حذرت شبكة "سي. إن. إن" الأمريكية، من أن مخيمات الاحتجاز والمعتقلات، التي يقبع فيها الآلاف من معتقلي "داعش" الإرهابي في شمال شرق سوريا، تعد أرض خصبة للجيل القادم من التنظيم الإرهابي.
وأبرز تلك المعتقلات، ذلك الذي يحمل اسم" بانوراما"، سجن شديد الحراسة في شمال شرق سوريا، تم بناؤه بتمويل من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي ويديره حليف التحالف، قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، ويضم بعضًا من أخطر أعضاء داعش الذين تم أسرهم في عام 2019 بعد سقوط التنظيم الإرهابي.
ومن بين ما يقرب من 4000 من معتقلي داعش الذكور الذين تقول قوات سوريا الديمقراطية إنهم محتجزون، هناك ما يقدر بنحو 600 فتى وشاب محتجزين وهم صبية، وفقًا لـ"سي. إن. إن".
ووفق تقديرات المنظمات الحقوقية، التي استندت عليها "سي. إن. إن" في تقريرها، فإن ما يقدر بنحو 30 ألف طفل محتجزين حاليًا فيما لا يقل عن 27 مركز احتجاز ومعسكرين للاعتقال، هما الهول والروج، في شمال شرق سوريا، يمثلون أعلى تركيز للأطفال المحتجزين تعسفيًا والمحرومين من حريتهم في أي مكان بالعالم.
وفي مخيم الهول، وهو معسكر اعتقال مترامي الأطراف مليء بالخيام الباهتة والأسلاك الشائكة الصدئة والأرض التي جرفتها الرياح، يكشف حجم المشكلة عن نفسه، ويوجد ما يزيد قليلًا على 40 ألف شخص في المخيم، حيث يعيش أفراد ينتمون إلى التنظيم الإرهابي جنبًا إلى جنب مع النازحين، وبعضهم ضحايا "داعش" أنفسهم.
ويضم الملحق شديد الحراسة نحو 6700 امرأة وطفل لهم صلات بمقاتلي داعش من أكثر من 60 دولة، الذين تم إلقاؤهم في مخيم الهول عندما حاصرت قوات سوريا الديمقراطية التنظيم وهزمته أخيرًا في معقله الأخير، الباغوز في شرق سوريا عام 2019، وأكثر من نصف سكان المخيم من الأطفال، غالبيتهم دون سن 12 عامًا.
وقال الجنرال إريك كوريلا، رئيس القيادة المركزية للجيش الأمريكي، في بيان بعد إحدى زياراته لمخيم الهول عام 2022، إن المعسكر كان "قنبلة موقوتة".
وأضاف: "هذا المكان أرض خصبة للجيل القادم من التنظيم الإرهابي.. هؤلاء الشباب عرضة للتطرف نظرًا لنوعية حياتهم السيئة للغاية".
وفي حديثه لـ"سي. إن. إن"، قال أحد كبار المسؤولين الحكوميين الأمريكيين: "يريد داعش إبقاء الجميع هناك مخلصين ومستعدين". وبحسب المسؤول، يتم كل شهر تهريب عشرات الصبية الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عامًا من مخيم الهول إلى معسكرات تدريب التنظيم الإرهابي "داعش".
وخلال المداهمات الأمنية الدورية لمخيم الهول، يقول مسؤولو قوات سوريا الديمقراطية، إنهم يعثرون بشكل روتيني على مقاطع فيديو للتدريب على الهواتف المحمولة، إلى جانب أدلة مروعة على عمليات القتل خارج نطاق القضاء على يد أنصار التنظيم الإرهابي.
وفي أحد مقاطع الفيديو، اتُهمت امرأة بالتعاون مع مديري المخيم، وتعرضت للضرب ثم قطع رأسها داخل مخيم الهول، وهو نوع من العقوبة الوحشية التي ينفذها تنظيم داعش الإرهابي خارج نطاق القضاء، التي كان العالم يأمل ألا يراها مرة أخرى.
وتضغط قوات سوريا الديمقراطية والولايات المتحدة على الدول لإعادة مواطنيها من سوريا، وقالت إن هذا هو الحل الوحيد القابل للتطبيق لهذا الوضع المعقد والخطير.