قد يشهد عام 2024 علامة فارقة غير مُرحب بها تتمثل في ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية لمدة عام كامل، نظرًا لأن 2023 هو العام الأكثر حرًا على الإطلاق.
وفي حين تأكيد أن عام 2023 هو العام الأكثر دفئًا في التاريخ المُسجل، إذ تجاوز متوسط درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة لأكثر من ثلث العام، ويواصل اتجاه الانخفاض السريع في درجات الحرارة، إذ حدثت السنوات العشر الأكثر حرًا في تاريخ البشرية.
وتشير التوقعات إلى أن العام الحالي من المرجح أن يسجل رقمًا قياسيًا آخر، مع احتمال قوي أن يكون هذا العام الأول الكامل الذي يتجاوز 1.5 درجة مئوية من ارتفاع درجات الحرارة، وفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
وتساعد ظاهرة النينيو، وهي ارتفاع في درجة حرارة سطح المياه، التي جلبت المياه الدافئة إلى المحيط الهادئ الاستوائي، في رفع درجات الحرارة العالمية، إلا أن علماء مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة يقولون إن المحرك الرئيسي لدرجات الحرارة القياسية هو الاحتباس الحراري الناتج عن النشاط البشرية.
وتشير التوقعات العالمية لعام 2024 إلى أننا سننهي العام بمتوسط درجات حرارة عالمية تتراوح بين 1.34 درجة مئوية و1.58 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، بحسب الصحيفة البريطانية.
وصرّح نيك دونستون، الذي قاد التوقعات في مكتب الأرصاد الجوية: "بأن التوقعات تتماشى مع اتجاه الاحترار العالمي المستمر البالغ 0.2 درجة مئوية كل عقد، وتعززها ظاهرة النينيو الكبيرة".
ويعد تجاوز درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية سيكون بمثابة علامة فارقة غير مُرحب بها، لكنه لا يعني في الوقت ذاته اتفاق باريس. ومن الغريب أن اتفاق المناخ لعام 2015 لم يحدد كيفية إدراك تجاوز هدف 1.5 درجة مئوية، لكن من المقبول على نطاق واسع أنه يعني متوسطًا أطول أجلًا على مدى 20 عامًا أو نحو ذلك.
وبدلاً من الانتظار لعقود من الزمن حتى تظهر البيانات، تقترح الأبحاث الحديثة المنشورة في مجلة Nature استخدام مزيج من الملاحظات والتوقعات النموذجية لاختبار متى تم تجاوز 1.5 درجة مئوية.