أثار خطاب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حول مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل المحتجزين، موجة غضب واسعة في إسرائيل، إذ وصفته صحف إسرائيلية بـ"لحظة درامية، كشف بايدن أمام العالم تفاصيل سرية عن المقترح الإسرائيلي الذي لم يتم الإعلان عنه بعد، مُخالفًا بذلك الأعراف الدبلوماسية".
ووصفت صحف إسرائيلية رئيسية خطابه بـ "الضعيف" و"القنبلة السياسية"، متهمةً إياه بالتناقض وأنه تجاهل رفض حركة حماس للمقترح.
خطاب ضعيف
صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية وصفت خطاب بايدن بـ"الضعيف"، معتبرة أنه تجاهل بشكل صارخ رفض حماس للمقترح الإسرائيلي.
ولم تكتفِ الصحيفة بذلك، بل سلطت الضوء على تناقض لافت في كلمات بايدن، إذ طالب تل أبيب بقبول العرض على الرغم من إعلانه صراحة أن المقترح كان إسرائيليًا في الأصل.
تفاصيل سرية
في السياق ذاته، أثار بايدن موجة من الجدل والاستياء في إسرائيل لكشفه تفاصيل المقترح الإسرائيلي الذي لم يتم الإعلان عنه رسميًا بعد، إذ وصفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية الخطاب بـ"القنبلة السياسية لبايدن"، لإعلانه الخطوط العريضة للمقترح الإسرائيلي الذي تم تقديمه أخيرًا للوسطاء في المفاوضات.
وأشارت الصحيفة إلى أن السُلطات الإسرائيلية، كانت قد فرضت رقابة صارمة على نشر تفاصيل المقترح الذي تم اعتماده من قبل "مجلس الحرب" وتقديمه للوسطاء.
توقيت مثير للجدل
لم تقتصر ردود الفعل الإسرائيلية على انتقاد محتوى الخطاب فحسب، بل امتدت أيضًا إلى التساؤل حول توقيته المثير للجدل، إذ لاحظت قناة "إسرائيل 12" التلفزيونية أن اختيار بايدن لتوقيت الخطاب ليتزامن مع بداية السبت اليهودي لم يكن صدفة، بل كان محسوبًا بدقة لمنع وزيري الأمن القومي والمالية، إيتمار بن جفير بتسلئيل سموتريتش، من التعليق مباشرة على الخطاب.
كما ربطت القناة بين توقيت الخطاب وتهديد رئيس الأركان السابق بيني جانتس بالانسحاب من "مجلس الحرب"، معتبرة أن ذلك يشكل ضغطًا جديدًا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لقبول شروط جانتس في مناقشة ما بعد الحرب على قطاع غزة.
محاولة لمخاطبة الشعب الإسرائيلي
في المقابل، رأت قناة "إسرائيل 12" أن بايدن حاول من خلال خطابه "الدرامي" مخاطبة الشعب الإسرائيلي مباشرة، في محاولة للتأثير عليهم وتجاوز نتنياهو والوزراء المتطرفين الذين قد يسعون لإفشال نجاح المفاوضات.
وحسب تحليل القناة، فإن بايدن حذر من "العناصر السياسية الخطرة في الحكومة التي تسيطر على نتنياهو"، في إشارة واضحة إلى بن جفير وسموتريتش اللذين يريدان "استمرار الحرب إلى الأبد واحتلال غزة".