الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

موجة التغييرات في كييف تُضعف الثقة الغربية بزيلينسكي

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تُواجه الحكومة الأوكرانية تحديات جديدة على الجبهة الداخلية، في خضم الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، إذ أثارت سلسلة التغييرات الحكومية الأخيرة مخاوف حلفائها الغربيين الداعمين لها في مواجهة القوات الروسية.

التغييرات المثيرة للجدل وآثارها المُقلقة

وفقًا لصحيفة "فايننشال تايمز"، أدت موجة التغييرات الواسعة النطاق في تشكيلة الحكومة الأوكرانية، والتي شملت إقالات وإعفاءات من مناصب رئيسية، إلى "إحداث توتر" بين كييف والدول الغربية الممولة لجهود أوكرانيا في الحرب، إذ عبر ستة مسؤولين أوكرانيين وغربيين عن قلقهم البالغ من هذه الخطوات "المربكة وغير المفهومة" التي اتخذها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.

إضعاف الثقة الغربية وتهديد الدعم الحيوي

في هذا السياق، أكد مصدر أوكراني مجهول الهوية للصحيفة البريطانية أن "الشركاء الغربيين يريدون علاقة طبيعية وقابلة للتنبؤ مع نظرائهم الأوكرانيين"، مضيفًا بقلق: "في الوقت الحالي، يفقدون الثقة في حكومة أوكرانيا؛ بسبب قرارات التعيينات التي لا يفهمونها."

وهذا الأمر قد يهدد بتقويض الدعم الغربي الحيوي لأوكرانيا في مواجهة القوات الروسية.

استقالات واسعة النطاق وانعكاساتها السلبية

ومن أبرز الاستقالات التي هزت الحكومة الأوكرانية، استقالة مصطفى ماسي نعيم، رئيس وكالة الدولة لإعادة الإعمار والتنمية البنيوية، بسبب "المعارضة المستمرة والمقاومة وخلق العقبات الاصطناعية" التي واجهها من قبل رئيس الوزراء دينيس شميجال، كما ورد في رسالة استقالته التي اطلعت عليها "فايننشال تايمز".

وقد حذر "نعيم" قبل استقالته، مسؤولي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "يو إس إيد" وغيرهم من الممثلين الغربيين من أنه يتوقع إقالته، داعيًا إياهم إلى مواصلة العمل مع خليفته.

إلا أن ممثلًا من " يو إس إيد " عبر عن قلقه من التغييرات التي طرأت على "شراكتنا الأهم"، بحسب تسجيل صوتي للاجتماع اطلعت عليه الصحيفة.

إقالة كوبراكوف وردود الفعل الغربية الغاضبة

كما أثارت إقالة ألكسندر كوبراكوف، وزير البنية التحتية السابق، ردود فعل غاضبة من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، إذ انتقد سفراء الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي في كييف هذه الخطوة علنًا، ووجهوا شكواهم إلى رئيس الوزراء شميجال بعد أربعة أيام فقط من الإقالة.

بل إن اجتماعًا كان مقررًا لمناقشة الوضع الصعب للبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، تحول إلى نقاش حاد حول غياب كوبراكوف ونايم، بحسب ما ذكرته "فايننشال تايمز".

آثار سلبية مُحتملة

وفي ظل هذه التطورات المثيرة للقلق، حذّر خبراء أوكرانيون من أن مثل هذه الخطوات الحكومية المتسرعة "تبني صورة حكم ضعيف وغير متوقع" في أوكرانيا، كما قال جليب فيشلينسكي، المدير التنفيذي لمركز الاستراتيجية الاقتصادية في كييف لصحيفة "فايننشال تايمز".

وقد تؤثر هذه التغييرات السلبية على جهود إعادة إعمار أوكرانيا بعد انتهاء الحرب، في وقت تعول فيه البلاد على دعم شركائها الغربيين لتحقيق هذه المهمة الضخمة.