الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حسن حسني.. "الجوكر" الذي خلف رحيله فراغا بالوسط الفني

  • مشاركة :
post-title
حسن حسني

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

لم يكن الفنان الراحل حسن حسني نجمًا عابرًا مر على الفن المصري، ولكنه "الجوكر" الذي حفر اسمه بحروف من نور، واحتكر هذا اللقب لسنوات طويلة، مدونًا في صفحاته سجلاً حافلاً من الإنجازات القوية التي قدمها على مدار أكثر من نصف قرن، أثرى فيها الساحة الفنية بالكثير من الأعمال، فلا تزال سيرته العطرة تفوح بعبق تاريخه الفني الكبير.

لم يحصد لقب "الجوكر" من فراغ ولكن كان وراؤه سنوات طويلة من العمل، فكان حسن حسني أكثر الفنانين نشاطًا في السينما والمسرح والتلفزيون ولم يسد فراغه أحد لسنوات طويلة، ففي ذكراه الرابعة التي تحل اليوم 30 مايو، نستعرض تراثه الكبير الذي تركه للفن المصري، ليخلد اسمه في صفحات مضيئة من التاريخ.

كان المسرح هو بوابة دخوله لمجال الفن، فوقف لأول مرة على خشبة المسرح في الستينيات، وعمل بعدد من المسارح مثل المسرح القومي ومسرح جلال الشرقاوي الذي قضى فيه أكثر من عقد من الزمن، واتجه للتلفزيون في نهاية السبعينيات من خلال التعاون مع الفنان عبد المنعم مدبولي في مسلسل " أبنائي الأعزاء شكرًا"، إلا أن عمله بالسينما سبق دخوله التلفزيون بنحو 4 سنوات، ففي عام 1975 شهد أول ظهور له في منتصف السبعينيات مع الفنان نور الشريف من خلال فيلم " الكرنك".

استمد حسن حسني شهرته ليس من تصدره بطولاته الأعمال ولكن من صدق أدائه وقدرته على التنويع في أعمال ما بين الكوميديا والتراجيديا، وحبه وشغفه بمهنته ودخوله في الكثير من الأعمال حتى أنه يعد من أكثر الفنانين إنتاجًا في السينما والمسرح والتلفزيون والذي يبلغ نحو 500 عمل فني.

عانى حسن حسني من اليتم في طفولته ولذلك قرر أن يمنح كل حنانه ومحبته لأبنائه، بحسب ما يؤكده نجله هشام حسن حسني، قائلًا: "والدي كان يحب بيته وأسرته وكانت شخصيته كوميدية مثل التي يظهر بها على الشاشة، حتى أن شخصيته في فيلم "عبود على الحدود" كانت تشبه شخصيته المرحة في الواقع".

من بين المواهب التي تمتع بها حسن حسني قدرته على الحفظ السريع لأدواره، فكشف نجله هشام جوانب أخرى من حياته قائلًا: "والدي كان مشهورًا بين زملائه بأنه أسرع فنان يحفظ دوره ولا يعيد أي مشهد ويعشق اللغة العربية، ويقدم كل دور باهتمام وحب شديد وكأنه أول عمل في حياته".

بعد نحو عشرين عامًا من العطاء في الفن، شهد منتصف الثمانينيات والتسعينيات انطلاقه إلى عالم الشهرة والنجومية، وعاد للمسرح الذي انقطع عنه لفترة بسبب انشغاله في السينما والتلفزيون، فقدم عددًا من المسرحيات المتميزة مثل مسرحية " حزمني يا"، و"اعقل يا مجنون"، ليؤكد حسن حسني أنه على الرغم من عطائه الكبير للمسرح ولكن الجمهور لم يعرفه إلا بعد مشاركته التلفزيونية في مسلسل " أبنائي الأعزاء شكرا".

كان حسن حسني داعمًا للنجوم الشباب، فقدم مع الفنان محمد سعد عددًا كبيرًا من الأعمال مثل فيلم "اللمبي" الذي حقق نجاحًا كبيرًا، وأيضًا عمله مع الفنان علاء ولي الدين وهاني رمزي وكريم عبد العزيز وغيرهم من الفنانين.

اتسم حسن حسني بخفة ظل وبسمة لا تفارق وجهه، ولاتزال ضحكاته ترن في الأذن، وتحفظ الذاكرة "إيفهاته" التي لا تزال حاضرة مثل "يا فاشل يا فاشل"، "يا أم نيازي صحي نيازي وقوليله ضبش حرامي" وغيرها من الكلمات المضحكة التي ترن في المسامع.

حظي حسن حسني بمحبة واحترام كل جمهوره وزملائه فكان يؤكد دائمًا أن السيرة أطول من العمر، وقبل وفاته بعامين عام 2018 حصد تكريمًا من مهرجان "القاهرة السينمائي الدولي" وحصوله على جائزة فاتن حمامة، ورغم تقدمه في العمر ولكنه ظل يعمل حتى آخر مشواره، ليفارق الحياة مخلدًا اسمًا جديرًا بالاحترام وسجلًا حافلًا بالكثير من الأعمال.