بينما أعلن جيش الاحتلال، استعادة 4 من المحتجزين لدى الفصائل في قطاع غزة، أمس السبت، تواصلت المظاهرات التي دعت لها عائلات المحتجزين، للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقبول مقترح صفقة التبادل الأخير، ورفضًا لسياساته المتعنتة.
وأغلق المتظاهرون الإسرائيليون الشوارع الجانبية والمؤدية لمقر وزارة الدفاع الإسرائيلية، كما طوّقت شرطة الاحتلال المكان لعدم خروج المظاهرات لأماكن أخرى.
ودعت عائلات المحتجزين "نتنياهو" للمصادقة على خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وطالبوا أعضاء الكنيست بدعم الصفقة التي أُعلنت الأسبوع الماضي.
وتأتى المظاهرات فيما أعلن جيش الاحتلال استعادة 4 محتجزين في غزة، خلال عملية يبدو أن "نتنياهو" هو المستفيد الأول منها، إذ ستمكنه من مواصلة الحرب على غزة دون تقديم أي تنازلات في المفاوضات، مع تراجع المعارضة قليلًا بعد الإشادة بما حققه على المستوى العسكري.
ووفق تقديرات إسرائيلية، حقق نتنياهو استفادة مباشرة من مجزرة النصيرات، إذ إنه يكرر دائمًا أن إسرائيل لن تتمكن من تحرير المحتجزين "دون ضغط عسكري"، ما يعني أنه لن يعطي أهمية للمقترح الذي أعلنه الرئيس الأمريكي بشأن الهدنة في غزة، ويدفعه للتمسك بموقفه من عدم الموافقة على وقف نهائي لإطلاق نار، وفق المحللين.
سيكون لعملية استعادة المحتجزين الأربعة في النصيرات، تبعات لنتنياهو، لكنها قصيرة المدى، لأن المحتجزين الـ 4 من أصل 120 محتجزًا داخل القطاع، وبالتالي فالصورة العامة لم تتغير بشكل كامل.
ويتوقع محللون تراجع الضغوط الداخلية على نتنياهو لفترة قصيرة، قبل أن تعود إسرائيل إلى المربع الأول بعد أيام، إن لم يحدث تغيير استراتيجي كبير على أرض الواقع.
وأرجأ عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني جانتس، وهو من أشد منتقدي نتنياهو، مؤتمرًا كان مقررًا للحديث عن مستقبله في حكومة الطوارئ.
وكان من المرتقب أن يلقي جانتس كلمة، كان يتوقع على نطاق واسع أن يعلن فيها استقالته من حكومة الطوارئ، بعدما منح نتنياهو مهلة حتى الثامن من يونيو، للتوصل إلى استراتيجية واضحة للوضع في قطاع غزة.
وكان من شأن رحيل السياسي المنتمي لتيار الوسط، أن يُفقِد نتنياهو دعم كتلة الوسط التي ساعدت في توسيع الدعم للحكومة في إسرائيل والخارج، وسط تزايد الضغوط الدبلوماسية والمحلية بعد ثمانية أشهر من اندلاع الحرب على غزة.
ويبدو أن نتنياهو استفاد بتأجيل جانتس لانسحابه من مجلس الحرب، لكن ربما إن لم تحدث تطورات في قضية المحتجزين بعد فترة، قد ينسحب جانتس من الحكومة لأنه وصل لنهاية الطريق مع نتنياهو.
ويعد الحفاظ على الائتلاف الحكومي هدفًا رئيسيًا أمام نتنياهو، خاصة بعدما هدد الوزيران المتطرفان في حكومة نتنياهو، إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة الائتلافية إذا دخل رئيس الوزراء في اتفاق بشأن غزة، يتضمن إنهاء الحرب دون القضاء على حماس.
ومع إصرار نتنياهو على "الحل العسكري" لتحرير المحتجزين، والقضاء على حماس، يبدو أن مهمته مع "الائتلاف" ستكون أكثر سهولة.
ويبدو أن الفرحة التي عمّت في إسرائيل جراء استعادة 4 محتجزين، صرفت النظر مؤقتًا عن المشكلات العامة، والتذمر من سوء التصرف الحكومي، وقد يستغل نتنياهو هذه الفرصة لاستعادة الشعبية وتحسين سمعته، وربما تعزيز مكانة الليكود في استطلاعات الرأي العام القادمة، وفق محللين.
وعلى الرغم من استعادة المحتجظزين الأربعة، فإن هذا –كما يرى محللون- لا يحل مشكلة وجود 120 محتجزًا لدى حماس، ولا يلغي عزم جانتس الانسحاب من حكومة الطوارئ، أو يخفف من الضغوط والعزلة الدولية، كما أنه لا يحل المشكلات الداخلية والاقتصادية، أو يشجع " الحريديم" على الالتحاق بجيش الاحتلال.