هدد كل من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من حكومة رئيس الوزراء بنتيامين نتنياهو الائتلافية إذا مضى قدمًا في الصفقة الجديدة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وجود بديل
ويرى الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ العبري الحديث بجامعة الإسكندرية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن وعدهما بشأن تنفيذ المقترح الأمريكي تهديد مكذوب، إذ إن كلًا من سموتريتش وبن جفير يعلمان أنه إذا تم إجراء الانتخابات في الوقت الحالي وتم إسقاط الحكومة، فإنهما على رأس المتضررين.
وذكر "أنور" في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية" إنه "في المقابل يعلم نتنياهو بأن لديه بدلاء لسموتريتش وبن جفير، فقد وعد زعيم المعارضة يائير لابيد بأنه إذا قفز نتنياهو من المركب الغارقة تاركًا سموتريتش وبن جفير واتجه إلى مسار التفاوض وصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، فإن الجناح المعارض سيصوّت لصالح الحكومة برئاسة نتنياهو لتمرير الموافقة وعدم إسقاطها".
وانتقد لابيد، الوزيرين القوميين، بعد تهديدهما بالانسحاب من الحكومة إذا مضت إسرائيل قدمًا في الاقتراح، معتبرًا أن تهديدات بن جفير وسموتريتش إهمالًا للأمن القومي والمختطفين وسكان الشمال والجنوب"، وفقًا لموقع "تايمز أوف إسرائيل".
وذكر "لابيد" في منشور على منصة "إكس": "هذه هي الحكومة الأسوأ والأكثر فسادًا في تاريخ البلاد. بالنسبة لهم، ستكون هناك حرب هنا إلى الأبد، صفر مسؤولية، صفر إدارة، فشل كامل".
تهديد بالرحيل
كان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير أفاد في تدوينة على صفحته الرسمية بمنصة "إكس" بأنه إذا نفّذ رئيس الوزراء الصفقة التي وصفها بالفوضوية بالشروط المنشورة التي تعني نهاية الحرب والاستسلام لحماس، فإن حزب "عوتسما يهوديت" سيحل الحكومة.
كذلك قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في منشور له على منصة "إكس": "لقد تحدثت للتو مع رئيس الوزراء وأوضحت له أنني لن أكون جزءًا من حكومة توافق على الخطوط العريضة المقترحة وتنهي الحرب دون تدمير حماس وإعادة جميع المختطفين".
وأضاف "لن نوافق على إنهاء الحرب قبل تدمير حماس ولا على إلحاق ضرر جسيم بإنجازات الحرب حتى الآن من خلال انسحاب الجيش الإسرائيلي وعودة سكان غزة إلى شمال القطاع، ولا على إطلاق سراح جماعي للإرهابيين الذين سيعودون لقتل اليهود"، حسب تعبيره.
ويري "أنور" أنه في ظل هذا التطور يتعين على كليهما مراجعة حساباتهما مرة أخرى، إذ يمكن لنتنياهو الموافقة على المقترح الأمريكي، حيث أن البديل عنه يتمثل في سياسة حافة الهاوية والغضب الإقليمي فضلًا عن العزلة الدولية.
المقترح الأمريكي
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن عرض، أول أمس الجمعة، مقترحًا جديدًا من 3 مراحل، وقال في خطابه بالبيت الأبيض بشأن الوضع في الشرق الأوسط، إن "المقترح يشمل وقفًا شاملًا لإطلاق النار والانسحاب من غزة وإطلاق سراح الرهائن".
وصرّح بايدن بأنه "لا يمكن أن نفوّت هذه اللحظة للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة. لقد حان الوقت لإنهاء هذه الحرب". وأوضح "أنور" اعتقاده احتمالية نتنياهو ومجلس الحرب خلف دعوة الرئيس الأمريكي بايدن دون أي مبالاة ولا اكتراث لتهديدات سموتريتش وبن جفير.
وأعلنت حركة حماس أنها تنظر بإيجابية إلى ما تضمنه خطاب بايدن من دعوته لوقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وتبادل للأسرى.
وفي المقابل، نشر مكتب نتنياهو، ردًا جديدًا باللغة الإنجليزية على مقترح الصفقة التي قدمها بايدن، وينص على أن "إسرائيل ستواصل إصرارها" على هزيمة حماس قبل أي اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، وأن أي اتفاق يتضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار قبل استكمال تدمير قدرات حماس العسكرية، هو "غير قابل للتفاوض" بالنسبة لإسرائيل.