأولى للصيف يوم الأحد في وسط البلاد، قبل أن تنتشر إلى الغرب الأوسط والشمال الشرقي بحلول يوم الثلاثاء ثم تستمر معظم الأسبوع المقبل، مع توقع أن تقترب درجات الحرارة من 105 فهرنهايت (40.5 مئوية)، وتحطم الأرقام القياسية مع ليالي دافئة جدًا.
وقريبًا، قد تشهد مدن مثل شيكاجو وإنديانابوليس وكليفلاند وبيتسبرج وفيلادلفيا وبوسطن أيضًا أكثر أيام السنة حرارة حتى الآن، ومن المرجح أن تكون نسبة الرطوبة مرتفعة.
القبة الحرارية
وشهد جنوب شرق الولايات المتحدة الأسبوع الماضي ارتفاعًا شديدًا في درجات الحرارة تحت ما يسمى بالقبة الحرارية، والتي تحدث عندما يحبس الضغط العالي القوي الهواء الساخن فوق المنطقة، ما يمنع الهواء البارد من الانتقال إلى الداخل ويتسبب في ارتفاع درجات الحرارة على الأرض وإبقائها مرتفعة، يمكن لضغط الهواء هذا أيضًا أن يمنع تكوين السحب.
يقول الخبراء إن أزمة المناخ التي يسببها الإنسان والتي نتجت إلى حد كبير عن انبعاث الغازات الدفيئة الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، إلى جانب إزالة الغابات، تجعل موجات الحر أكثر سخونة، وتستمر لفترة أطول في جميع أنحاء العالم.
وصلت درجة الحرارة في مدينة فينيكس بولاية أريزونا، وهي المدينة الرئيسية الأكثر سخونة في الولايات المتحدة، إلى 113 درجة فهرنهايت (45 مئوية) في وقت سابق من هذا الشهر، ما يجعلها أكثر أيام السنة حرارة في المدينة حتى الآن.
وكان العام الماضي هو الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة لدرجات الحرارة القصوى في المدينة.
حالة طوارئ
كما ضرب الطقس القاسي فلوريدا، وأعلن حاكم الولاية رون ديسانتيس، يوم الأربعاء، حالة الطوارئ في عدة مقاطعات بعد هطول أمطار غزيرة، بسبب العواصف التي تسببت في فيضانات شديدة.
وبينما تواجه الولاية أحوالًا جوية قاسية، وقع الحاكم الجمهوري في مايو على تشريع يمحو الإشارات إلى أزمة المناخ من قانون الولاية.
وكتب "ديسانتيس"، في رسالة على منصة إكس: "إننا نستعيد العقلانية في نهجنا تجاه الطاقة ونرفض أجندة المتعصبين الأخضر المتطرفين، وسيدخل التشريع حيز التنفيذ في الأول من يوليو".
كما عانت جنوب فلوريدا أيضًا من أشعة الشمس الحارقة مؤخرًا، حيث وصلت درجات الحرارة إلى مستويات قياسية مبكرة،
ومع ذلك، وقع ديسانتيس على قانون يحظر على أي بلديات تمرير متطلبات الحماية من الحرارة للعمال، مثل إلزام أصحاب العمل بتوفير الماء والظل.
ووصف "أكسيوس" الطقس بوجود شذوذ في درجات الحرارة يتراوح بين 10 درجات فهرنهايت إلى 20 درجة فهرنهايت فوق المتوسط في هذا الوقت من العام.