عقب إدانة الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة في نوفمبر المقبل، دونالد ترامب في مانهاتن، أول أمس الخميس، شهدت مكتبة عامة في جنوب ولاية كاليفورنيا رفع عدد من الأعلام الأمريكية "مقلوبة".
ووفقًا لتقرير بثته صحيفة KTLA المحلية، تم وضع الأعلام خارج مكتبة "مونروفيا" العامة تكريمًا ليوم ذكرى المحاربين القدامى، قبل أن يتم قلبها.
وقالت جينيفر ماكجرو، مراسلة محطة الأخبار المحلية، إنه يبدو أن الأربطة المضغوطة التي تحمل كل علم على عموده قد تم قطعها من أجل قلبها.
وأكد ديلان فيك، عمدة مدينة مونروفيا، لمجلة "نيوزويك" أن مسؤولي المدينة "يبحثون فيما حدث ويأملون في اكتشاف من فعل ذلك".
وقد أصبح العلم الأمريكي المقلوب -الذي يعد إشارة استغاثة- رمزًا لمؤيدي ترامب، منذ أعقاب انتخابات عام 2020 عندما دفع الرئيس السابق بمزاعم حول خسارته الانتخابات بسبب تزوير تم على نطاق واسع.
أعلام مقلوبة
غمرت الأعلام المقلوبة وسائل التواصل الاجتماعي منذ إدانة ترامب، المرشح الرئاسي الجمهوري المفترض لعام 2024، أول أمس الخميس بـ34 تهمة تتعلق بتزوير سجلات الأعمال من قِبل هيئة محلفين مكونة من 12 شخصًا في مدينة نيويورك، وهي المرة الأولى التي تتم إدانة رئيس أمريكي سابق بتهم جنائية.
وبينما وصف ترامب، خارج قاعة المحكمة، حكم الإدانة بأنه "وصمة عار"، و"محاكمة مزورة من قِبل قاض متضارب وفاسد"؛ شاركت النائبة مارجوري تايلور جرين (جمهورية من ولاية جورجيا وحليفة لترامب) صورة لعلم أمريكي مقلوب على حسابها على موقع "إكس" مساء الخميس، بعد وقت قصير من إعلان الحكم على الرئيس السابق.
وفي الوقت نفسه، نشر جاي بنسون، أحد مساهمي قناة "فوكس نيوز"، صورة مماثلة بعد ساعة تقريبًا، كما فعل العديد من أنصار الرئيس السابق خلال الـ24 ساعة الماضية.
أيضًا، رصدت وكالة "أسوشيتد برس" علمًا واحدًا على الأقل مقلوبًا خارج "برج ترامب" في مانهاتن، بينما كان الرئيس السابق يخاطب أنصاره.
وقد اكتسب معنى العلم المقلوب الاهتمام في الأسابيع الأخيرة بعد أن ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه تم رصد الرمز خارج منزل قاضي المحكمة العليا صامويل أليتو، في الأيام التي أعقبت الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021.
كما حمل العلم المقلوب بعض أنصار ترامب الذين شاركوا في أعمال الشغب أمام مقر البرلمان آنذاك.
قاضي العلم
دفاعًا عن نفسه في مواجهة الهجوم الكبير الذي وصل إلى حد مطالبته بالتنحي، قال القاضي صامويل أليتو إن زوجته، مارثا آن، هي التي وضعت العلم خارج منزلهما في ولاية فيرجينيا، وأنه "لم يكن له أي دور على الإطلاق" في وضعه.
وأشار القاضي الفيدرالي إلى أن زوجته وضعت العلم المقلوب لفترة وجيزة "ردًا على استخدام أحد الجيران للغة غير مقبولة ومهينة شخصيًا على لافتات الفناء".
دعوات العزل والتنحي لم تتوقف، ففي مقال افتتاحي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، الأربعاء الماضي، قال عضو مجلس النواب عن ولاية ماريلاند، جيمي راسكين، إن قضاة المحكمة العليا الأمريكية يمكن عزلهم من حكم الحصانة الرئاسية للرئيس السابق دونالد ترامب، من خلال التماس من وزارة العدل.
وكتب "راسكين" أنه سيكون "من الجميل" أن يقرر "أليتو" التنحي عن قضية ترامب في ضوء الجدل، لكن "التوسل لفعل الشيء الصحيح يفوّت مسار عمل أكثر فعالية بكثير".
وأضاف: "يمكن لوزارة العدل والمدعي العام ميريك جارلاند استخدام سلطتين نصيتين قويتين لهذا الاقتراح: دستور الولايات المتحدة، وتحديدًا بند الإجراءات القانونية الواجبة، والقانون الفيدرالي الذي يفرض تنحية القضاء بسبب الحياد المشكوك فيه".
وينص بند الإجراءات القانونية الواجبة، الموجود في التعديلين الخامس والرابع عشر للدستور الأمريكي، على أنه لا يجوز حرمان أي شخص من "الحياة أو الحرية أو الملكية دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة".
وينص التعديل الرابع عشر على وجه التحديد، على أن جميع الإجراءات الجنائية يجب أن يشرف عليها قاضٍ غير متحيز، وهو ما يقول راسكين إنه ينطبق أيضًا على المحكمة العليا.
أمّا القانون الفيدرالي الذي أشار إليه راسكين، والذي يحمل رقم 28U.S.C، ففيه تنص المادة 455 على أن "أي قاضٍ أو قاضٍ جزئي في الولايات المتحدة يجب أن يتنحى عن أهليته في أي إجراء يمكن أن يكون فيه حياده موضع شك معقول".