كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن تعليمات صادرة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى النواب والمسؤولين الحكوميين الأوكرانيين، بممارسة ضغوط علنية على الرئيسين الأمريكي جو بايدن والصيني شي جين بينج، بعد إعلانهما عدم حضور قمة السلام المزمع عقدها في مدينة لوسرن السويسرية في منتصف يونيو المقبل.
ويتزامن ذلك مع سعي كييف لكسب تأييد الدول غير الغربية لـ"صيغة السلام" الأوكرانية المقترحة لحل الحرب المستمر منذ أكثر من عامين.
وفي تفاصيل أخرى، كشفت الصحيفة نقلًا عن مصادر مقربة من زيلينسكي، تحدثت عن حالة من "الهستيريا" و"القلق العميق" تنتاب الرئيس الأوكراني بشأن الوضع العسكري وقمة السلام على حد سواء.
ضغوط على بايدن وشي
ووفقًا لما نقلته صحيفة "فايننشال تايمز" عن مذكرة صادرة عن زيلينسكي بتاريخ 26 مايو الجاري، أمر الرئيس الأوكراني بـ"زيادة الضغط العلني" على بايدن وشي، معتبرًا أنه "من غير المرجح أن يقتنع العالم بدون الرئيسين بايدن وشي إذا لم ينضما للقمة، بتحقيق هذه الأهداف العادلة".
وتكشف هذه المذكرة عن مدى الأهمية البالغة التي يوليها زيلينسكي لحضور قادة الدول الكبرى لقمة لوسرن، والتي يراها فرصة لا تعوض لعرض رؤيته للسلام والحصول على دعم دولي أوسع لها.
علاقات متوترة مع واشنطن
تأتي هذه الخطوة المثيرة للجدل في ظل علاقات متوترة بين كييف وواشنطن في الآونة الأخيرة، على الرغم من كون الأخيرة من أبرز الداعمين العسكريين والماليين لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، إذ أشارت الصحيفة إلى وجود "العديد من نقاط الاحتكاك" بين الجانبين مؤخرًا، خاصة مع تقدم القوات الروسية على الأرض، الأمر الذي زاد من قلق زيلينسكي وإحباطه.
ومن بين هذه الخلافات إقالة زيلينسكي لعدد من المسؤولين الحكوميين والعسكريين الذين كانت واشنطن "تعمل معهم عن كثب"، دون إبداء أسباب مقنعة، إضافة إلى استياء القيادة الأوكرانية من زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأخيرة التي اعتُبرت مهينة.
"هستريا" زيلينسكي
وفي تفاصيل أخرى، كشفت الصحيفة عن مصادر مقربة من زيلينسكي تحدثت عن حالة من "الهستريا" و"القلق العميق" تنتاب الرئيس الأوكراني بشأن الوضع العسكري وقمة السلام على حد سواء.
كما نقلت عن مسؤول أوكراني رفيع أن زيلينسكي أصبح أكثر "عاطفية وتوترًا" جراء تطورات المعارك ميدانيًا، مشيرة إلى اعتقاده بأن الولايات المتحدة تسعى لبدء محادثات سلام مع روسيا، لأنها ترغب في "إزالة" النزاع قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة التي تظهر استطلاعات الرأي تراجع شعبية بايدن فيها.
استياء من بايدن
في السياق ذاته، أفادت الصحيفة بأن زيلينسكي "منزعج للغاية" من بايدن، مشيرة إلى قلق المسؤولين الأوكرانيين من "استفزاز البيت الأبيض علنًا"، وهو ما عبر عنه أحد المسؤولين للصحيفة البريطانية قائلًا: "ماذا تقولون في أمريكا؟ لا تعض اليد التي تطعمك"، في إشارة إلى حجم المساعدات العسكرية والمالية الأمريكية لأوكرانيا.