في ليلة ساحرة يغلفها الحب حملت شعار "سيدة المسرح والقلوب"، كرمت دار الأوبرا المصرية، الفنانة القديرة سميحة أيوب التي طالما ألهمت الكثير بعطائها الفني الكبير على مدار أكثر من نصف قرن من الزمن، والذي لم ينضب رغم تقدم عمرها.
شهدت الاحتفالية التي جاءت ضمن سلسلة بهجة الروح والتي قدمها الشاعر محمد بهجت، حضورًا كبيرًا من عشاقها تقديرًا واعترافًا بمحبتهم الكبيرة لسيدة المسرح العربي، وكان من بينهم الفنان د. أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، المخرج خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي والقائم بأعمال البيت الفني للمسرح، د. أيمن الشيوي مدير المسرح القومي، وعدد من الفنانين مثل رشوان توفيق وسميرة عبد العزيز.
"دار الأوبرا حاضنة الفنون الراقية تتشرف بتكريم إحدى رموز الفن المصري الأصيل، سيدة المسرح المصري والعربي القديرة سميحة أيوب".. بهذا الحديث بدأت رئيسه دار الأوبرا المصرية كلمتها قبل أن تهديها درع التكريم، حيث أكدت على الإسهامات الطويلة التي حققتها "أيوب" في مشوارها وأنها تعد نموذجًا فريدًا للفنان الذي يجمع بين العطاء العظيم وبين الإدارة الناجحة المتميزة، فعددت "زايد" الإنجازات التي حققتها "أيوب" في مسيرتها المهنية من بينها تولى إدارة المسرح القومي فترة طويلة قدمت خلالها مجموعة من روائع العروض الفنية الراقية لكبار النجوم في التأليف والإخراج والتمثيل، وتوليها إدارة المسرح الحديث في فترة عصيبة من تاريخ الوطن شهدت انتصار أكتوبر المجيد وأنها كانت أول المبادرين للمشاركة الفعالة في النصر بإنتاج عرض "مدد مدد شدي حيلك يا بلد".
سعادة غامرة وشعور بالتقدير والعرفان انتاب سميحة أيوب خلال الاحتفالية لتؤكد أنها ممتنة لهذا التكريم، مستعرضة ملامح من رحلتها الفنية وتأكيدها على دور المرأة في المجتمع.
مشاهد من الحفاوة غلبت على الاحتفالية، فحرص الحضور على توجيه كلمات محبة لسيدة المسرح فوصفها أمين الشيوي مدير المسرح القومي بأنها نموذج يحتذى به في الفن المصري والعربي، بينما أكد أشرف زكي على ريادتها ومعاصرتها لزمن العمالقة، في حين لقبها الفنان رشوان توفيق بـ "ملكة المسرح"، بينما كشفت سميرة عبد العزيز أن سميحة أيوب كانت وراء ظهورها بالمسرح العربي من خلال مسرحية "وطني عكا"، واعترف المخرج خالد جلال بدورها الكبير في مشواره وأنها كانت حاضرة في أهم ثلاث محطات في حياته الفنية بداية دراسته الإخراج في روما مرورًا بمشاركتها في فيلم من إخراجه نال نجاحًا واستحسان الجمهور .
يشار إلى أن سميحة أيوب نالت عددًا من التكريمات، حيث حصلت على وسام الجمهورية في عيد العلم من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1966، وحصلت على وسام بدرجه فارس من الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان بعد تقديمها مسرحية فيدرا على مسرح أوبرا باريس، كما أطلق عليها المفكر الفرنسي الكبير جان بول سارتر لقب اليكترا المصرية، وحصلت على وسام الاستحقاق عام 1983 من الرئيس السوري حافظ الأسد، حيث أطلق عليها لقب سيدة المسرح العربي والذي ظل يلازمها حتى الآن، وتتويجًا لدورها التنويري اختارتها وزارة التربية والتعليم المصرية كشخصية عامة ونموذج يدرس ضمن مناهج الوزارة للصف السادس الابتدائي، لإلقاء الضوء على تاريخ الفنانة كشخصية مصرية مؤثرة، وكرمها الرئيس عبد الفتاح السيسي وقبّل جبهتها اعتزازًا وتقديرًا لدور الفن الراقي في التنوير وبناء الشخصية المصرية.