بينما يسعى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لاستمرار وزيادة الدعم الغربي لبلاده، تستخدم أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى ضد أهداف روسية خلف الخطوط الأمامية الحالية، وتستفيد بشكل متكرر من المساعدات المقدمة حديثًا لضرب قوات موسكو وأنظمة الدفاع الجوي والطائرات والسفن.
وقد نسبت مصادر أوكرانية وروسية، بالإضافة إلى محللين مفتوحي المصدر، سلسلة من الهجمات الأوكرانية المدمرة على منشآت موسكو في الأسابيع الأخيرة إلى نظام الصواريخ التكتيكية للجيش (ATACMS) التي تبرعت بها الولايات المتحدة.
ولطالما احتل نظام (ATACMS) مكانة عالية في قائمة طلبات المساعدة لأوكرانيا، مما يمنح قوات كييف القوة النارية لضرب الأصول الروسية ذات القيمة العالية خلف الخطوط الأمامية.
للأراضي المتنازع عليها
أطلقت أوكرانيا نظام (ATACMS) لأول مرة في أكتوبر 2023 باستخدام مجموعة متنوعة من الصواريخ لضرب قاعدتين عسكريتين روسيتين في أوكرانيا، مما أدى إلى إتلاف عدد من طائرات الهليكوبتر.
وفي أواخر أبريل، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إن الرئيس جو بايدن سمح بإرسال عدد كبير من صواريخ (ATACMS)إلى أوكرانيا في فبراير، دون تحديد هذا العدد.
وقال "سوليفان" الشهر الماضي إنها كانت جزءًا من حزمة مساعدات بقيمة 300 مليون دولار، تم الإعلان عنها في منتصف مارس، وقد وصلت بالفعل إلى أوكرانيا لاستخدامها داخل حدودها.
تقول مجلة "نيوزويك": من المفهوم أن أنظمة(ATACMS) التي تم توفيرها أخيرًا هي صواريخ طويلة المدى، قادرة على ضرب عمق الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.
وبينما تتقدم قوات موسكو في البر الرئيسي لأوكرانيا، ركزت كييف على أهداف مثل الطائرات ومراكز القيادة في عمق الخطوط الأمامية، والتي غالبًا ما تكون في شبه جزيرة القرم.
لكن، رغم توفير المنظومة الهجومية، حذر حلفاء أوكرانيا الغربيون كييف من أن الأسلحة مخصصة للاستخدام "فقط في الأراضي المتنازع عليها"، وليس في المناطق المعترف بها دوليًا على أنها أجزاء من روسيا.
طويلة المدى
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الجمعة، أن كييف ضربت مركز اتصالات عسكري روسي يخدم الدفاعات الجوية الروسية في مدينة ألوشتا" بجنوب القرم باستخدام نظام (ATACMS)، نقلًا عن مسؤول دفاعي أوكراني. كما نُسبت عدة ضربات أخرى على شبه الجزيرة التي تسيطر عليها روسيا إلى النظام نفسه.
وذكرت الصحيفة، نقلًا عن مسؤولين أوكرانيين، أن كييف استخدمت في البداية نظام (ATACMS) الأطول مدى في أبريل الماضي لضرب قاعدة جوية في شبه جزيرة القرم، مما أدى إلى تدمير عدد من منصات إطلاق الصواريخ والرادارات التي تشكل أنظمة دفاع جوي متقدمة.
بشكل منفصل، يبدو أن صور الأقمار الصناعية التي تم نشرها على نطاق واسع عبر الإنترنت تظهر أيضًا آثار ضربات (ATACMS) الأوكرانية على مطار "بيلبيك" خارج مدينة "سيفاستوبول" الساحلية في شبه جزيرة القرم، والذي تستخدمه القوات الروسية.
وتشير الصور إلى أن أوكرانيا نجحت في إتلاف أو تدمير عدة طائرات، وفق "نيوزويك".
كما قال الجيش الأوكراني، نهاية الأسبوع الماضي، إنه ضرب كاسحة ألغام روسية في "سيفاستوبول"، لكنه أضاف في وقت لاحق أن سفينة ثانية، وهي "كورفيت تسيكلون" المسلحة بصواريخ موسكو، قد أُصيبت.
وتصاعدت الأسئلة مرة أخرى حول ما إذا كانت أوكرانيا قد استخدمت نظام (ATACMS) لاستهداف "سيفاستوبول"، حيث ذكرت صحيفة "استرا" الروسية المستقلة أن ثلاثة من الأسلحة اخترقت الدفاعات الجوية الروسية حول "تسيكلون".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال محللون إن كييف دمرت أربع منصات إطلاق صواريخ ومحطة رادار تابعة لموسكو، في الجزء الذي يسيطر عليه الكرملين في منطقة "دونيتسك" شرق أوكرانيا. حيث أفادت مصادر روسية وأوكرانية أن صواريخ (ATACMS) كانت مسؤولة عن ضربة بالقرب من موسبيني.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، تم إسناد ضربة على أرض تدريب عسكرية روسية في منطقة لوهانسك التي ضمتها موسكو إلى نظام (ATACMS).