الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خطاب نتنياهو أمام الكونجرس يشعل فتيل الانقسام الديمقراطي

  • مشاركة :
post-title
رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس 2015

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تكشف الخطوات الاحتجاجية المُتصاعدة لنواب ديمقراطيين بارزين حول خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المرتقب أمام الكونجرس، عن انقسامات عميقة داخل الحزب الديمقراطي، حول سياسات نتنياهو تجاه الفلسطينيين وحركة حماس في غزة.

الديمقراطيون المتشددون يقاطعون

أعلن عدد متزايد من النواب الديمقراطيين المنتمين للجناح التقدمي داخل الحزب، عزمهم مقاطعة خطاب نتنياهو المقرر إلقاؤه أمام جلسة مشتركة للكونجرس في 24 يوليو المقبل.

ووفقًا لما نشرته صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، فإن هؤلاء النواب يستنكرون طريقة تعامل نتنياهو خلال العدوان على قطاع غزة، ورفضه اعتماد النهج الذي يفضله الرئيس الأمريكي جو بايدن، لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

تصريحات نواب المقاطعة وتبريراتهم

عبّر النائب الديمقراطي هانك جونسون، من ولاية جورجيا عن رفضه القاطع لخطاب نتنياهو قائلًا: "لن أحضر وسأدير ظهري له تمامًا".

وأضاف النائب ستيفن لينتش من ولاية ماساتشوستس معللًا موقفه: "اعتبرت تصرفات نتنياهو إساءة للأدب تجاه الرئيس الأمريكي، لذلك أميل بشدة إلى عدم حضور الخطاب".

من جهته، ألمح النائب لويد دوجيت، نائب رئيس كتلة المتشددين، إلى أن النواب يناقشون حاليًا "أفضل الطرق للتعبير عن احتجاجهم" على زيارة نتنياهو، قائلًا: "مازالت هناك مناقشات جارية حول أفضل طريقة للاستجابة لمجيئه".

أشكال احتجاجية متنوعة

علاوة على المقاطعة المباشرة، قد يلجأ النواب المعارضون لخطاب نتنياهو إلى خطوات احتجاجية أخرى، حسبما أوضح النائب جريج كاسار من تكساس قائلًا: "لست أخطط للحضور، وسأشارك في أي فعاليات للتعبير عن رغبتنا في إنهاء الحرب ودعوة نتنياهو وحماس للموافقة على وقف إطلاق النار".

نواب ديمقراطيون يؤيدون الحضور

في المقابل، أكد عدد من النواب الديمقراطيين اللاعبين دورًا محوريًا في السياسة الخارجية الأمريكية، عزمهم حضور خطاب نتنياهو تأكيدًا للعلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل باعتبارها حليفًا ديمقراطيًا رئيسيًا في الشرق الأوسط.

من جانبه صرح النائب خوان فارجاس من ولاية كاليفورنيا: "إنهم أقوى حلفائنا في الشرق الأوسط، وهو بالتأكيد الزعيم الذي اختارته إسرائيل. أنا أحترم البلد كثيرًا، وسأكون هناك".

تفهم الانقسام

أقر قادة الديمقراطيين في مجلس النواب بالانقسامات الداخلية العميقة حول قضية خطاب نتنياهو.

صرح بيت أجويلار، رئيس الكتلة الديمقراطية في مجلس النواب، بأن "حق" النواب في المقاطعة إذا أرادوا ذلك.

كما أشار حكيم جيفريز، والذي سيحضر الخطاب، إلى أن كل نائب سيقرر بنفسه ما إذا كان سيحضر أم لا "استنادًا إلى ما يعتقد أنه متسق مع المنطقة التي يمثلها".

تعقيب رئيسة مجلس النواب السابقة

انضمت رئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي، إلى صفوف المنتقدين لخطاب نتنياهو، مؤكدة أنها "لن تدعوه مطلقًا" لو كانت لا تزال تقود الكتلة الديمقراطية.

كما انتقدت بيلوسي بشكل غير مباشر موقف زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، الذي وافق على توجيه الدعوة لنتنياهو، على الرغم من إقرارها بأن شومر "صديق قوي لإسرائيل".

وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أنه مما لا شك أن زيارة نتنياهو المرتقبة للكونجرس وخطابه فيه، ستُضيف المزيد من الزيت على نار الانقسامات الديمقراطية الداخلية حول القضية الفلسطينية.

سوابق عدم حضور لخطابات نتنياهو

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها نتنياهو انتقادات حادة؛ بسبب خطاباته أمام الكونجرس الأمريكي، إذ إنه في عام 2015، غاب نائب الرئيس السابق آنذاك جو بايدن، عن خطاب نتنياهو، متجنبًا الجلوس خلفه على المنصة، ووفقًا لشبكة "سي إن إن"، غاب عن ذلك الخطاب 58 عضوًا على الأقل، بعضهم مازال ينوي المقاطعة هذه المرة أيضًا، بمن فيهم النائبان لويد دوجيت وجان شاكوسكي.

ثلاثة خطابات سابقة

ألقى نتنياهو ثلاثة خطابات أمام الكونجرس الأمريكي على مدى السنوات الماضية، إذ كان أولها في 10 يوليو 1996، عندما كان رئيسًا للوزراء للمرة الأولى، ثم عاد مرة أخرى في 24 مايو 2011، خلال ولايته الثانية كرئيس وزراء.

وكان آخر خطاباته أمام المشرعين الأمريكيين في 3 مارس 2015، حيث ألقى خطابًا حول الاتفاق النووي الإيراني المقترح، مما أثار جدلًا واسعًا حول توقيت دعوته وعدم التنسيق مع إدارة أوباما، ليكون الخطاب المرتقب هو بمثابة المرة الرابعة التي يقف فيها رئيس وزراء إسرائيل أمام المشرعين الأمريكيين.