يسعى عشرات المشرّعين في مجلس النواب الأمريكي إلى إصدار قانون يفرض من خلاله عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، عقابًا لها على توصية المدعي العام بإصدار مذكرات اعتقال ضد قادة إسرائيليين في إطار تحقيقها في جرائم الحرب المرتكبة في قطاع غزة.
السؤال هنا حول مدى إمكانية تمرير القانون والموافقة عليه بعد عرضه على محطته الأخيرة بالبيت الأبيض عقب وصوله إلى مجلس الشيوخ، حيث أكدت صحيفة "ذا هيل "الأمريكية أن البيت الأبيض أعاق هذه الخطط الأسبوع الماضي.
استخدام حق النقض
وأعلنت السكرتيرة الصحفية بالبيت الأبيض "كارين جان بيير" أن الإدارة الأمريكية رغم أنها تؤيد بعض الرد العقابي على الاتهامات المقترحة من قِبل المحكمة الجنائية الدولية، إلا أنها لا تؤيد فرض عقوبات على المحكمة الدولية.
وقالت "جان بيير": "إننا نرفض بشكل أساسي طلب المدعي العامة للمحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقال ضد القادة الإسرائيليين، لكننا لا نعتقد أن فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية هو المسار الفعّال أو المناسب للمضي قدمًا".
وضاعفت الإدارة الإدارة الأمريكية من موقفها هذا في بيان للسياسة الإدارية، الاثنين الماضي، وذكرت أنها "تعارض بشدة هذا التشريع لكنها لم تصل إلى حد التهديد صراحة باستخدام حق النقض ضد الإجراء إذا وصل إلى مكتب الرئيس بايدن"، وفق "ذا هيل" الأمريكية.
طرق للدفاع عن إسرائيل
وجاء في البيان: "هناك طرق أكثر فعالية للدفاع عن إسرائيل، والحفاظ على المواقف الأمريكية بشأن المحكمة الجنائية الدولية، وتعزيز العدالة الدولية والمساءلة، والإدارة مستعدة للعمل مع الكونجرس بشأن هذه الخيارات".
ومع ذلك، فمن غير الواضح ما الخيارات العقابية الأخرى التي يفكر فيها البيت الأبيض، نظرًا لأن الولايات المتحدة لم تصدّق مطلقًا على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية، ولا تعتقد أن الأمريكيين يخضعون لولايتها القضائية ولا تقدم أي تمويل لعملياتها.
ولا ينتظر قادة الحزب الجمهوري في مجلس النواب أن تتوصل الإدارة الأمريكية إلى بدائل، بل يمضون قدمًا بدلاً من ذلك في مشروع قانون العقوبات الحزبية الذي قدمه الشهر الماضي النائب الجمهوري "تشيب روي" بعد تقارير تفيد بأن المحكمة الجنائية الدولية تدرس توجيه اتهامات ضد القادة الإسرائيليين بسبب سلوكهم في حرب غزة.
لا نعترف بالمحكمة
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، في حواره مع مجلة "تايم" الأمريكية، الذي تصدر عنوانه "ماذا لو فاز؟" غلاف عدد شهر يونيو: "إن المحكمة الجنائية الدولية شيء لا نعرفها، ولا نعترف بها".
وأضاف "بايدن"، "هناك شيء واحد مؤكد أن الناس في غزة عانوا كثيرًا، بسبب نقص الغذاء والماء والدواء، وما إلى ذلك. وقد قُتل الكثير من الأبرياء"، وألقى اللوم على ما وصفه بـ"ما تفعله حماس في إسرائيل بينما نتحدث الآن".
تردد الديمقراطيين
ويتردد الديمقراطيون في التصويت لصالح المقترح بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية خشية تفسير ذلك على أنه تقارب مع الجمهوريين، حسب "أكسيوس" الأمريكي.
ويسعى الجمهوريون إلى ضرورة إدانة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان بعد إصدار مذكرة توقيف لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت.
وكان المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية كريم خان قرر توجيه الطلب بإصدار مذكرات اعتقال بحق كل من رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيليين بنيامين نتنياهو ويواف جالانت.