الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مجزرة النصيرات.. كيف حصد الاحتلال أرواح مئات الفلسطينيين لاستعادة 4 محتجزين؟

  • مشاركة :
post-title
دمار واسع فى مخيم النصيرات جراء العدوان الاسرائيلى

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

اقترف جيش الاحتلال "مجزرة جديدة" في مخيم النصيرات وسط غزة، بينما كان ينفذ عملية لاستعادة أربعة من المحتجزين الإسرائيليين لدى الفصائل في القطاع، أمس السبت.

وارتفعت حصيلة المجزرة، التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي جراء استهدافها المحافظة الوسطى وسط قطاع غزة، خاصة مخيم النصيرات، أمس السبت، إلى 274 شهيدًا، وأكثر من 698 مصابًا، وفق ما أعلنت السلطات الصحية في غزة، ومراسل "القاهرة الإخبارية".

قصف متواصل لساعتين

وكانت مدفعية الاحتلال وطيرانه الحربي نفذا على مدى أكثر من ساعتين، غارات عنيفة ومكثفة على مناطق متفرقة من المحافظة الوسطى، وغرب وشرق مخيم النصيرات.

وتوغلت آليات عسكرية بشكل مفاجئ في مناطق شرقي وشمال غربي مخيم النصيرات، بالتزامن مع القصف المدفعي العنيف الذي استهدف مناطق واسعة من المخيم.

وحلقت طائرات مُسيّرة بشكل كثيف في سماء مخيم النصيرات، وأطلقت النار على كل من يتحرك في طرقاته، ما أسفر عن استشهاد وإصابة المئات.

وقالت إذاعة جيش الاحتلال، إن 10 طائرات حربية حلقت في سماء النصيرات خلال العملية، أمس السبت، ووفرت غطاءً ناريًا كثيفًا من خلال غارات مكثفة نفذتها ودمرت المباني التي كان يُحتَجز بها الأسرى قبل استعادتهم.

عملية التغطية والتمويه

فيما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في تقرير لها، أنه تم إخفاء المعلومات عن جنود الاحتلال، الذين شاركوا في عملية التغطية والتمويه التي جرت باقتحام شرق الدير والبريج في الأيام الأخيرة، ولم يكن سوى 3 ضباط يعرفون الهدف الحقيقي من العملية هناك.

ونقلت الصحيفة عن ضابط أشرف على عملية الإسناد، قوله: "وضعنا قناصة في أماكن كثيرة، واقتحمنا العديد من المباني، وكنا نقتل كل مسلح وكل خطر يحدق بقواتنا.. كانت لحظة معقدة وصعبة.. كانت عملية من عالم الخيال.. بعد أن علقت سيارة الإنقاذ كانت العملية أكثر إرهاقًا وصعوبة ولكنها كانت مجنونة.. بدت وكأنها من أفلام هوليوود".

كما قال ضابط آخر شارك في عملية إنقاذ المركبة العالقة: "شكلنا حلقة نارية كبيرة ونجحنا في تضليل المقاومين.. واجهنا قوة نارية كبيرة وعملنا في أجواء صعبة لكنها كانت كبيرة.. نجحنا في قتل عدد كبير من المقاتلين الذين كانوا يحاولون استهداف المركبة المتعطلة التي كان يوجد بها 3 من الأسرى".

وأضاف: "علمنا أن العملية هدفها إنقاذ محتجزين في اللحظة التي تحركنا فيها لإنقاذ المركبة ونفذنا العملية وسط قصف مدفعي وجوي كان يستهدف كل محيطنا لإرباك المسلحين".

مساعدة أمريكية

ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مصادر، أن "الولايات المتحدة قدمت معلومات استخباراتية ساعدت في إنقاذ أربع رهائن، السبت".

وقالت مصادر لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن "فريقًا أمريكيًا يتمركز في إسرائيل قدم المعلومات"، مشيرًا إلى أنها معلومات "ثانوية" أو داعمة لما جمعته الاستخبارات الإسرائيلية قبل تنفيذ العملية، وأكد مصدر أن المعلومات تضمنت صورًا جوية.

وقال مسؤول أمريكي لشبكة "سي. إن. إن" الأمريكية، إن "الخلية الأمريكية التي ساعدت في إنقاذ المحتجزين الإسرائيليين، هو فريق موجود في إسرائيل منذ السابع من أكتوبر، ويجمع معلومات حولهم".

وأكد مصدر مطلع أنه "لم يكن هناك قوات أمريكية على الأرض في غزة خلال تنفيذ مهمة استعادة المحتجزين.. وتتكون هذه الخلية من "أفراد عمليات خاصة ومخابرات يعملون في السفارة لدى إسرائيل، وهم موجودون في إسرائيل منذ بدء الحرب"، بحسب "واشنطن بوست".

وتعتمد هذه "الخلية" في عملها على تحليل وجمع معلومات عبر طائرات مسيرة أمريكية تحلق فوق غزة، واعتراض الاتصالات ومصادر أخرى، وفق الصحيفة.

وتحدثت تقارير أخرى أوردتها "نيويورك تايمز" و"أكسيوس" عن المساهمة الأمريكية في عملية تحرير المحتجزين.

ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي "لبحث تداعيات المجزرة الدموية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات"، وفقًا لما نقلته وكالة "وفا" الفلسطينية.

وخلال هجوم الفصائل على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر، احتجز المهاجمون 251 إسرائيليًا، ما زال 116 منهم في غزة، من بينهم 41 يقول جيش الاحتلال إنهم لقوا حتفهم.

وأدى العدوان الإسرائيلي على غزة إلى تحويل القطاع إلى أنقاض وتسبب في مجاعة واسعة النطاق واستشهاد أكثر من 36 ألف فلسطيني، بحسب السلطات الصحية في القطاع.