تكافح السُلطات في دولة بابوا غينيا الجديدة من إنقاذ مئات الأشخاص المحاصرين تحت الأرض، بعد أن تم دفنهم أحياء في انهيار أرضي هائل بقرية نائية، حيث تقف عدة صعوبات حائًلا أمام عمليات الإنقاذ التي تتم بوسائل بدائية.
واستغاثت بابوا غينيا الجديدة طلبًا للمساعدة الدولية للتنقيب في الأرض، بعد أن أدى انهيار أرضي إلى دفن ما يقدر بنحو 2000 شخص في قرية نائية يوم الجمعة الماضي، وبحسب الأمم المتحدة يقدر عدد القتلى حتى الآن بـ 670 شخصًا، مشيرين إلى أن الرقم مرشح للزيادة.
صعوبات كبيرة
وتواجه عمليات البحث عن ناجين صعوبات كبيرة، تتمثل أولها في وجود حرب قبلية بين طرفين بالقرب من موقع الحادث، وبحسب رويترز لقي 8 أشخاص مصرعهم وأحرق 30 منزًلا في أعمال عنف خلال اليومين الماضيين، مما أجبر قوافل المساعدة وعمال الإغاثة على السفر بمرافقة قوات من الجيش ليلًا.
ولا يزال السكان أيضًا يستخدمون الوسائل البدائية مثل المعاول والمجارف والأيدي من أجل إزالة الأنقاض، ولم تصل الحفارة الأولى إلى موقع الكارثة إلا في وقت متأخر مساء الأحد، ويعود السبب في ذلك إلى بعد القرية عن العاصمة التي كانت عائقًا آخر أمام محاولات الإنقاذ وإحضار المعدات والآلات.
كما يمثل عدم توافر اتصالات سلكية أو لاسلكية في المنطقة مشكلة كبيرة، الأمر الذي جعل التواصل مع المدفونين داخل المنازل أمرًا شبه مستحيل، حيث قدرت السلطات في بابوا غينيا الجديدة أنه تم دفن أكثر من 150 منزلًا تحت الأنقاض التي يبلغ ارتفاعها طابقين تقريبًا، وأعاقت التضاريس الجبلية وصول المساعدات، وقللت الآمال في العثور على ناجين.
مساعدات دولية
عقب الحادث استجابت عدة دول من أجل تقديم المساعدة وإنقاذ المحاصرين، وأعلنت أستراليا عن مبلغ أولي قدره 2.5 مليون دولار بجانب قيامها بإرسال خبراء فنيين للمساعدة، وبحسب صحيفة ذا هيل الأمريكية فقد أعلنت الصين أيضًا أنها ستقدم مساعدات في مجال الإغاثة وإعادة الإعمار.
كما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية المشاركة في تقديم المساعدة الإنسانية والإغاثة بالتنسيق مع بابوا غينيا الجديدة وأستراليا ونيوزيلندا والمجموعة الرباعية، وذلك ضمن التزامها بالمساعدة في حالات الكوارث عبر منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
عائلات متفرقة
وتم العثور على رفات ستة أشخاص فقط حتى الآن، حيث قامت السلطات بإخلاء 250 منزلًا ونزح أكثر من 1250 شخصًا، وتم إنقاذ 4 آلاف شخص كانوا يعيشون في 6 قرى نائية قريبة من منطقة الهبوط خوفًا من تكرار نفس المشكلة.
وتجد العديد من الأسر صعوبة في التعرف على أقاربهم، ووصف سكان تحدثوا لرويترز بأن الأمر فوضوي، لدرجة أن هناك آباءً لا يعرفون مكان أطفالهم، وأمهات لا يعرفن مكان أزواجهن، ويقومون بطرق الأبواب في كل مكان أملًا في العثور على أقاربهم.