أعلنت القوات الأوكرانية، أمس الاثنين، أنها استخدمت الأسلحة الغربية في استهداف النظام الصاروخي الروسي "إس-300"، داخل الأراضي الروسية، في هجوم سبق أن حذرت موسكو من عواقبه الوخيمة.
ولفتت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، إلى منشور لوزيرة الحكومة الأوكرانية إيرينا فيريششوك على "فيسبوك"، وهي تتفاخر باستهداف " إس- 300" بصواريخ غربية على ما وصفتها بـ "أراضي العدو"، جنبًا إلى جنب مع صورة تظهر الضربة.
ويأتي الهجوم الأوكراني بصواريخ غربية على الأراضي الروسية، بعد أيام فقط من منح الرئيس الأمريكي جو بايدن لكييف الإذن بتنفيذ ضربات محدودة باستخدام الأسلحة الأمريكية في الأراضي الروسية حول خاركيف، بعد أن أزالت عدة دول أوروبية القيود المفروضة على كيفية استخدام الأسلحة.
وكانت أوكرانيا قد ناشدت واشنطن على مدى أشهر السماح لها بضرب أهداف على الأراضي الروسية بأسلحة أمريكية، حيث شنت موسكو هجومًا جويًا وبريًا على خاركيف.
وحسب "سي. إن. إن"، كان الإذن الذي منحته الولايات المتحدة لأوكرانيا مؤقتًا ومشروطًا، حيث لا تستطيع كييف ضرب أهداف إلا حول خاركيف، وأشارت الشبكة إلى أن الولايات المتحدة تقف بحزم في عدم السماح لأوكرانيا باستخدام أضخم الذخيرة التي أعطيت لها لإطلاقها على روسيا، وهي الصواريخ بعيدة المدى المعروفة باسم "أتاكمز" والتي يمكن أن تصل إلى أهداف على بعد 300 كيلومتر.
وبدلًا من ذلك، لا يمكن لأوكرانيا استخدام سوى الصواريخ قصيرة المدى المعروفة باسم GMLRS، والتي يبلغ مداها حوالي 70 كيلومترًا. ولهذا السبب، أشاد المحللون العسكريون بالقرار، وقال فرانز ستيفان جادي، زميل مشارك في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن "الضربات عبر الحدود باستخدام صواريخ GMLRS ستسمح لأوكرانيا بضرب بعض مناطق التجمع الروسية ومراكز القيادة والسيطرة، فضلًا عن مستودعات الإمدادات، ولن يتوقف بل سيعقد العمليات العسكرية الروسية ضد خاركيف".
وقال ماثيو بوليج، زميل استشاري في المركز البحثي "تشاثام هاوس" بالمملكة المتحدة، إن تغيير السياسة "لم يغير قواعد اللعبة في حد ذاته. إنها إضافة ودعم إضافي لأوكرانيا للدفاع عن نفسها".
وترى "سي. إن. إن" أنه في حين يبدو أن إزالة هذا المحظور يمثل فصلًا جديدًا في الحرب، فقد شهدت روسيا بالفعل ضربات أوكرانية بأسلحة غربية على الأراضي التي تطالب بها.
ولفتت الشبكة إلى أنه كثيرًا ما استهدفت أوكرانيا شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014، باستخدام صواريخ "ستورم شادو" التي قدمتها المملكة المتحدة. وكثيرًا ما شنت أوكرانيا ضربات على خاركيف وخيرسون في أواخر عام 2022، في إطار سعيها لاستعادة السيطرة المناطق التي سيطرت عليها روسيا في الأسابيع الأولى من الحرب.
وكما هو الحال الآن، استخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وغيره من المسؤولين الروس التهديد بالسلاح النووي في محاولة لردع الدعم الغربي لكييف. وقبل أن يمنح بايدن الضوء الأخضر لكييف، قال بوتين إن القرار قد يؤدي إلى "عواقب وخيمة"، خاصة على "الدول الصغيرة والمكتظة بالسكان".
وانضمت الولايات المتحدة إلى العديد من الدول الأوروبية الأخرى، بما في ذلك المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، في إزالة هذا القيد الخاص على كيفية استخدام أوكرانيا للأسلحة التي تم منحها لها.
وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بقرار بايدن بالسماح ببعض الضربات في الأراضي الروسية باعتباره "خطوة إلى الأمام" من شأنها أن تساعد قواته في الدفاع عن منطقة خاركيف المحاصرة.
وقال الكرملين، أمس الاثنين، إن الولايات المتحدة قد تواجه "عواقب وخيمة" إذا تجاهلت تحذيرات موسكو بأن أوكرانيا يجب ألا تستخدم الأسلحة التي تقدمها واشنطن لمهاجمة روسيا.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، قوله: "أود أن أحذر الزعماء الأمريكيين من الحسابات الخاطئة التي قد تكون لها عواقب وخيمة".
ونقلت صحيفة" بوليتيكو" الأمريكية، عن مسؤول أمريكي، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن "وجه فريقه للتأكد من أن أوكرانيا قادرة على استخدام الأسلحة الأمريكية لأغراض مكافحة النيران في خاركيف، حتى تتمكن أوكرانيا من الرد على القوات الروسية التي تضربها أو تستعد لضربها، مشيرًا إلى أن "سياسة السماح بتوجيه ضربات بعيدة المدى داخل روسيا لم تتغير".
وحذر بوتين الغرب الأسبوع الماضي، من السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها لضرب روسيا. وقال بوتين في 29 مايو المنصرم: "إن التصعيد المستمر يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة. وإذا حدثت هذه العواقب الخطيرة في أوروبا، فكيف ستتصرف الولايات المتحدة، مع الأخذ في الاعتبار تكافؤنا في مجال الأسلحة الاستراتيجية؟".
ونبه ريابكوف الإدارة الأمريكية إلى "التحذير المهم للغاية" الذي وجهه بوتين، مضيفًا أنه "يجب أن يؤخذ بمنتهى الجدية، وعلى المسؤولين الأمريكيين قضاء بعض الوقت في دراسة ما قيل بالتفصيل".