في خطوة تُمثل تغيرًا جذريًا في مهام جهاز المخابرات البريطاني الداخلي "MI5"، كشفت تقارير صحفية عن تحول الوكالة لمواجهة التهديدات الاستخباراتية من الدول المنافسة، مثل روسيا والصين وإيران، بدلًا من التركيز الحصري على مكافحة الإرهاب.
أسباب التحول
ووفقًا لما نقلته صحيفة "التليجراف" البريطانية عن مصادر مطلعة، فإن جهاز المخابرات الداخلي "MI5" حوّل تركيزه بشكل كبير نحو جهود مكافحة التجسس من قبل الدول المنافسة مثل روسيا والصين وإيران.
وعلى الرغم من اعتبار التهديدات الإرهابية المحلية والدولية لا تزال ذات أولوية، فإن الوكالة باتت تخصص المزيد من مواردها لمواجهة التحديات الاستخباراتية الجديدة.
دوافع التحول
يرجع هذا التحول في استراتيجية "MI5" إلى عدة عوامل رئيسية، تشمل الحرب الروسية الأوكرانية والمواجهة الغربية مع روسيا، فضلًا عن الحملة الاستخباراتية الضخمة المزعومة من قِبل الصين، وجهود إيران المزعومة لتجنيد عملاء لاستهداف المعارضين للنظام في طهران.
وأشارت المصادر إلى أن الدعم البريطاني لأوكرانيا أدى إلى زيادة أنشطة التجسس الروسية في البلاد.
إجراءات عملية
في إطار هذه الاستراتيجية الجديدة، بدأت السلطات البريطانية باتخاذ إجراءات عملية لمواجهة التهديدات الاستخباراتية المتنامية، حسبما أشارت الصحيفة.
وفي الشهر الماضي، طردت بريطانيا الملحق العسكري الروسي وضابط استخبارات عسكرية آخر غير معلن، في محاولة لـ"تفكيك عمليات التجسس الروسية" على أراضيها، كما واجهت اتهامات لأحد مواطنيها، يدعى ديفيد ستوب، بالعمل لصالح الاستخبارات الروسية وتدبير مؤامرة حريق تستهدف شركات مرتبطة بأوكرانيا في العاصمة لندن.
وعلى الرغم من احتجاجات السفارة الروسية على هذه الخطوة، فإن ذلك يعكس حزم الموقف البريطاني تجاه أنشطة التجسس الروسية.
من جهة أخرى، اعتقلت السلطات البريطانية، منتصف مايو الماضي، ثلاثة أشخاص متهمين بالتجسس لصالح جهاز المخابرات في هونج كونج.
وعلى الرغم من نفي السلطات في هونج كونج والسفارة الصينية بلندن لهذه الاتهامات، فإن ذلك يؤكد حرص بريطانيا على مواجهة التهديدات الاستخباراتية الصينية على أراضيها.
تدابير طويلة الأمد
لا تقتصر فقط على الخطوات العملية قصيرة الأجل فحسب، بل تشمل أيضًا تدابير طويلة الأمد للتصدي للتهديدات الاستخباراتية المستقبلية.
وفي إطار الجهود الرامية إلى مواجهة التجسس الصيني المزعوم في المجالات العلمية والتكنولوجية، خطط جهاز المخابرات البريطاني MI5، وفقًا لما نشرته صحيفة التايمز البريطانية أخيرًا، لفحص أنشطة الأكاديميين والباحثين في مجالات العلوم المتقدمة بالجامعات البريطانية.
وتوضح الصحفية أن هذه الخطوة تأتي في إطار محاولة منع تسرب المعلومات والتكنولوجيات الحساسة إلى الصين، التي تتهمها بريطانيا بشن حملة تجسس ضخمة لاختراق المؤسسات الأكاديمية والبحثية في البلاد.