شنَّ الجيش الروسي هجومًا على منطقة خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا بعد العاصمة كييف، منذ منتصف مايو الماضي، وعلى الرغم من سيطرتها على عدة قرى، إلا أنها لا تزال غير قادرة على تحقيق اختراق كبير، ما دفع موسكو لإرسال وحدات إضافية إلى المدينة ذات الأهمية الاستراتيجية.
وتنقل روسيا عددًا غير محدد من الوحدات من منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا إلى منطقة خاركيف الشمالية، ومن غير الواضح ما إذا كانت موسكو تريد استخدام الوحدات في القتال على الفور أم أنها تعزّز من وجودها، بحسب معهد دراسات الحرب الأمريكي.
ورجّحت تقارير أوكرانية اعتزام روسيا إرسال قوات محمولة جوًا وعناصر إضافية من الفيلق الحادي عشر والرابع عشر للجيش إلى المنطقة، وبحسب مركز المقاومة الوطنية الأوكراني، الذي يجمع المعلومات في الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية، فقد تم نقل وحدات روسية وطيارين بدون طيار من خيرسون إلى خاركيف.
وتشن القوات الروسية هجماتها في المنطقة الحدودية الأوكرانية تحت قيادة مجموعة تسمى "سيفر"، التي وصفها معهد دراسات الحرب الأمريكي (ISW)، بأنها تحظى بأهمية عملياتية بدأت في 10 مايو المنقضي وتمكنت في البداية من السيطرة عدة قرى أوكرانية، ويبلغ عدد الوحدة الكبيرة نحو 35 ألف جندي في بداية الهجوم.
وتبعد خاركيف نحو 400 كيلو متر عن العاصمة، وأجبر الهجوم في البداية أوكرانيا على على نقل الاحتياطيات من الشرق إلى الشمال، ومن خلال تخفيف الخطوط الأوكرانية، تأمل روسيا في العثور على نقاط ضعف جديدة.
وتوقف الهجوم الروسي في منطقة خاركيف، وفقًا للمعلومات الأمريكية، التي وصفته بحالة الركود، وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جو بايدن، إن زخم هذه العملية في خاركيف وصل إلى طريق مسدود.
وأضاف أن خاركيف لا تزال تحت التهديد، لكن الروس لم يتمكنوا من تحقيق أي تقدم ملموس على الأرض في المنطقة في الأيام الأخيرة.
وفي نهاية مايو المنقضي، رفع بايدن القيود المفروضة على منطقة خاركيف، التي بموجبها يمكن لأوكرانيا الآن استخدام الأسلحة التي زوّدتها بها الولايات المتحدة ضد أهداف على الأراضي الروسية في ظل ظروف معينة.