وجّهت المكسيك ضربة كبيرة لعصابات المافيا المنتشرة في الدولة، بعد ما تمكنت من القبض على أحد القادة الرئيسيين لواحدة من أقوى المنظمات الإجرامية وتسمى "كارتال" الإعصار ، وهو من الأهداف الرئيسية لإدارة مكافحة المخدرات، كونه المسؤول عن جريمة خطف أربعة أمريكيين وقتل اثنين منهم في مارس 2023، ورغم ذلك لا يزال العنف والمذابح التي ترتكبها تلك الكارتيلات تؤرق الأجهزة الأمنية المكسيكية.
وتتمتع الكارتيلات بنفوذ كبير داخل السياسة المكسيكية، ووصل الأمر إلى ضخهم مبالغ كبيرة من المال في الحملات الانتخابية ، ودعم المرشحين بالرشوة من أجل الحفاظ على سلامة أعمالهم التجارية، حيث أقام الحزب الثوري المؤسسي الذي تراجع خلال الانتخابات الماضية علاقات مع جماعات مختلفة من أجل اكتساب النفوذ السياسي، إلا أن المؤسسة العسكرية المكسيكية تدخلت في عام 2006، وأطلقت ما يسمى حرب المخدرات المكسيكية.
أحدث اشتباك
وجاءت أحدث مواجهة بين القوات المكسيكية وعصابات الكارتال، فجر اليوم الإثنين، وبحسب شبكة "سي بي إس" نيوز الأمريكية، اشتبكت الأجهزة الأمنية مع أعضاء المافيا في ولاية تاماوليباس الحدودية مع أمريكا، التي تهتز ما بين الحين والآخر بأعمال عنف مرتبطة بالجريمة المنظمة، حيث استخدمت القوات طائرات بدون طيار ومروحيات للقبض عليهم.
وأسفر الاشتباك الذي استمر لساعات عن مقتل 12 مهاجمًا وضبط الجنود 12 قطعة سلاح طويلة وخراطيش ومخازن ذخيرة من عيارات مختلفة، مشيرين إلى أن القتلى كانوا مختبئين في الأدغال ونفذوا هجومًا مفاجئًا على القوات، إلا أنها تمكنت من السيطرة على الموقف، والإجهاز على المتهمين الذين تبين أنهم ينتمون لإحدى العصابات في الولاية.
هدف رئيسي
ويعتبر خوسيه ألبرتو جارسيا فيلانو، الذي ألقت السلطات القبض عليه، من أهم القادة الرئيسيين لواحدة من أقوى المنظمات الإجرامية في "تاماوليباس"، وهي مافيا الأعاصير التي تتمتع بسمعة سيئة وخطفت أربعة أمريكيين العام الماضي، وبحسب "سكاي نيوز" كانت السلطات تطارده ورصدت مكافأة قدرها 150 ألف دولار مقابل رأسه، وتمكنت من السيطرة عليه في مركز تسوق مشارف مونتيري.
كان المواطنون الأمريكيون الأربعة قد عبروا إلى مدينة ماتاموروس الحدودية قادمين من تكساس في مارس الماضي حتى يتمكن أحدهم من إجراء جراحة تجميلية، وتم إطلاق النار عليهم في وسط مدينة ماتاموروس ثم تم تحميلهم في شاحنة صغيرة، توفي الأمريكيان في الهجوم بينما نجا آخران، كما قُتلت امرأة مكسيكية برصاصة طائشة.
مذبحة المكسيك
ومنذ أيام اكتشفت الشرطة خمس جثث محترقة أثناء التحقيق في هجوم محتمل على عصابات، وقالت السلطات إن الأدلة تشير إلى أنه كان هجومًا مستهدفًا من قِبل أعضاء مافيا "ميتشواكانا" أو العقارب، على مجموعة منافسة تعرف باسم "لوس تلاكوس" وذلك في ولاية جيريرو الجنوبية التي تشهد أعمال عنف، بسبب تقاتل الجماعتين الإجراميتين للسيطرة على المدينة، بحسب سكاي نيوز.
وجاء هذا الاكتشاف بعد تقارير عن هجوم بطائرات بدون طيار ومسلحين، وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن ما لا يقل عن 30 شخصًا لقوا حتفهم بسبب الهجوم، كان منهم أشخاص بدون رأس ومتفحمين، بجانب العثور على سيارات مليئة بثقوب، وآخرين عراة وملابسهم متناثرة على الأرض.
حضارة المايا
وبسبب عنف عصابات المخدرات والنزاعات على الأراضي، اعترفت الحكومة المكسيكية بأنه لا يمكن الوصول إلى آثار حضارة المايا القديمة في المكسيك حاليًا، وذلك في ضربة لصناعة السياحة في البلاد، حيث أصبحت الهياكل المتعددة التي بنتها حضارة المايا النابضة بالحياة خطيرة للغاية بحيث لا يمكن زيارتها أو لا يمكن الوصول إليها في الوقت الحالي.
وأرجعت الحكومة المكسيكية، السبب في ذلك إلى انفجار أعمال عنف عصابات المخدرات في منطقة تشياباس منذ العام الماضي، الذي أدى إلى عزل موقع ياكستشيلان بالكامل، الذي كان واحدًا من أقوى ولايات المايا، ويشتهر الموقع بنصوصه الهيروغليفية وهياكله الحجرية.