الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اليوم الأخير في التصويت.. خريطة الأحزاب المتنافسة على مقاعد البرلمان الأوروبى

  • مشاركة :
post-title
التصويت في انتخابات البرلمان الأوروبي بهولندا

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

يتوجه ملايين الناخبين، اليوم الأحد، إلى صناديق الاقتراع في انتخابات البرلمان الأوروبي، التي من المتوقع أن تميل أكثر نحو اليمين الراديكالي والمتطرف، ما يشكل المسار المستقبلي للقارة.

ويدلي الناخبون في معظم دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبولندا، بأصواتهم في اليوم الأخير من الدورة الانتخابية التي استمرت أربعة أيام، وبدأت في هولندا، الخميس الماضي.

وفي أول انتخابات أوروبية منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يُطلب من الناخبين انتخاب 720 مشرعًا للبرلمان الأوروبي، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن التيار الرئيسي، والجماعات المؤيدة لأوروبا، ستحتفظ بأغلبيتها، لكنها تواجه تحديًا لنفوذها، كما لم يحدث من قبل، مع اقتراب الأحزاب القومية واليمين المتطرف من الفوز بعدد قياسي من المقاعد، وفق ما ذكرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.

وعلى مدى العقدين الماضيين، اكتسب البرلمان الأوروبي صلاحيات كبيرة، وأعضاؤه هم مشرعون مشتركون مع وزراء الحكومات الوطنية بشأن مجموعة من سياسات الاتحاد الأوروبي، مثل العمل المناخي، والذكاء الاصطناعي، وحقوق العمال، والإعانات الزراعية.

وسيكون للبرلمان، الذي يقع مقره في بروكسل وستراسبورج، الكلمة الأخيرة بشأن ما إذا كانت السياسية الألمانية من يمين الوسط، أورسولا فون دير لاين، ستحصل على فترة ولاية ثانية في رئاسة المفوضية الأوروبية، وهو أحد أقوى المناصب في السياسة الأوروبية.

ومن المرجح أن تظل الكتلة الأكبر هي حزب الشعب الأوروبي، المنتمي إلى يمين الوسط بزعامة "فون دير لاين"، إذ يتوقع أن يحتفظ بمقاعده البالغ عددها 176 مقعدًا تقريبًا في برلمان أكبر قليلًا من الجمعية المنتهية ولايتها.

ومن المفترض أن تحتفظ مجموعة الاشتراكيين والديمقراطيين من يسار الوسط بالمركز الثاني بنحو 139 مقعدًا، فيما من المتوقع أن تخسر مجموعة التجديد الوسطية وحزب الخضر مقاعدها، متأثرة بضعف الأحزاب الوطنية في أكبر دولتين عضوتين، فرنسا وألمانيا.

وفي ألمانيا، التي ستنتخب 96 عضوًا في البرلمان الأوروبي، دفع حزب الخُضر، وهو جزء من حكومة ائتلافية لا تحظى بشعبية بقيادة الاشتراكي أولاف شولتس، ثمنًا انتخابيًا للخلافات حول قوانين المناخ المحلية.

ومن المتوقع أن يخسر حزب "الخضر" الألماني بعض مقاعده الحالية البالغ عددها 25 مقعدًا، ما يعني أنه من المرجح أن تتراجع مجموعة البرلمان الأوروبي الأوسع من المركز الرابع التاريخي الذي فازت به في عام 2019، على خلفية الاحتجاجات من أجل العمل المناخي في جميع أنحاء أوروبا.

وفي فرنسا، التي سترسل81 عضوًا في البرلمان الأوروبي إلى بروكسل وستراسبورج، يأتي الرئيس إيمانويل ماكرون خلف حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان، والذي من المتوقع أن يكرر إنجازه المتمثل في تصدر الاستطلاع بفارق أكبر مما كان عليه في عام 2019 أو 2014.

وقد يؤدي ضعف حزب ماكرون إلى خسارة مجموعة التجديد الوسطية، التي يهيمن عليها أعضاء البرلمان الأوروبي الفرنسيون، لمركزها الثالث التقليدي. ومن الممكن أن يحل حزب "التجديد" محل حزب المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين القوميين اليمينيين المتطرفين، وذلك بفضل الحظوظ المتزايدة لرئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، التي يُنظر إليها على نحو متزايد باعتبارها صانعة الملوك في السياسة الأوروبية.

وتشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن حزب "إخوة إيطاليا" الذي تتزعمه ميلوني في طريقه إلى مضاعفة حصته المئوية من الأصوات ثلاث مرات، على حساب شريكها في الائتلاف، حزب الرابطة اليميني المتطرف.

وبينما قدمت لوبان مبادرات لميلوني لإنشاء "مجموعة عظمى" قومية، يتوقع معظم المحللين أن تتجنب الزعيمة الإيطالية هذا التحالف لصالح مجموعة يمينية أصغر وأكثر تماسكًا يمكنها العمل مع لجنة "فون دير لاين".

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الأحزاب القومية واليمين المتطرف يمكن أن تحصل على رقم قياسي يبلغ 165 عضوًا في البرلمان الأوروبي، لكن من المرجح أن يظل هؤلاء متناثرين على مجموعتين، وربما ثلاث.

وينتظر المراقبون ما إذا كان رئيس الوزراء المجري فيكتور أوروبان سيختار ضم أعضاء البرلمان الأوروبي من حزب "فيدس" إلى تحالف يميني، إذ كان حزب "فيدس" الذي يضم 12 مقعدًا، من دون حزب سياسي منذ انسحابه من "الشعب الأوروبي" الذي ينتمي إلى يمين الوسط في عام 2021، قبل أن يتم طرده بسبب مخاوف بشأن الانجراف الاستبدادي في المجر.

وفي هولندا، أشاد ساسّة اليسار والخضر بالتقدم الضيق في استطلاعات الرأي، يوم الخميس، على حزب الحرية اليميني المتطرف، على الرغم من أن هامش الخطأ يشير أيضًا إلى التعادل.

وفي التصويت الهولندي الذي أُجري يوم الخميس، أظهر استطلاع للرأي فوز تحالف الخضر واليسار والعمال بثمانية مقاعد من أصل 31 مقعدًا في هولندا، بينما حصل حزب خيرت فيلدرز على سبعة مقاعد، ارتفاعًا من مقعد واحد في عام 2019.

ويدلي ما يقدر بنحو 361 مليون شخص بأصواتهم خلال الدورة الانتخابية التي أجريت على أربعة أيام، وتنتهي في الساعة 11 مساءً الأحد بتوقيت وسط أوروبا، عندما تغلق صناديق الاقتراع الإيطالية.

ويتوقع مسؤولو البرلمان الأوروبي أن تكون لديهم صورة نهائية إلى حد ما عن البرلمان المقبل بحلول الساعة الواحدة صباحًا تقريبًا، يوم الاثنين بتوقيت وسط أوروبا، مع ظهور النتائج المتوقعة.