دُفن ما لا يقل عن 300 شخص تحت الأرض في بابوا غينيا الجديدة، جراء الانهيار الأرضي المروّع الذي ضرب قرية يامبالي، وبينما تم الإبلاغ عن مقتل 100 شخص في حصيلة أولوية، تضرر ما لا يقل عن 3900 شخص، وسط معوقات لمحاولات الإنقاذ.
حصيلة أولية
وأعاقت الطرق المغلقة جهود الإغاثة في قرية يامبالي، وقال المسؤولون، اليوم السبت، إنه تم إرسال قافلة طوارئ لتوصيل الغذاء والمياه ومؤن أخرى للناجين من الانهيار الأرضي الذي دمّر قرية نائية في جبال البلاد، معبّرين عن قلقهم من وقوع مزيد من القتلى.
ووفقًا لسرحان أكتوبراك، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في الجنوب، فقد أبلغ فريق معني بتقييم الأضراب، عن بيانات أولية بأن 100 شخص لقوا حتفهم ودُفن 60 منزلًا تحت سفح الجبل الذي انهار في مقاطعة إنجا قبل ساعات قليلة من فجر أمس الجمعة.
وشكّلت التربة غير المستقرة مخاطر على جهود الإغاثة، وكذلك على المجتمعات التي تعيش على المنحدرات، واعترف "أكتوبراك" بأنه إذا كان عدد المنازل المدفونة الذي تقدره السلطات المحلية صحيحًا، فإن عدد القتلى قد يكون أعلى بكثير.
صعوبة عمليات الإنقاذ
ونقلت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، تصريح النائب المحلي عاموس أكيم، أمس الجمعة، بأن أكثر من 300 شخص و1182 منزلًا دُفنوا نتيجة الانهيار الأرضي.
وصرّح روبن بوكو، مدير محطة المنطقة الفرعية، اليوم السبت، بأنه تم انتشال أربع جثث فقط حتى مساء أمس الجمعة.
وأضاف روبن بوكو أن رجال الإنقاذ يحتاجون إلى خراطيم ومضخات ضغط لإزالة الطين والحجارة أثناء بحثهم عن القتلى، مشيرًا إلى أن القرية يسكنها 3998 شخصًا ولا يزال من غير الواضح عدد المفقودين.
وقال "أكتوبراك"، الذي يتخذ من بورت مورسبي مقرًا له، إنه تم تقديم العلاج الطبي لـ7 أشخاص، من بينهم طفل.
وأضاف:"نخشى أن يرتفع عدد الضحايا والجرحى بشكل كبير".
وذكر "أكتوبراك" أنه إلى جانب الغذاء والماء، كان القرويون بحاجة ماسة إلى الملاجئ والبطانيات، مضيفًا أن الإغاثة ستستهدف الفئات الأكثر ضعفًا، بما في ذلك الأطفال والنساء والمعاقين وكبار السن.
من جهته، قال رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، إن بلاده مستعدة للمساعدة وأن الأستراليين يشعرون بالحزن على إخوانهم في بابوا غينيا الجديدة بعد الانهيار الأرضي المروع.
كما عرض الرئيس الأمريكي جو بايدن المساعدة، وقال إنه وزوجته جيل شعرا بحزن شديد بسبب الخسائر في الأرواح وكذلك الدمار.
تأخر جهود الإغاثة
وأوضح أندرو روينج، أحد سكان القرية، أن الناجين في حاجة ماسة إلى المساعدة، وقال في مقطع فيديو عرضته هيئة الإذاعة الأسترالية"ABC" إن الناس لا يستطيعون فعل أي شيء لأن الأمر صعب عليهم.
وأضاف روينج:"مثل هذا الموقف لم يحدث قط في التاريخ، لذلك فإننا نناشد الحكومة الوطنية والمسؤولين ونطلب منهم المساعدة".
وتأخرت جهود الإغاثة بسبب الانهيار الأرضي الذي أغلق الطريق السريع الرئيسي في المقاطعة، وقال أكتوبراك إن حطام الانهيار الأرضي الذي يتراوح عمقه بين 6 و8 أمتار أدى أيضًا إلى انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة.