تعمل إدارة بايدن على حماية معاهد الصحة الوطنية بالولايات المتحدة الأمريكية من التدخل السياسي، خاصة من الرئيس السابق دونالد ترامب، إذا فاز في الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث يعكف البيت الأبيض على وضع اللمسات النهائية لخطة حماية واستقلال العلم.
وتعتبر معاهد الصحة الوطنية، هي الوكالة الرئيسية لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولة عن البحوث المتعلقة بالطب الحيوي والصحة العامة، وتقوم بتوفير تمويل كبير للبحوث الطبية الحيوية، حيث تضم 27 منشأة ومركزًا مستقلًا، بجانب مئات الباحثين، كما تُعد هي المسؤولة عن تحقيق العديد من الإنجازات العلمية.
ضغوط ترامب
وتدخل البيت الأبيض خلال فترة ولاية ترامب، لتغيير توصيات مسؤولي الصحة العامة، وبحسب "بوليتيكو" الأمريكية فقد ضغط مسؤولو ترامب على مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لتغيير اللغة في تقرير حالات كوفيد لدى الأطفال في عام 2020.
وفي الفترة التي سبقت انتخابات 2020، شن مستشارو ترامب حملة ضغط على إدارة الغذاء والدواء؛ لإعادة ترخيص علاج كوفيد غير المثبت "هيدروكسي كلوروكين"، وفي المعاهد الوطنية للصحة، ألمح ترامب كثيرًا إلى أنه يريد إقالة مديرها بسبب تعامله مع الوباء، ودفع آخر إلى الاستقالة.
واتهم مسؤول بالبيت الأبيض إدارة ترامب باستخدام تقارير وصفوها بـ المفضوحة، وبيانات مضللة لتبرير السياسات التي تعرض صحة جميع الأمريكيين للخطر، إلا أن إدارة بايدن -كما يقول- أعطت الأولوية للقرارات والسياسات القائمة على الأدلة المستنيرة بعيدًا عن التدخل السياسي.
حماية العلم
وكما تشير الصحيفة الأمريكية تعمل إدارة بايدن على إقامة أسلاك عازلة لحماية الوكالة من التدخل السياسي إذا فاز ترامب في نوفمبر، كانت البداية بتعيين مسؤول لتحديد التدخل السياسي في عمل الوكالة، وكلفت مجلس النزاهة العلمية الذي سيتم إنشاؤه قريبًا بمراجعة تلك الحالات.
بالإضافة إلى ذلك وجه البيت الأبيض الوكالات الصحية الأخرى، مثل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وإدارة الغذاء والدواء، لتعزيز خطط النزاهة العلمية الخاصة بها، كما وضع مكتب إدارة شؤون الموظفين بالبيت الأبيض اللمسات الأخيرة على قواعد تجعل من الصعب على أي رئيس، تجريد موظفي الخدمة المدنية من حماية وظائفهم.
أجندة حزبية
وقال ليريك جورجينسون، مسؤول النزاهة العلمية المعين في المعاهد الوطنية للصحة، للصحيفة إن التدخل في العلوم والتلاعب بها لضرب أجندة حزبية أمر غير مناسب، وهو ما نعمل على مواجهته، لافتًا إلى أن خطة حماية استقلال الوكالة أمر بالغ الأهمية؛ لأن الجمهور يحتاج إلى أن يكون قادرًا على الاعتماد على المعاهد الوطنية للصحة.
تقدم المعاهد الوطنية للصحة أموالًا للباحثين في مجال الصحة أكثر من أي مؤسسة في العالم -أكثر من 40 مليار دولار سنويًا- وبخلاف تعيين مدير لها من قبل مجلس الشيوخ، تمكنت منذ فترة طويلة من العمل بشكل خالٍ نسبيًا من السياسة، وهو ما وصفه ليريك بأنه لا يمكن أن يكون لدينا فرع رابع غير منتخب قادر على القيام بما يريده دون خطط.