الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

زواج القاصرات.. شبح يطارد الفتيات في الولايات المتحدة

  • مشاركة :
post-title
زواج القاصرات في الولايات المتحدة الأمريكية- صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

تتخذ العديد من الدول الإجراءات المشددة التي تجعل من زواج القاصرات أمرًا غير قانوني، وفي المقابل تصبح الأماكن التي لا يزال فيها مباحًا ملاذات للاحتفالات التي يمكن أن تدمر حياة الأطفال، ويكشف تحقيق أجرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية، عن الحقيقة المزعجة التي يمكن أن يثبتها عدم وجود إجراءات موحدة ضد زواج الأطفال حول العالم. 

رواية ضحية

كانت سارة تسنيم من كاليفورنيا، تبلغ من العمر 15 عامًا فقط، عندما خطط لها والدها زواجها من شخص غريب يبلغ ضعف عمرها تقريبًا. 

وذكرت "تسنيم" أنها أصبحت حاملًا عندما غادروا منطقة خليج سان فرانسيسكو، منتصف التسعينيات، للشروع في رحلة برية إلى رينو بولاية نيفادا، حيث كانت متزوجة قانونيًا. 

وقالت تسنيم لمجلة "نيوزويك": "كنت مراهقة صغيرة وكان من الواضح أنني حامل لم يسألني أحد هل تريدين الاتصال بوالدتك. في ذلك اليوم، قمت بالتوقيع على كل شيء".

كان قانون ولاية نيفادا في ذلك الوقت، يسمح للقاصرين بالزواج بموافقة أحد الوالدين، وذكرت تسنيم: "لم يتطلب الأمر سوى توقيع أحد الوالدين أو الوصي، بشكل أساسي على قسيمة إذن موثقة".

وتعني شهادة الزواج أن والدتها، التي لم تكن على علم بالزواج إلا بعد حدوثه لم يعد بإمكانها رفع دعوى اغتصاب ضد زوجها.

وأضافت "تسنيم" أنها كانت تحت السيطرة في كل جانب من جوانب حياتها منذ زواجها، وأكملت "عندما حملت للمرة الثانية، أصبت بصدمة شديدة، كنت مستاءة للغاية لأنني علمت أن هذا مجرد شيء آخر سيبقيني محصورة في هذا الزواج".

باعتبارها قاصرًا، لم تتمكن من تقديم طلب الطلاق بنفسها أو اللجوء إلى ملجأ للعنف المنزلي، وقالت تسنيم إنه مرت 7 سنوات قبل أن تتمكن من ترك زوجها، و3 سنوات أخرى قبل أن تتمكن من طلاقها. 

خريطة تكشف أماكن انتشار زواج القاصرات بحسب العمر

وأعربت تسنيم، البالغة من العمر الآن 43 عامًا، عن صدمتها عند اكتشافها في أثناء عملها في مشروع بحثي عام 2017، أن زواج من هم أقل من 18 عامًا قانوني في جميع الولايات الأمريكية. ومنذ ذلك الحين، وهي تدعو إلى إنهاء زواج القاصرات.

زواج آلاف الأطفال

ووفقًا لمنظمة Unchained At Last، وهي منظمة تعمل على إنهاء زواج الأطفال في الولايات المتحدة، فقد تم تزويج ما يقرب من 300 ألف طفل، بعضهم لا يتجاوز عمره 10 سنوات، في الولايات المتحدة بين عامي 2000 و2018

وبينما قالت المنظمة إن الغالبية العظمى من الأطفال كانوا فتيات صغيرات تزوجن من رجال بالغين، صرّح المنادون بإنهاء زواج الأطفال أنه على الرغم من التقدم الذي يتم إحرازه، إلا أنه لا يحدث بالسرعة الكافية.

وبالرغم من تطبيق حظر زواج الأطفال في العديد من الولايات، أوضح فرايدى رايس، المؤسس والمدير التنفيذي للمنظمة، أن خليط قوانين الولايات المتحدة يجعل من السهل نقل القاصرين للزواج في الولايات التي يظل فيها زواج الأطفال قانونيًا.

وقال رايس: "عندما تنهي إحدى الولايات زواج الأطفال، غالبًا ما ينتقل الراغبون إلى ولاية مجاورة، التي لا تزال تسمح بذلك ووفقًا للبيانات التي قمنا بجمعها فإن 3 قاصرين تزوجن في ولاية ماين عام 2020

وتابع: "لكن هذا العدد تضاعف 3 مرات إلى 9 في عام 2021، وهو العام الذي أنهت فيه بنسلفانيا ونيويورك ورود آيلاند ونيويورك زواج الأطفال"، مشددًا على أهمية رفع الحد الأدنى لسن الزواج إلى 18 عامًا، دون استثناء.