الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صواريخ بعيدة المدى.. أوكرانيا تقصف أهدافا روسية في القرم بـ"أتاكمس" الأمريكية

  • مشاركة :
post-title
صاروخ أتاكمس الأمريكى بعيد المدى - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

ضربت القوات الأوكرانية مجمعًا عسكريًا روسيًا في شبه جزيرة القرم، أول أمس الخميس، بصواريخ "أتاكمس" طويلة المدى قدمتها لها الولايات المتحدة، حسب تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، أكدت الشهر الماضي، أن الولايات المتحدة أرسلت إلى أوكرانيا أنظمة صواريخ بعيدة المدى من طراز "أتاكمس"، شرط استخدامها "داخل أراضيها".

ويتمتع نظام "أتاكمس" الجديد بمدى إطلاق أكبر، يصل إلى 300 كيلومتر، يتجاوز نسخة سابقة يصل مداها إلى 165 كيلومترًا تسلمتها أوكرانيا في أكتوبر الماضي.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول دفاعي أوكراني، قوله إن الضربة الصاروخية أصابت "مركزًا للاتصالات للقوات الجوية الروسية في مدينة ألوشتا"، فيما أفادت منشورات عبر شبكات التواصل الاجتماعي بوقوع انفجارات في المدينة الساحلية، وأظهرت مقاطع فيديو متداولة انفجارًا كبيرًا، لم يتسن تحديد الضرر الذي ألحقه.

وقال حاكم شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في 2014، إن شخصين لقيا حتفهما في هجوم صاروخي أوكراني قرب سيمفيروبول، المركز الإداري الرئيسي لشبه الجزيرة.

وكتب سيرجي أكسيونوف، على تليجرام، أن صاروخًا أوكرانيًا استهدف مبنى خاليًا بالقرب من ألوشتا على ساحل شبه الجزيرة المطل على البحر الأسود.

على نحو منفصل، نقلت وكالة "تاس" الروسية، عن وزارة الدفاع الروسية، قولها إن الدفاعات الجوية اعترضت ثلاثة صواريخ من طراز "أتاكمس" طويلة المدى فوق القرم، وإن الجيش الروسي دمر ثلاثة قوارب مسيرة أوكرانية كانت متجهة نحو شبه الجزيرة.

وتكافح القوات الأوكرانية لصد القوات الروسية على طول الجبهات الشمالية والشرقية، فيما سمح استخدام نظام الصواريخ التكتيكي "أتاكمس" بتهديد سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، مع التركيز على أهداف عالية القيمة مثل أنظمة الدفاع الجوي والمقاتلات الحربية والسفن القتالية.

وقال الجيش الأوكراني، الثلاثاء الماضي، إنه دمر في عملية نفذها مطلع هذا الأسبوع، آخر سفينة حربية روسية مسلحة بصواريخ كروز كانت متمركزة في شبه جزيرة القرم، بحسب تقرير لوكالة "فرانس برس".

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية: "وفقًا لمعلومات محدَّثة، ضربت قوات الدفاع الأوكرانية سفينة تسيكلون المسلحة بصواريخ من مشروع 22800 الروسي في سيفاستوبول ليلة 19 مايو".

وقالت البحرية الأوكرانية، في وقت لاحق في بيان على منصة "إكس"، إن السفينة "دُمِّرت". وقال المتحدث باسم البحرية الأوكرانية، دميترو بليتينشوك، إن تسيكلون كانت "آخر حاملة صواريخ كروز" روسية في شبه جزيرة القرم.

ووفقًا لوزارة الدفاع الروسية، بُنيَّت السفينة في حوض بناء السفن في كيرتش وبدأت الخدمة القتالية، في يونيو الماضي. وقالت البحرية الأوكرانية إن الضربات دفعت روسيا إلى تغيير مناطق تمركز معظم أسطولها في البحر الأسود بعيدًا عن شبه جزيرة القرم.

وقال بليتينشوك، إنه من بين خمس سفن حربية من المشروع الروسي 22800، تم تدمير اثنتين، وأُعيدت اثنتان أخريان إلى بحر قزوين، وتوجد واحدة حاليًا في حوض لبناء السفن.

ويقول مسؤولون في كييف إن الهجمات سمحت لأوكرانيا بالاستيلاء على زمام المبادرة في البحر الأسود، وتقويض قدرة موسكو على تنفيذ ضربات صاروخية على الأراضي الأوكرانية من البحر.

وتشكل الهجمات "بعيدة المدى" جزءًا أساسيًا من استراتيجية أوكرانيا لكسب الوقت لإعادة بناء جيشها بعد أكثر من عامين من الحرب الطاحنة، مع إضعاف قدرة روسيا على شن المعارك.

وساهم النظام الصاروخي بعيد المدى "أتاكمز" الذي قدمته الولايات المتحدة لأوكرانيا في تعزيز نطاق وقيمة وعدد الأهداف العميقة التي يمكن لأوكرانيا مهاجمتها بشكل كبير، كما قدمت بريطانيا وفرنسا صواريخ كروز بعيدة المدى يمكن إطلاقها من طائرات حربية، بحسب "وول ستريت جورنال".

وأعلنت أوكرانيا، أمس الجمعة، أنها "أوقفت" الهجوم الروسي المستمر منذ أسبوعين على خاركيف، وبدأت هجومًا مضادًا في هذه المنطقة الواقعة في شمال شرق البلاد والتي زارها الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

ومنذ العاشر من مايو، تواجه كييف هجومًا بريًا روسيًا على منطقة خاركيف، حيث اقتحم آلاف الجنود الحدود، وحققوا أكبر تقدم ميداني خلال 18 شهرًا.

وقال الكولونيل إيجور بروخورينكو، عضو هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني أمس الجمعة، إنه بعد أسبوعين على القتال، "أوقفت قوات الدفاع الأوكرانية القوات الروسية" و"تنفذ عمليات هجوم مضاد".

ووصف الوضع بأنه "صعب" لكنه "مستقر وتحت السيطرة" في هذه المنطقة حيث تدور مواجهات خصوصًا بهدف السيطرة على بلدة فوفتشانسك التي قُسِمَت إلى شطرين.

وفقًا لكييف، تسعى روسيا إلى التوسع حتى تتمكن من اختراق خطوط دفاع القوات الأوكرانية التي أضعفتها الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، في ظل نقص المجندين الجدد والأسلحة، بسبب أشهر من المماطلة في تسليم المساعدات العسكرية الغربية.

وتؤكد موسكو أنها بدأت هجومها في شمال شرق أوكرانيا في مايو، من أجل إقامة منطقة عازلة بهدف منع القوات الأوكرانية من قصف الأراضي الروسية.

من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة إرسال مساعدات جديدة بـ275 مليون دولار "لمساعدة أوكرانيا على صد الهجوم الروسي قرب خاركيف، تحتوي على قدرات ثمة حاجة ماسّة إليها".