الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حزب المحافظين في مواجهة تهديد فاراج.. احتمالات الانشقاق والاندماج

  • مشاركة :
post-title
زعيم حزب الإصلاح البريطاني نايجل فاراج

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في منعطف سياسي مذهل، بات نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح البريطاني الجديد، يهدد بإحداث هزة قوية في المشهد السياسي للبلاد، بعد أن تصدر استطلاعًا للرأي، أجرته مؤسسة يو جوف، على حزب المحافظين الحاكم، وبحسب ما نقلت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، فإن صعود فاراج قد يعيد تشكيل خارطة السياسة البريطانية بشكل جذري.

فاراج يعود إلى الواجهة

بعد تخليه المفاجئ عن عدم الترشح لانتخابات البرلمان البريطاني، عاد نايجل فاراج، الشخصية السياسية البارزة والمثيرة للجدل، إلى الواجهة مرة أخرى، إذ قرر في لحظة تغيير مصيرية أن يقود حزب الإصلاح في المعركة الانتخابية، متعهدًا بأن يكون "إزعاجًا شديدًا" للأحزاب الأخرى.

وفقًا لصحيفة بوليتيكو، فإن قرار فاراج المفاجئ بالترشح جذب أضواء الشهرة إليه وإلى حزبه الجديد، في وقت كان فيه النقاش الانتخابي يتسم بالرتابة، حيث وصفت الصحيفة وصول فاراج إلى مدينة كلاكتون الساحلية بأنه "بالوصول المنتظر"، وسط حشود من المؤيدين والمعارضين.

مستقبل اليمين البريطاني

يسعى فاراج، من خلال حزب الإصلاح، إلى إعادة تشكيل اليمين البريطاني وتقويض حزب المحافظين الحالي، إذ يطمح إلى أن يصبح حزبه البديل الرئيسي لمعارضة حزب العمال في حال فوزه، أو حتى امتصاص حزب المحافظين من الداخل.

الغموض حول البرنامج السياسي

على الرغم من طموحات فاراج الكبيرة، إلا أن برنامجه السياسي لا يزال غامضًا إلى حد كبير، فبينما يركز على معارضة الهجرة وأهداف الحياد الكربوني، إلا أنه لم يقدم رؤية واضحة لمستقبل بريطانيا تحت قيادته، حسبما ذكرت صحيفة بوليتيكو.

زعيم حزب الإصلاح البريطاني نايجل فاراج
انقسامات حول فاراج وحزبه

وأثار صعود نايجل فاراج وحزبه الجديد "حزب الإصلاح" انقسامات عميقة وجدلًا واسعًا في المجتمع البريطاني،إذ أصبح بخطابه المناهض للهجرة وتصريحاته المثيرة للجدل حول الهوية البريطانية، شخصية قطبية تجمع بين مؤيدين متحمسين ومعارضين شرسين.

يرى العديد من أنصار فاراج، بحسب بوليتيكو، أن حزبه يمثل صوتًا حقيقيًا للشعب البريطاني ضد النخب السياسية التقليدية. فهم يعتبرونه قادرًا على التعبير عن مخاوف واهتمامات الطبقة العاملة والمناطق المهمشة التي شعرت بالإهمال من قبل الأحزاب الرئيسية.

ويجذب فاراج أنصاره بخطابه الصريح وعدم الاكتراث بـ "السياسة الصحيحة"، حيث يتحدث بلغة واضحة عن قضايا مثل الهجرة والهوية الوطنية دون مواربة.

في المقابل، ينظر معارضو فاراج إليه على أنه شخصية شعبوية وعنصرية تقوض قيم التسامح والتعددية في المجتمع البريطاني. فتصريحاته المتكررة حول "عدم الخجل من التاريخ البريطاني" تفسر من قبل منتقديه على أنها دعوة لإقصاء الأقليات والمهاجرين، كما يتهمه معارضوه بتأجيج الكراهية والتحريض ضد المسلمين والمهاجرين، معتبرين أن خطابه يهدد بتقسيم المجتمع البريطاني على أسس عرقية.

اتهامات بالعنصرية

أدت هذه الانقسامات إلى تبادل الاتهامات بالعنصرية بين مؤيدي ومعارضي فاراج. ففي حين يصف السياسي المحافظ البارز مايكل هيزلتين حزب الإصلاح بأنه "عنصري"، يرد فاراج بأن هذه اتهامات "لا أساس لها من الصحة" وأنها مجرد "ذريعة لعدم إجراء نقاش حقيقي".

كما يتهم أنصار فاراج معارضيه بالازدواجية في المعايير، حيث يصفونهم بأنهم "عنصريون ضد الإنجليز" ويسعون لإسكات الأصوات المعبرة عن مخاوف الشعب البريطاني.

زعيم حزب الإصلاح البريطاني نايجل فاراج
تهديد فاراج للمحافظين

يواجه حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا تحديات غير مسبوقة مع صعود حزب الإصلاح بقيادة فاراج، فقد أصبح من الواضح أن الأخير يُشكل تهديدًا خطيرًا لمستقبل الحزب، إذ قد يؤدي نجاحه إلى انهيار الحزب الحاكم من الداخل.

وفقًا لبوليتيكو، فإن هناك مخاوف متزايدة داخل حزب المحافظين من احتمال حدوث انشقاقات في صفوفه، إذا ما حقق فاراج نجاحًا كبيرًا في الانتخابات الحالية، فقد أشار محللون إلى أنهم سمعوا من مرشحين محافظين أن بعض النشطاء بدأوا بالفعل في مغادرة الحزب والانضمام إلى حزب الإصلاح في أعقاب قرار فاراج الترشح.

ويرجع السبب الرئيسي لهذه المخاوف إلى الإحباط المتراكم لدى قاعدة حزب المحافظين خلال السنوات الأربع عشرة الماضية من حكمه، فبغض النظر عن التوجهات السياسية داخل الحزب، يشعر الكثير من أنصاره بخيبة أمل من سياسات الحكومات المتعاقبة، سواء على صعيد الهجرة أو القضايا الاقتصادية أو غيرها.

لا يقتصر التهديد الذي يمثله فاراج على احتمال انشقاق بعض الأعضاء المحافظين، بل قد يمتد ليشمل امتصاص حزب المحافظين بأكمله في المستقبل، فقد أشار فاراج نفسه إلى إمكانية حدوث نوع من الاندماج أو التحالف بين حزبه وبقايا حزب المحافظين بعد الانتخابات المرتقبة، التي يُتوقع أن تشهد هزيمة ساحقة للأخير.

وفي تصريحات لشبكة "ال بي سي"، قال فاراج إنه يعتقد أنه قد ينتهي به الأمر "قائدًا للمعارضة الوطنية" ضد حزب العمال في حال فوزه بأغلبية كبيرة، مضيفًا "لا أعرف ما اسم هذه المعارضة - ولكنني أعتقد أنني سأكون قادرًا على محاسبتهم حول القضايا الرئيسية".

إضافة إلى ذلك، يرى بعض المحللين أن فاراج قد يشكل تهديدًا مباشرًا لزعامة حزب المحافظين في حال انضمامه إليه.

حذر أندرو كوبر، مساعد رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون، من أنه "لا من شك" في أن فاراج سيفوز بزعامة الحزب إذا ما ترشح لها.