طوّر علماء كيمياء روس، تكنولوجيا تسمح بتحويل الغاز الطبيعي إلى هيدروجين بنسبة عالية من الكفاءة داخل حقول الغاز مباشرة، ما سيقلل من تكلفة إنتاج الهيدروجين، بحسب وكالة "تاس" الروسية للأنباء.
وستجعل هذه التكنولوجيا الإنتاج الصناعي للهيدروجين عملية آمنة للبيئة في مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث إن أول أكسيد الكربون المتولد أثناء إنتاج الوقود "الأخضر" سيبقى داخل الطبقات التي يستخرج منها الغاز الطبيعي.
وللقيام بذلك ينبغي ضخ بخار الماء ومحفّز يعتمد على أكسيد النيكل والألومنيوم في البئر، ما يسمح بتقسيم جزيئات الهيدروكربون إلى الهيدروجين وأول أكسيد الكربون مع وجود جزيئات الأكسجين. وبعد ذلك يتم ضخ الأكسجين النقي أو الهواء العادي إلى طبقة الغاز الطبيعي، وتبدأ عملية الاحتراق، حيث يتم تحويل الميثان وهيدروكربونات أخرى إلى الهيدروجين الذي يخرج من البئر عبر غشاء لا يسمح بمرور غازات أخرى من خلاله.
وقالت إيلينا موخينا، الباحثة الأولى في مركز "سكولتيك" لعلوم وتكنولوجيا إنتاج الهيدروكربون: "تعتمد جميع مراحل العملية المقترحة على تكنولوجيات مجربة ولم يتم تكييفها من قبل لاستخراج الهيدروجين من طبقات الغاز الحقيقية. ولقد أثبتنا أن الأسلوب المقترح سيحوّل الهيدروكربونات إلى وقود أخضر داخل حقل الغاز بكفاءة تصل إلى 45%".
واختبر العلماء تشغيل هذه التكنولوجيا على سلسلة من التجارب في مفاعلات خاصة تحاكي إنتاج الظروف السائدة داخل الطبقات الصخرية الحاملة للغاز. وساعدت هذه التجارب علماء الكيمياء على اختيار ظروف التفاعل الأمثل، بما في ذلك تسخين الغاز إلى درجة حرارة 800 درجة مئوية وتركيز بخار مرتفع، حيث يمكن استخراج نحو 45% من الهيدروجين من الميثان الموجود في البئر.
وقال الباحثون إنه من الممكن إنتاج الهيدروجين مباشرة داخل رواسب الغاز الطبيعي، ما سيقلل من تكلفة إنتاجه، فضلا عن تقليل الضرر على البيئة والمناخ. غير أن علماء الكيمياء أشاروا إلى أن الكفاءة النهائية لإنتاج الهيدروجين قد تنخفض إلى حد ما إذا كانت هناك مواد داخل الطبقات الصخرية يمكن أن تتفاعل مع الميثان والماء والأكسجين.